قال المخرج شريف عرفة، إن فيلم الجزيرة 2 ، توقف العمل به كثيرا، موضحا أنه لم يكن يضع في حساباته وضع جزء ثان له، والأمر نفسه بالنسبة للجزء الثاني. وتابع في حواره ببرنامج إنت حر ، الذي يقدمه الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، عبر فضائية سي بي سي تو ، أنه حاول عمل فيلم ملحمي ووجد أنه يشبه فيلم الجزيرة ، وكان قبل ثورة 25 يناير، وسيتم عمله في سيناء، ولكن بعد الثورة أحس أن الفيلم به دراما الجزيرة، خاصة وأنه به صراع الايرادات والمصالح والشخصيات، مشيرا إلى أن هذا كله تم وضعه في الجزء الثاني من الجزيرة. وحول تعامله مع الإخوة دياب في كتابة فيلم الجزيرة ، قال : محمد دياب هو من كتب الجزء الأول، وقال إنه سيكتبه مع أخوته، ولم يكن لدي مانع في هذا، لأني أحب العمل الجماعي، وهذا ما تم، وعملنا على مراحل كثيرة، وهذا الفيلم من نوعية انه لا ينتهي الكتابة به، وكنت أضيف مشاهد حتى أخر لحظة من الفيلم . وصرح المخرج : عملت مع وحيد حامد في اللعب مع الكبار، ولم أحس أني أريد عمل فانتازيا أو عمل واقعي، بل الفكرة هي من تأخذني للإتجاه، كما أن طبيعة الشخصية هي من تفرض علي أشياء أراها، فأنا فيلمي السابق كان كوميدي، والحالي ملحمي، لذا فلا يوجد لدي خطة ممنهجة . وفيما يتعلق بأعماله التي ناقشت التطرف الديني، أشار شريف عرفة إلى أن : المشاهد لم يأخذ باله من هذا، ونحن ننسى، والأمر أنه كان هناك جذور للتطرف الديني، وهذا الأمر لم يختفي من مصر، منذ حسن الصباح وفرقة الحشاشين، والإرهاب موجود طوال عمره، ولكننا ننسى المرحلة، ولا نقف كثيرا لدى الأحزان، وهذه مشكلة وحسنة في نفس الوقت . وردا على سؤال ماذا يمثل عادل إمام لشريف عرفة ، قال : من الناس الذين تأثرت بهم على مدى عملي معه، وكنت عرضت عليه سيناريو فيلم سابق للعب مع الكبار ولم يتحمس له، وعندما شاهدت بعد انتهائه فرح، وعندما عرض عليه وحيد حامد اللعب مع الكبار وافق على العمل معي، وهو نجم محمل بالنجاح، ويكون هناك مشكلة العمل مع النجم، لأنه ناجح بالفعل، ويكون هناك صراع بين أني أريد عمل فيلم ناجح تجاريا والثاني أن أضيف لهذا النجم، وعادل إمام قيمة كبيرة جدا، وعلى مدى 40 سنة كان النجم الأشهر والأنجح في العالم العربي، وأتذكر أن مورجان فريمان شاهد الإرهاب والكباب وإنبهر به جدا، وهو أيضا شخصية إنسانية يحتضن من حوله . واستطرد : كان عملي معه من سن صغير، وأنا أحب الممثل وأحب أن يكون هناك اتصال بين الممثل والمخرج، فجلست معه وأعجبت من شخصيته ووجدته يقول لي إعمل ما تراه ولا تخف، ومن سنة 1989 وحتى 1996 لم يمر يوما إلا وأرى عادل إمام، لأني عملت معه في المسرح أيضا، في مسرحية الزعيم، وسافرنا سويا للخارج عدد كبير من المرات، وكان يستقبل في الخارج استقبال رؤساء الجمهوريات، وقمنا بعمل مسرحية في استاد الوداد المغربي، والمسرح لمدة 20 دقيقة كان يصفق، ثم أشعل له شموعا، وهذا كان مشهد مؤثر جدا بالنسبة لي، وهو قيمة إنسانية كبيرة بالفعل، وهنأني بعد نجاح الجزيرة، وهذا يثبت أنه محترم ونتعلم منه الكثير، ونجاحه لم يأت من فراغ . وأوضح المخرج : أرى أن نيازي مصطفى وعاطف سالم مثلا صنع سينما نراها بعد 70 سنة، ويموت كل الساسة ولا نحس بهم ويبقى الفن، وما أحبه في مرحلة من عمري هو العمل مع ناس مختلفين، وتمهيد الأرض للمخرجين الصغار للعمل، وأنا من أنصار أن الفيلم الناجح الواحد يمكن أن يعيد صناعة، وكنت سعيد بنجاح فيلم الفيل الأزرق وفيلم الحرب العالمية الثالثة، وأرى أنه يجب أن يكون هناك تيار متكامل تجاه هذا، فالسينما تمرض ولا تموت . وشدد على ان : مشكلة السينما نحن سبب فيها، لأننا من الممكن أن نقبل بأشياء لا يمكن القبول بها، مثل القوانين ودور العرض، فعندما نذهب لجنوب أفريقا نجد أنه من السهولة التصوير والإنتاج، على عكس مصر، فهنا عندما نريد التصوير على البحر نأخذ تراخيص ونأخذ موافقات وأمور كثيرة، على عكس الخارج، الذي يتسم بالسهولة، والمشكلة ان العملية الانتاجية في مصر بها عراقيل في كل خطوة نخطوها . وأكد : أتمنى عمل فيلم به حروب تاريخية مصرية، لأننا خضنا حروب أكثر من الولاياتالمتحدة، وهذا شئ محزن للغاية، ومن الممكن عمل أكثر من مئة فيلم عن البطولات من فترة 1967 حتى نصر أكتوبر 1973، لأن هناك بطولات لا تصدق، والناس العادية لا تعرف معنى الجيش، ولا يعلمون معنى كلمة مقاتل وتضحية، ولا يمكن حرب أكتوبر أن تقوم إلا عندما يذهبوا مخالفة لكل قواعد الحرب، والفيلم الحربي ما ينجحه هو القصة الانسانية، والأمر ليس تسجيلي عن الحرب .