لم ينته فيما يبدو المأزق الراهن بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بشأن انشطة طهران النووية رغم التفاؤل الذي ظهر في تصريحات وزير الخارجية الايراني يوم الثلاثاء بعد محادثاته في فيينا. وقال علي أكبر صالحي انه اجرى محادثات "مثمرة للغاية" مع يوكيا امانو الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وان الجانبين اتفقا على العمل معا لحسم القضايا العالقة.
وقال ان الخبراء سيسعون لانشاء "الية جديدة" لتحسين التعاون بين الوكالة وطهران التي تواجه ضغطا غربيا متصاعدا.
لكن الوكالة قدمت صورة مختلفة عن الاجتماع وقالت في بيان مقتضب ان امانو "كرر موقف الوكالة في القضايا التي لا تفي فيها ايران بالتزاماتها."
وعبرت وكالة الطاقة الذرية عن مخاوفها المتنامية طوال العام المنصرم من ان ايران تعمل على تطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووي ودعت ايران مرارا الى زيادة تعاونها مع الوكالة لتهدئة المخاوف من برنامجها النووي.
وتحقق الوكالة منذ سنوات في تقارير مخابرات غربية تشير الى ان ايران تبذل جهودا منسقة لمعالجة اليورانيوم واختبار متفجرات على ارتفاعات عالية وتعديل تصميم رأس صاروخ حتى يتمكن من حمل رأس نووي.
وتقول ايران ان تلك المزاعم لا اساس لها من الصحة وان برنامجها هو لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقال صالحي "لو كنا نريد اسلحة نووية لكنا انسحبنا من معاهدة حظر الانتشار النووي. نحن نعتقد ان الاسلحة النووية تضر بالمجتمع الدولي."
وأدى رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم الذي له استخدامات عسكرية ومدنية الى ان تفرض الاممالمتحدة على طهران أربع جولات من العقوبات بالاضافة الى عقوبات مشددة فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقال صالحي انه تم التوصل الى نتائج "ايجابية" خلال الاجتماع الذي عقد في فيينا مع امانو لكنه لم يقدم تفاصيل محددة ولم يبد اي استعداد من جانب ايران على التراجع في النزاع النووي.
واشار الى ان ايران ستكون فقط مستعدة لمناقشة تلك المزاعم عن صلات مشبوهة بين برنامجها النووي والاستخدامات العسكرية اذا اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولا استكمال خطة عمل ترجع الى عام 2007 .
وتقول ايران انها اجابت على كل النقاط التي اثيرت بموجب هذه الخطة التي اتفق عليها قبل أربع سنوات لتوضيح طبيعة البرنامج النووي الايراني.
لكن الوكالة تقول ان طهران فشلت طوال سنوات في التعامل مع مزاعم عن وجود بعد عسكري لبرامجها النووي وأوضحت الوكالة مجددا يوم الثلاثاء رأيها في ان خطة عمل 2007 لم تستكمل بعد.
وجاء في بيان الوكالة "اشار الامين العام (امانو) الى انه ليس في موقف يمكنه من اعتبار خطة العمل قد استكملت."
وعادة ما يتهم الدبلوماسيون الغربيون ايران باستخدام اسلوب المماطلة في النزاع النووي مع القوى الكبرى وبينها الولاياتالمتحدة والصين وروسيا لكسب المزيد من الوقف في حين تمضي قدما في انشطتها المثيرة للجدل.
ويتخذ امانو نهجا اشد تجاه ايران من سلفه محمد البرادعي. وتتهم ايران امانو وهو دبلوماسي ياباني مخضرم بتلقي الاوامر من واشنطن.
وقال وزير الخارجية النمساوي مايكل سبينديلجر الذي عقد لقاء منفصلا مع صالحي في فيينا ان اوروبا لا تزال مستعدة للعودة الى مائدة التفاوض مع ايران. واضاف "من المهم بالنسبة لنا ان نتغلب على الجمود الذي يعتري المحادثات." (رويترز)