انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة البطولة النسائية الجماعية التي ظهرت في السينما من خلال العديد من الأفلام مثل حب البنات , وبلد البنات, بنتين من مصر, ريكلام, لحظات أنوثة وغيرها ، وانتقلت هذه الظاهرة للدراما حيث ظهر منذ سنوات مسلسل كلام نسوان ومن ثم مسلسل حكايات بنات الذي حقق نجاحا كبيرا وحاز على نسب مشاهدة عالية. وقد دفع نجاح هذه التجارب المختلفة الكثير من المخرجين والمنتجين في استكمال هذه الظاهرة اعتمادا على إنها تنجح في جذب شريحة كبيرة من المشاهدين كما أنها تتناول نماذج قريبة من الشباب وهم الفئة الأكثر في المجتمع , حيث نجد حاليا تكرار هذه التجربة من خلال مسلسل قلوب الذي ينشغل صناعه حاليا بتصويره حيث يتناول قصة حياة خمس فتيات ويناقش مشاكلهن والمسلسل بطولة علا غانم, ريهام سعيد, نجلاء بدر,جيهان عبد العظيم, رحاب عرفه ومن تأليف هانى كمال وإخراج حسين شوكت. وعن طبيعة هذه الظاهرة وإذا كانت ظاهرة إيجابية أم ظاهرة فقط أثبتت نجاحها من خلال مسلسل أو أكثر واستغلها المنتجون كتوجه جديد لنجاح الدراما تباينت أراء النقاد ولكن اتفقوا جميعا على أن نجاح هذه الظاهرة يتوقف على مضمونها ; في البداية أوضحت الناقدة ماجدة خير الله ، أن هذه الظاهرة قد أثبتت نجاحها بالفعل وهى ليست بظاهرة جديدة ولكن هي ظاهرة قديمة فقد بدأت منذ أفلام سعاد حسنى وغيرها وابتعدت هذه الظاهرة عن ساحة السينما والدراما لفترة ومن ثم عادت مرة أخرى , فظاهرة البطولة الجماعية بشكل عام إذا كانت نسائية أو شبابية فهي ظاهرة ايجابية للغاية حيث أنها تقوم على مجموعة من الأبطال الشباب يقومن بطرح مواضيع جديدة ومختلفة فحتى إن كانت ظاهرة يستغل نجاحها المنتجون فهى ظاهرة جيدة لا مانع من استغلال نجاحها , فقد عانينا مرار من قيام عمل سينمائي أو درامي على شخص واحد او بطل بعينه. أما الناقد طارق الشناوي ، فقد أكد أن هذه الظاهرة ربما تكون إيجابية ولكن نجاحها يتوقف على مضمونها الذي تقدمه , فإذا نجح صناع العمل فى طرح مواضيع جديدة تجذب انتباه المشاهد فسيكتب لهذه التجربة النجاح ,ومن المعروف ان أى ظاهرة جديدة تحقق نجاحا على الساحة الفنية فإن المنتجين يستغلون نجاحها ويسيرون على خطاها فقد حدث ذلك مرارا. كذلك أشارت الناقدة خيرية البشلاوى ، أن صناعة الدراما صناعة ضخمة وتكلف الكثير من الأموال التي تصل إلى الملايين وقد عانينا كثيرا من بناء مسلسل من اجل بطل أو نجم بعينه ولذلك فالبطولة الجماعية قد قامت بحل هذه المسألة, كما ان الدراما يجب أن تناسب المزاج العام وبما أن البطولة الجماعية تقدم نماذج قريبة من واقع الحياة فذلك دافعا كبيرا على نجاحها ولكن نجاح هذه الظاهرة متوقف على النماذج التي تقدمها فيجب أن تطرح نماذج لفتيات من واقع الحياة تحترم القيم الأخلاقية التي يسير عليها المجتمع , فتقدم نموذج اجتماعي هادف بداخل هذا القالب الدرامي. أيضا أكدت الناقدة ماجدة موريس ، أنها ترى أن ظاهرة البطولة النسائية الجماعية ظاهرة إيجابية إلى حد كبير وتتناسب مع واقعنا الحالي خاصة أن مشاكل الفتيات كثيرة وحاليا أصبح هناك توجه كبير للاهتمام بالمرأة وقضاياها ومشاكلها , كما ان البطولة الجماعية بصفة عامة تهتم بالمواهب الشابة سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج ففي الأعوام الأخيرة ظهرت على الساحة الفنية أعمالا فنية لمواهب شابة جميعها يستحق التقدير والاحترام وقد نجحوا في وضع أنفسهم في مراكز متقدمة, وتتميز البطولة الجماعية لقربها الشديد من واقع الحياة فليس هناك حياة تقوم على شخص او فرد واحد فكل شخص بطل في عالمه , والبطولة النسائية هو اعتراف واضح بوجود ومكانة المرأة ومنفذا للتعبير عن مشاكلها ومعاناتها في الحياة.