وضعت مالي قواتها في حالة تأهب بعد يوم من اشتباكات بين الجيش الموريتاني ومقاتلين يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة قرب الحدود بين البلدين أسفرت عن سقوط عدد من القتلى في صفوف التنظيم، وفق مصادر موريتانية. وقال ضابط من وزارة الدفاع في مالي "إننا في حالة تأهب. هذا يحدث عندما يكون هناك هجوم في مكان ما. تم تنشيط حالة التأهب لتأمين الحدود"، حيث تم تعزيز دوريات الحراسة.
وأضاف نفس المصدر أن العمليات المشتركة بين جيش مالي والجيش الموريتاني ستستمر في أعقاب الهجوم الذي شنه عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في أقصى الشرق الموريتاني.
وعلمت الجزيرة نت من مصدر رسمي موريتاني في مدينة باسكنو الواقعة عند الحدود الموريتانية المالية أن الجيش الموريتاني قتل عددا من عناصر التنظيم بينهم قائد بارز في التنظيم من أصل جزائري أثناء الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية بتلك المدينة التي تبعد عن العاصمة نواكشوط أكثر من 1400 كيلومتر.
وتتضارب الأنباء بشأن حصيلة ونتائج تلك العملية، إذ تؤكد مصادر رسمية موريتانية أن القاعدة تكبدت خسائر بشرية ومادية جسيمة بفقدانها أكثر من عشرين من عناصرها من بينهم تسعة أسروا، في حين لقي الآخرون حتفهم على يد قوات الجيش إضافة إلى تدمير أكثر من خمس سيارات عسكرية.
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية في موريتانيا أن الجيش يواصل مطاردة عناصر من تصفهم بالإرهابيين الفارين نحو الأراضي المالية.
في المقابل، قالت مصادر أخرى مقربة من تنظيم القاعدة في اتصال مع وسائل إعلام موريتانية إن مسلحي القاعدة تمكنوا من إسقاط طائرة عسكرية وتدمير ثلاث سيارات عسكرية على الأقل، دون أن تعترف بحجم الخسائر التي لحقت بالمسلحين المهاجمين.
وعلم مراسل الجزيرة نت في موريتانيا أمين محمد أن الجيش الموريتاني كان يتحسب منذ يومين لعملية عسكرية ستنفذها القاعدة دون أن يعلم على وجه اليقين وقت ومكان العملية.
وقد وصلت معلومات في اللحظات الأخيرة تؤكد اقتراب مهاجمي التنظيم من مدينة باسكنو حيث كانوا يبعدون عنها في ذلك الوقت نحو 20 كيلومترا فقط، وهو ما مكن الوحدات العسكرية الموجودة بالمنطقة من إعادة ترتيب تموقعها، وإعلان حالة الاستنفار القصوى بين أفرادها تحسبا للاشتباك الوشيك مع المقاتلين.
وقد فقد مقاتلو التنظيم نتيجة لذلك عنصر المباغتة -وهو من أهم أسس النجاح في حرب العصابات التي ينتهجها التنظيم المسلح في حربه ضد جيوش المنطقة- مما أدى في النهاية إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوفه، حسب المصادر الموريتانية.
وكان دور سلاح الجو هاما في حسم الاشتباكات ونقلها من عمق الأراضي الموريتانية إلى داخل الأراضي المالية، حيث لا تزال المطاردات مستمرة في الأراضي المالية، حسب ما أعلنه التلفزيون الموريتاني.
ويعد ذلك الهجوم أول رد للتنظيم على هجوم للقوات الموريتانية قبل أقل من أسبوعين حيث قتل 15 من عناصر القاعدة المتحصنين في غابة واغادو بالغرب المالي.