نفذ عناصر يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجوما مسلحا في محيط قاعدة عسكرية بمدينة باسكنو في أقصى الحدود الشرقية لموريتانيا مع مالي، ولا زالت حصيلة الهجوم لم تتكشف حتى الآن. وأعقب الهجوم تبادل مكثف لإطلاق النار استمر لنحو ساعة، وفق ما أفاد شهود عيان من مدينة باسكنو للجزيرة نت، فيما يعتقد بأنه محاولة لتعقب عناصر القاعدة الذين نفذوا الهجوم.
وقال أحد أعيان وشيوخ باسكنو محمد حبيب الله للجزيرة نت إن الهجوم وقع بعيد صلاة العصر بقليل، وإن أصوات الرصاص وما يشبه الانفجارات استمرت لنحو نصف ساعة.
وأضاف أنه أمكن لسكان المدينة سماع إطلاق النار بشكل قوي ومدوّ في البداية قبل أن تخف حدة تلك الأصوات، واستمر سماعها بشكل متقطع من حين لآخر في ما يشبه عملية تعقب أو مطاردة.
وأشار حبيب الله إلى أنه لم يعد يسمع في الوقت الحالي صوت إطلاق النار، لكن الطائرات العسكرية تحوم في سماء المدينة النائية الواقعة على الحدود الشرقية مع الجارة مالي.
ولم تعرف حتى الآن حصيلة الهجوم، ولكن حالة من الذعر والخوف تسود أجواء المدينة، حيث أغلق أغلب سكانها بيوتهم واختبؤوا بها خوفا من تمدد الهجوم وعمليات المطاردة إلى داخل أحياء المدينة السكنية.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية أي بيان حول أحداث اليوم، غير أن التلفزيون الرسمي قطع بثه ليعلن نبأ الهجوم ويؤكد أن من وصفهم "عناصر إرهابية" شنوا هجوما مسلحا على إحدى القواعد العسكرية بمدينة باسكنو.
وجاء في الخبر نفسه الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن عناصر القاعدة لاذوا بالفرار نحو الأراضي الموريتانية بعد أن تصدت لهم القاعدة العسكرية في مدينة باسكنو، وأنه يجري حاليا تعقبهم ومطاردتهم داخل الأراضي المالية من طرف القوات المسلحة.
وتقع القاعدة العسكرية في الأجزاء الشرقية للمدنية، لكن مقر الإدارة المحلية وملحقاتها تقع داخل الأحياء السكنية، وهو ما يعمق من حالة الذعر والخوف في صفوف السكان الذين لم يعتادوا مثل هذا النوع من الهجمات.
وفي وقت سابق من العام الماضي أعلنت السلطات الأمنية والعسكرية في موريتانيا عن إحباط هجوم من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كان يستهدف قاعدة باسكنو العسكرية وفقا للرواية الرسمية.
ويعد هذا الهجوم -في حال صحة نسبته إلى القاعدة- أول ردة فعل على العمليات العسكرية التي بدأها الجيش الموريتاني قبل أكثر من أسبوع ضد المسلحين المتحصنين في غابة واغادو بالغرب المالي، وهو الهجوم الذي تضاربت روايتا الجيش والقاعدة بشأنه، حيث قال الجيش إنه قتل 15 عنصرا من القاعدة وخسر جنديين، فيما تقول القاعدة إنها قتلت 20 جنديا من الجيش وفقدت اثنين من عناصرها.