شفت صحيفة كويتية تورط سوريا وحزب الله في تشكيل خلايا تخريبية تخطط لتنفيذ عمليات في الكويت ودول خليجية أخرى. ولم تسم الصحيفة سوريا وحزب الله صراحة لكنها ألمحت إليهما ضمناً.
ونقلت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية الكويتية "ألقت القبض على خلية تخريب وتجسس، تتبع استخبارات دولة عربية تشهد حالياً موجة من الاضطرابات والاحتجاجات إضافة إلى عناصر تتبع أحد الأحزاب المسلحة في دولة عربية أخرى، تستعد مع أشخاص آخرين لتنفيذ عمليات تخريبية في داخل الكويت وعدد من دول المنطقة".
وألمحت المصادر إلى أن سوريا تسعى إلى "خلط الأوراق وإبعاد الرأي العام عما يجري فيها من أحداث دامية".
ونقلت المصادر "أن عدد الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم سبعة" خمسة منهم سوريون، واثنان يتبعان حزب الله لافتة إلى "أن هذه الخلية يرأسها شخص يدعى أ. م اعتقل في مطار الكويت الدولي قبل أربعة أيام أثناء عودته من البلد المضطرب(سوريا)".
ويرى محللون أن سوريا تسعى إلى تصدير أزمتها إلى دول الخليج التي ترى فيها مصدر الدعم الرئيسي للاضطرابات المستعرة في البلاد. وتتهم دمشقالرياض بتمويل الاحتجاجات والدوحة بالدعم الإعلامي لها عبر قناة "الجزيرة".
لكن مراقبين يرون أن سوريا لا تسعى إلى تنفيذ أعمال تخريبية في دول الخليج بقدر ما يهمها الالتزام باتفاق للتعاون الاستخباري مع إيران خصوصاً بعد الكشف عن عدة خلايا تجسسية إيرانية في دول الخليج.
ويثور جدل حاد في الكويت حول خلفية العلاقة مع إيران بعد الكشف عن شبكة تجسس إيرانية اخترقت المنظومة الأمنية الكويتية مما اتاح لها الاطلاع على المعلومات الأمنية الخاصة بعموم دول الخليج.
وفجَّر القاء السلطات الكويتية القبض على شبكة تجسس ثم محاكمتها واصدار قضائها حكمه على اعضائها ردود افعال اوضحت الأخطار التي تحيط بالكويت ودول الخليج.
ولم يتوقف التدخل الايراني في الكويت عند هذا الحد بل تجاوزه الى قيام المخابرات الايرانية بمحاولات اختراق وتزويد عصابات متطرفة بالسلاح، وبدا ذلك واضحا بعد القاء الجمارك الكويتية على سفينة ايرانية محملة باسلحة بعضها مخصص للاستعمال في الاغتيال عن بعد.
ويرى المراقبون أن الخسارة التي منيت بها إيران استخبارياً دفعت طهران للاستعانة بجهود حلفائها دمشق وحزب الله وحماس والحوثيين للتعويض، وأن دمشق تحاول مكافأة إيران على دعمها في قمع الاحتجاجات التي تعصف بالنظام السوري.
وقالت "المصادر أيضاً أن الأشخاص الذين اعتُقِلوا اعترفوا بأنهم على صلة بالاستخبارات والحزب، وأنهم حالياً مكلفون جمع المعلومات عما يجري في الكويت تحديداً، وأنهم أرسلوا تقريراً يتضمن منع وزارة الداخلية الكويتية لرعايا بلدهم من دخول البلاد، وتصنيفهم ضمن الدول الخمس الممنوعة من دخول الكويت، كما تضمن التقرير أيضاً موقف مجلس الأمة من الأحداث في بلدهم، وتأييده للثوار ومطالبة بعض أعضائه بطرد السفير".
وأشارت إلى أن أعضاء المجموعة "اعترفوا أيضاً بأنهم صوروا أماكن حيوية في البلاد، وكذلك صوروا المظاهرة الأخيرة التي نُظِّمت ضد النظام الحاكم في بلدهم بالصوت والصورة".
وأوضحت أن أفراد المجموعة اعترفوا أيضاً بأن هناك مجاميع أخرى تعمل على نفس الخط، لكنهم لا يعرفونها، وأنهم يسلمون هذه التقارير إلى ضابط ارتباط في سفارة بلدهم، أو يتم إرسالها عبر الإنترنت إلى موقع مخصص لجهاز الاستخبارات.
وأفادت بأن الموقوف ورئيس المجموعة "أ. م" اعترف كذلك بأنه كان يجري رحلات مكوكية بين الكويت وبلده ودولة عربية أخرى بهدف التنسيق وإيصال المعلومات وتلقي التعليمات الجديدة.
وعلمت المصادر أن "الأجهزة الأمنية في البلاد تلقت تقريراً استخباراتياً من إحدى الدول الخليجية، يفيد بوجود مثل هذه العناصر التخريبية في البلاد والتي يتبع بعضها، تنظيمياً، استخبارات إحدى الدول العربية (سوريا)، والبعض الآخر يتبع حزباً مسلحاً في دولة عربية ثانية (حزب الله)".
وأفادت بأن التقرير تحدث أيضاً عن أن هذه العناصر "تعمل حالياً على جمع المعلومات في أكثر من دولة خليجية، وترصد تحركات أبناء ذلك البلد العربي في دول الخليج، وموقفهم من النظام، وترسل تقارير شبه يومية عن كل ما يكتب في الصحف ورأي الشارع الخليجي في ما يجري في تلك الدولة".
وأضافت أن التقرير "حذر أيضاً من أن تلك العناصر صورت أماكن حساسة في بلدان خليجية، وحددت مواقع تجمعات بشرية، كما صورت أكثر من منشأة حيوية، وزودت أيضاً الاستخبارات العسكرية في بلادها بأسماء مقيمين ومواطنين خليجيين ينشطون ضد النظام ويدعون إلى مناصرة الشعب" أ ش أ