نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب توماس فريدمان اورد فيه انه اقتربت امرأة شابة مصرية منه بعد ان انتهي للتو من حلقة نقاش حول تركيا والربيع العربي في مؤتمر إقليمي هناك، بعد ان كان على وشك المغادرة, و سألته "السيد فريدمان، هل يمكن لي أن أسألك سؤالا؟ لمن ينبغي أن أصوت ؟ "و كان يتسائل: "لماذا تسألني عن أوباما ورومني؟" و لكنها اوضحت له انها تسال عن الانتخابات المصرية الاسبوع المقبل. فهل عليها التصويت لصالح الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين الاسلامية، أو أحمد شفيق ، الجنرال المتقاعد اخر رئيس وزراء يخدم في عهد الرئيس المصري حسني مبارك ؟ و يقول: ذهب قلبي الى بلدها. كما يقول الناشطين في مجال الديمقراطية المصرية: ان الامر مثل الاضطرار إلى الاختيار بين مرضين. كم محزن أنه بعد 18 شهرا من ثورة ديمقراطية، يترك للمصريون الاختيار بين مرشح منذ عام 1952، عندما تم الاستيلاء عسكريا على السلطة، والمرشح منذ عام 622، عندما ارسي النبي محمد قواعد الإسلام. ماذا حدث ل "ثورة الفيسبوك"؟ في الواقع، يشهد الفيسبوك أسبوع سيئ - في سوق الأسهم وسوق الأفكار. كما لاحظ صديق مصري ليبرالي ، "الفيسبوك ساعد الناس على التواصل حقا ، ولكن ليس على التعاون." ليس هناك شك ان الفيسبوك ساعد فئة معينة من المثقفين المصريين لنشر دعوتهم لثورة التحرير. ولكن، في نهاية المطاف، تأتي السياسة دائما الى أمرين قديمين جدا: القيادة والقدرة على القيام بالاشياء. و عندما ناتي لهذين الامرين , يعد كلا من الجيش المصري وجماعة الإخوان المسلمين، اقدم الحركات، كانوا أكثر مهارة من جيل الفيسبوك من التقدميين العلمانيين والإسلاميين المعتدلين - الذين فاز مرشحيهما معا باصوات اكثر من مرسي وشفيق جنبا إلى جنب في الجولة الاولى من التصويت لكنهم فشلوا في خوض جولة الاعادة لأن أصواتهم مقسمة بين المرشحين المتنافسين. مما لا شك فيه، الفيسبوك وتويتر والمدونات هي أدوات ثورية حقا للاتصال والتعبير التي جلبت الكثير من الأصوات الجديدة و المقنعة للضوء. من أفضل نتائجها، تغيير طبيعة الاتصالات السياسية والأخبار. ولكن، من أسوأ نتائجها، اصبحت إدمان و تكاسسل عن العمل الحقيقي. كم مرة سمعت في الآونة الأخيرة: "أوه، لقد قمت بنشره علي تويتر." أو "أنا نشرته على صفحة الفيسبوك الخاصة بي." حقا؟ ان الفيس بوك يفقد العمل الحقيقيوجها لوجه مع الامور. وتعليقا على جيل الفيسبوك الشجعان المتمردين بشكل لا يصدق بمصر ، كتب العالم السياسي فرانك فوكوياما مؤخرا: "إن امكانهم تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات، والتصرف بشجاعة المتهور في كثير من الأحيان لتحدي النظام القديم. ولكنهم لم يتمكنوا من الالتفاف حول مرشح واحد، ومن ثم الانخراط في عمل بطيء، و تنظيم حزب سياسي يمكن أن ينافس في الانتخابات. علي ما يبدو ان الفيسبوك، قد اشعل نيران حادة، مفاجئة تحت المقلاة، ولكنه لم يولد ما يكفي من الحرارة لتدفئة المنزل ".