رأى المفكر الأمريكي الشهير فرانسيس فوكاياما، أنه من الصعب اختيار أحد المرشحين على الساحة لمنصب رئيس الجمهورية، مضيفاً أن الشخص المفقود من بين المرشحين للرئاسة هو «مرشح ليبرالي حقيقي، غير ملوث من العصر الاستبدادي الماضي، وألا يدعو إلى فرض أجندة إسلامية». وأضاف: «المرشح الأقرب لتلك الصفات كان الدكتور محمد البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكنه خرج من السابق في شهر يناير الماضي». وتساءل فوكاياما، في مقاله الثلاثاء بمجلة «نيوزويك» الأمريكية، عن السبب الذي وصل بمصر لهذا الحال، فحسب فوكاياما، أصبحت القوتان الأكثر نفوذا في مصر الجديدة يتمثلان إما في ماضيها الاستبدادي، أو في أحد الإسلاميين ذوي الليبرالية «المشتبه بها»، حسب وصفه. وأوضح أن الثورة التي هزت ميدان التحرير العام الماضي «كانت على أيدي المصريين ذوي الطبقة المتوسطة، الذين استخدموا وسائل الاعلام الاجتماعية مثل «فيسبوك» و«تويتر» لتنظيم احتجاجاتهم وبناء الدعم اللازم من أجل وصول مصر إلى الديمقراطية». وتابع: «حتى الآن، فشلت هذه المجموعة من الناشطين الشباب، والتي لا يزال من الممكن تعبئتها في الاحتجاجات كما حدث في مظاهرات وزارة الدفاع، في تحويل نفسها إلى لاعب ذي مغزى في مرحلة السياسة الانتخابية مابعد مبارك». وأكد فوكاياما، صاحب نظرية «نهاية التاريخ» وأحد أعضاء تيار «المحافظين الجدد»، أن المؤسسة العسكرية لا تزال مؤسسة قوية غير مستعدة للتخلي عن قدر كبير من سلطتها، مضيفاً أن جزءا من اللوم يقع على الليبراليين في مصر أنفسهم، لأنهم يمتلكون القدرة على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات، ولكنهم لم يتمكنوا من الالتفاف حول مرشح واحد، أو إنشاء حزب ومن ثم الانخراط في العمل لتنظيم حزب سياسي يمكن أن يتنافس في الانتخابات المقررة الأربعاء. وعن العلاقة بين الربيع العربي ومواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر فوكاياما أن موقع «فيس بوك» فشل في تحقيق تغيير سياسي دائم، مضيفاً أن الموقع الاجتماعي ألقى شرارة في الهواء ولكنه لم يولد الحرارة الكافية على مدى فترة ممتدة لتدفئة المنزل، حسب وصفه.
