اثمرت جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز في العراق التي نظمت في بغداد على مدى اليومين الماضيين ثلاثة اتفاقات فقط لاستكشاف ثلاث رقع من بين 12 رقعة استكشافية عرضت على شركات عالمية. وانطلقت اعمال جولة التراخيص امس الاربعاء في مقر وزارة النفط بحضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ومسؤولين حكوميين وممثلين عن 16 شركة اسيوية وغربية. وترأس وزير النفط عبد الكريم لعيبي لجنة قبول العطاءات التي شارك فيها كذلك سبعة من المسؤولين في الوزارة. ولم تحقق الجلسة الاولى الطموحات حيث اثمرت عن اتفاق حول رقعة واحدة فقط من اصل ستة مواقع عرضت على الشركات العالمية. وفاز ائتلاف بقيادة "كويت انرجي" (40 بالمئة) بالرقعة الاستكشافية الواقعة في محافظة البصرة على الحدود العراقية الايرانية، وهي رقعة نفطية. وتقدم الائتلاف الذي يضم شركة "تي بي ايه او" التركية (30 بالمئة) ودراغون اويل (30 بالمئة) الاماراتية باجر بلغ 6,24 مقابل كل برميل. ولم يتم الاتفاق مع الشركات بخصوص الرقع الاستكشافية الخمس الباقية. اما اليوم الخميس، فقد فازت شركة "باكستان بتروليوم" باتفاق رقعة استكشافية للغاز بينما فاز ائتلاف يضم شركتي "لوك اويل" الروسية و"انبكس" اليابانية بعقد رقعة استكشافية للنفط. ووافقت باكستان بتروليوم على دفع 5,38 دولار مقابل كل برميل، لاستثمار رقعة الاستكشاف الغازي الذي يتمد على مساحة ستة الاف كيلومتر مربع في محافظتي ديالى (شمال شرق) وواسط (جنوب). وفاز ائتلاف شركة لوك اويل الروسية (60 بالمئة) وانبكس اويل اليابانية، باستثمار رقعة استكشاف نفطية مساحتها 5,500 كيلومتر مربع في محافظتي ذي قار والمثنى في جنوب بغداد، ووافق الائتلاف على دفع 5,99 دولار مقابل كل برميل. ولم تتقدم اي من الشركات العالمية المشاركة في جولة التراخيص باي عرض للاستثمار في الحقول الاربعة الباقية، ثلاثة منها غازية والرابع نفطي. وقال وزير النفط عبد الكريم لعيبي في ختام الجولة "كل التوفيق للشركات الفائزة ونؤكد لهم استمرار دعم الحكومة والوزارة لهذه المشاريع". واضاف "املنا بتحقيق زيادة في الاحتياط للاجيال القادمة". وكان لعيبي اشار الاربعاء الى ان "الهدف الاساسي من هذه الجولة زيادة الاحتياطات ودخول الصناعات الغازية"، موضحا ان "هذه الجولة نوعية وتختلف عن الجولات الثلاث السابقة التي كانت لتطوير حقول. هذه الجولة استكشافية". من جهته، قال مدير دائرة العقود والتراخيص في وزارة النفط عبد المهدي العميدي لفرانس برس ان "ما حققته الجولة الرابعة يعد نجاحا كبيرا مشجعا للوزارة". واضاف ان "احالة ثلاث رقع استكشافية من اصل 12 يبدو قليلا لكن في موضوع الاستكشاف يعتبر نجاحا". وفيما يتعلق بعدم اقبال الشركات على استثمار رقع الغاز التي تقع في محافظة الانبار (غرب)، قال العميدي ان "السبب فني اكثر من اي امر اخر، لان المنطقة فيها غاز ولكن غاز مرصوص ويحتاج الى تكنولوجيا متقدمة" لاستخراجه. واضاف "كما ان بعض الشركات تعتقد ان شروط العقد ليست في صالحها ولا تحقق طموحاتها". وشاركت 16 شركة في جولة التراخيص التي جرت اليوم، وفقا للعميدي. واشترت 38 شركة الحقائب الخاصة بمعلومات الرقع الاستكشافية المشمولة بجولة العطاءات الرابعة، وفقا للمصدر ذاته. واشار العميدي الى ان "وزارة النفط تمكنت من تحقيق 18 مشروعا تحت الانجاز في العراق حاليا مع المواقع الثلاث التي تم الاتفاق عليها في هذه الجولة". ووقعت وزارة النفط خلال جولات التراخيص السابقة عقودا مع شركات عالمية لتطوير عشرة حقول كبيرة. ويشكل النفط 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية وايران. وذكر وزير النفط العراقي ان "انتاج العراق يبلغ حوالى ثلاثة ملايين برميل يوميا وتقدر صادراته بمليونين و400 الف برميل في اليوم". وفي اذار/مارس، اعلنت وزارة النفط ان انتاج العراق اليومي هو الاعلى منذ عام 1979.