كشفت تقارير صحفية أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يتعرض حاليا ، خلال مباحثات يجريها مع مسئولين إيرانيين الآن ، ضغوطا تستهدف بشأن عدم التمديد للقوات الأمريكية بعد نهاية العام الحالي بجانب إغلاق معسكر "أشرف" التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بشمال بغداد. وبحسب تقرير لموقع "إيلاف" السعودي الذي يبث من لندن فقد أبلغ رئيس مجلس الشوري الاسلامي علي لاريجاني ، زيباري خلال مباحثات في طهران اليوم ، ضرورة عدم السماح "من خلال استمرار تواجد القوات المحتله بوضع عقبات امام الثروات الوطنية العراقية والانجازات القيمه والاستقلال و السياسه الوطنيه و الديمقراطيه التي حققها الشعب العراقي خلال الأعوام الماضية". وشدد على أن الحكومة الإيرانية تهتم بمصير الشعب العراقي وتتطلع إلى إقامة دولة ذات سياده ومستقلة وحرة في العراق. وأضاف إن الشعب العراقي دفع ثمنا غاليا لنيل الحرية والديموقراطية ولا ينبغي أن يسمح للقوات الخارجية أن تنتهك سيادةالعراق". وقال إن إيران حكومه وشعبا تولي اهتماما كبيرا بمصير العراق و تدعو الي عراق مقتدر و ديمقراطي و مستقل حيال التطورات الاقليميه". وأشار لاريجاني "الى الاواصر المشتركه و العريقه والاخويه القائمه بين البلدين"، وقال "ان الجمهوريه الاسلاميه الإيرانيه ترحب دوما بتقديم اي دعم في اطار تنميه و اعمار وحل مشاكل العراق داعيا الي الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات المبرمه بين البلدين و ازاله ايه عقبه في هذا المجال".
ولفت لاريجاني إلى التطورات الأخيرة في المنطقة والمواقف المضطربة للقوي الدولية حيالها ، وقال يجب على القوي الدولية أن تنصاع لمطالب الشعوب بشأن إقامة أنظمة ديمقراطيو لأنها ليست قادرة على الوقوف أمام الجماهير. من جانبه ، أشاد زيباري بالدعم "الشامل التي قدمته وتقدمه إيران حكومة وشعبا إلى الشعب العراقي" ، وقال إن إيران قامت بدور إيجابي في العراق وأن بغداد لم تفرض أيه قيود لتوسيع العلاقات الأخوية القائمة مع إيران. وأعلن أنه سيتم قريبا التوقيع على اتفاقية هامة بين طهران وبغداد من شأنها أن تزيل الكثير من العقبات التي تعترض تنميه العلاقات بين البلدين واكد بانه ليس بامكان ايه عوامل المساس بالعلاقات الاخويه القائمه بين البلدين في مختلف المجالات. وأشار زيباري إلى الجهود التي تبذلها حكومة بلاده لاستتباب الامن والهدوء في عموم العراق ، وقال إن الحكومة وقوي الأمن العراقي تتمتعان بالقوة اللازمه لحل كافة المشاكل الأمنية في العراق. وقبل ذلك وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع زيباري ، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إثر مباحثات بينهما إلى أن من المواضيع المهمة التي طرحت خلال اللقاء موضوع تحديد أماكن الألغام على الحدود بين البلدين حيث تم تحديد قسم كبير من ذلك. وقال: إن اللجان الفنية للبلدين مشغولة بتحديد أماكن الألغام خاصة على الحدود الشمالية بين البلدين حيث إن الأعمال في هذا المجال في مراحلها النهائية. وأوضح أنه طرحت خلال المفاوضات الثنائية مواضيع أخرى في المجالات الثقافية والاقتصادية وتردد الزوار إلى البلدين كي نشهد في المستقبل القريب تردد زوار البلدين دون قيود حدودية. وأضاف أن أحد القضايا التي تم بحثها هي العلامات الحدودية ، موضحا أن المجموعات الفنية العراقية والإيرانية استطاعت تنفيذ القسم الأعظم من العلامات الحدودية وانها حاليا تنجز مراحلها النهائية في الحدود الشمالية". وأضاف انه تقرر متابعة جميع القضايا التي تهم البلدين بشمل جدي واغلاق الملفات السابقة. وأوضح أن العلاقات بين إيران والعراق هي علاقات متميزة ثقافيا وشعبيا ، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تطورت لتشمل العلاقات التجارية والاقتصادية التي ستتطور من خلال اتخاذ إجراءات لتسهيل عبور رعايا البلدين إلى البلد الآخر". ونوه بأن النائب الاول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي سيقوم قريبا بزيارة إلى العراق لرئاسة الجانب الإيراني في اجتماع اللجنة العليا المشتركة. من جانبه ، أكد زيباري حول مستقبل القوات الأمريكية في بلاده "إن القوى السياسية في العراق تنسق فيما بينها لتحديد موقف نهائي حول مستقبل القوات الاميركية في البلاد ". وقال زيباري إن مواقف الحكومة العراقية ازاء جماعة منظمة مجاهدي خلق واضحة جدا وان معسكر اشرف الذي تتخذه هذه الجماعة مقرا لها لابد ان يغلق حتى نهاية العام الحالي 2011. وأشار إلى أن بغداد دعت المنظمات الدولية لمساعدتها في هذه القضية". وقال "إننا اقترحنا تشكيل لجنة خاصة بمشاركة ممثلين من الجانب الإيراني والجانب العراقي وممثل من منظمة الصليب الاحمر الدولية وسوف تعقد هذه اللجنة اجتماعا لها في بغداد في القريب العاجل". ولفت إلى أنه "ينبغي على الدول الغربية أن تقدم مساعداتها في هذا الشأن أيضا من أجل قبول الأشخاص الراغبين من هذه الزمرة للانتقال الى هذه البلدان وفي المقابل توفير الارضية المناسبة لعودة الاشخاص الراغبين بالعودة الى إيران طوعا". وحول الإيرانيين المعتقلين في العراق قال زيباري"إن الحكومة العراقية قد اطلقت سراح مئات الاشخاص من الاخوة والاخوات الإيرانيين الذين كانوا معتقلين في العراق بسبب انتهاء اقاماتهم الرسمية او تجاهل قوانين العراق". وشدد على ان "أن الحكومة تسعى لاطلاق سراح بقية الاشخاص في المستقبل القريب". وردا على سؤال بشان موقف العراق من تطورات الاوضاع في البحرين قال وزير الخارجية العراقي "إننا نحترم سيادة البحرين ونعتقد ان الشعب البحريني هو الذي ينبغي ان يعين حكومته ونظامه ويحدد مصيره بنفسه".. لكنه اكد رفض العراق لقمع المتظاهرين البحرينيين لان عالم اليوم لايسمح بقمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم. وأشار زيباري الى احراز تقدم ملحوظ في مجال تعيين الحدود البرية والمائية بين إيران والعراق على اساس المبادئ التي يعتقد بها البلدان بعيدا عن الضجيج السياسي. وقال "ان الهدف الرئيسي من زيارتي الى إيران هو لاطلاع القيادة الإيرانية بان توصلنا الى اتفاقيات جيدة في المجالات السياسية والتجارية وجئنا لنعلن ااننا ننتظر بفارغ الصبر زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية رحيمي ولتحديد موعد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين". واوضح زيباري ان الاتفاقيات التي ستوقع بين البلدين تشمل تجنب الازدواج الضريبي والتعاون الجمركي وتشجيع الاستثمارات المشتركة واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري. واكد ان بلاده تسعى الى توفير التسهيلات المطلوبة للزوار الإيرانيين لزيارة العتبات المقدسة. وعلى هامش زيارة زيباري الحالية إلى إيران فقد أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي ليالي عن زيادة عدد الزوار الإيرانيين المتوجهين الى العراق لزيارة العتبات المقدسة في هذا البلد الى 6 آلاف زائر يوميا بدلا من ثلاثة آلاف في الوقت الحاضر. وأشار ليالي - في تصريح صحفي اليوم - إلى وضع الصيغة النهائية لمذكرة تفاهم بين وزارة السياحة العراقية ومنظمة الحج والزيارة وقال "وفقا لمذكرة التفاهم المشار اليها سيتوجه يوميا ستة آلاف زائر إيراني الى العتبات المقدسة في العراق". وحول زيادة عدد الرحلات الجوية بين طهران والنجف اوضح ليالي انه لم يتم حتى الآن التوصل الى صيغة نهائية حول زيادة عدد الرحلات الجوية. وعن طريقة معالجة منظمة الحج والزيارة للفنادق غير اللائقة في كربلاء والنجف قال رئيس المنظمة "لقد ابرمنا عقودا مع اصحاب الفنادق الذين يقدمون مستوى وجودة أعلى من الخدمات ولم نبرم عقودا مع الفنادق التي لم تدخل تحسينات على خدماتها". وكان وزير الدولة العراقي للسياحة والاثار قد بحث الاسبوع الماضي مع سفير إيران في العراق سبل التوصل الى اتفاق جديد يهدف الى زيادة اعداد الزوار الإيرانيين الى ثلاثة ملايين زائر سنويا. وناقش وزير الدولة للسياحة والاثار محمد عباس العريبي مع السفير الإيراني حسن كاظمي قمي سبل التوقيع على الاتفاقية الجديدة بين الجارين بشأن تفويج الزوار الإيرانيين حيث عبر الوزير للسفير عن ترحيب العراق "بأية بادرة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة وفي الجانب السياحي بالذات". وقد أكد العريبي ان العراق يسعى "لتذليل الصعاب التي تعترض الوصول الى فهم مشترك للامور بين البلدين". وأضاف "ان ما تخلل الاتفاقية السابقة من اشكالات سوف نعمل على تذليلها للبدء بصفحة جديدة من التعامل والتعاون الثنائي". ا ش ا