دراج: القضاء المصري يحدد صحه تجاوزات الإساءة للأديان
عبد العظيم: على الدولة مواجهة الرأي بالرأي وليس العقاب
طاردت تهمة "ازدراء الأديان" مؤخراً عدداً كبيراً من الكُتاب والإعلاميون والفنانون وحتى السياسيون، وهي تعد من ضمن التهم التي يتعرض لها كل من كان مختلفاً حول العقيدة والفكر في مصر بالرغم من أن الدستور يكفل حرية العقيده والتعبير عن الرأي، لكن القانون يعاقب على ذلك في نفس الوقت.
ماهو ازدراء الأديان؟
"ازدراء الأديان" هو الإساءه للدين بأي شكل من الأشكال ومهاجمة العقيده الإسلامية بالباطل واللجوء للسخريه ونقد المبادئ الثابته في الدين، فمن يختلف عقائديًا وفكريًا عن ذلك سيقع تحت وطأه تهمه الإزدراء، لأنه قد فقد المقومات الصحيحة للتفكير.
وبالرغم من ذلك، فإن الرسول (ص) أيام بعثته تعرض للعديد من التهم مثل الكذب والجنون ولكن وقتها لم يتهمه أحد بأي نوع من التهم، فإن الهجوم بأي شكل على كل مايتعلق بالدين يعتبر إزدراء ولا يسمح به، بل ويعاقب عليه القانون، بالرغم من أن حرية العقيدة ليس لها أي علاقة بإزدراء الدين، لأن من حق كل فرد أن يعتقد فيما يشاء ويدين بالدين دون أن يحذف أو يضيف قاعدة من قواعد الديانه التي يؤمن بها .
وبالرغم من ذلك إلا أن تعرض الكثير من الكتاب والإعلاميين بالإضافة إلى الفنانين لتهمة ازدراء الأديان، بالرغم من أنهم يعرفوا حق الدين عليهم، ويلتزموا بكل قواعد ديانتهم، ومن بينهم إتهام الكاتب المصري "كرم جابر" بسبب مجموعته القصصية "أين الله" الذي إتهمه البعض بازدراء الأديان نتيجة لتعديه على الذات الإلهيه والتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها، بالإضافة إلى الروائي المصري "يوسف زيدان" الذي لم يسلم من تهمة الازدراء، فقد إتهمه المحققين بالإساءة للديانات السماوية الثلاث في أحدى كتبه البحثيه "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني" لأنه قد وصف الديانات السماويه بأنها مرسلة.
الإعلاميون
وكان من نصيب الإعلاميين أيضًا تهمتهم بازدراء الأديان، فكان على رأسهم، الإعلامي والكاتب الصحفي" إبراهيم عيسي" فقد إتهمته المحكمة بتهمتة ازدراء الدين الإسلامي، والإستهزاء بآيات القرآن الكريم من خلال برنامجه "هنا القاهرة" الذي كان يذاع على قناة "القاهرة والناس"، فإنه أتهم بالتعدي على الإسلام دين الدولة ونظامها العام وهويتها ودين الغالبية من السكان، ويأتي الإعلامي" باسم يوسف" علي رأس من أًتهم بازدراء الأديان، فكانت تهمته السخرية من الصلاة وهي فرض من فروض الإسلام.
الفنانين
ولم يكتفي فقط بالإعلاميين والكتاب ولكن كان نصيب تهمة "ازدراء الأديان" للفنانين أيضًا، ومن بينهم إتهام الفنان "عادل إمام" بتهمتة إزدراء الأديان والإساءة للإسلام في مجمل أعماله الفنية .
آخر المتهمون
ويختتم تُهم ازدراء الأديان، الإتهام الذي وجه إلى الصحفية "فاطمة ناعوت" بإزدراء الدين الإسلامي، والسخرية من شعيرة الأضحيه.
وعلى ضوء ذلك، رصدت "الفجر" آراء السياسيين حول إنتساب تهمة إزدراء الأديان في عصر الديمقراطية وحرية الرأي التي نحلم بها .
عدم القصد بالإساءة للأديان السماوية
فيما علقت الكاتبة الصحفية "فاطمة ناعوت" على اتهامها بازدراء الأديان نافية أن تكون تقصد الإساءة للأديان أو الرسل، عندما تحدثت عن موضوع الأضحية، مؤكدة أنها تحفظ 3 أجزاء من القرآن وأن الموضوع تم اصطياده من قبل الإخوان، بالإضافة إلى وجود حملة ممنهجة ضدها من قبل الجماعة لأنها كانت أول من حذرت منهم عند توليهم الحكم.
وأضافت الكاتبة الصحفية في تصريح خاص ل"الفجر" قائلة: "أنني أعلن إحترامي التام للسلطة القضائية وإجلالي الكامل لقضائنا المصري المحترم وللنيابة العامة الموقرة التي أحالتني للمحاكمة الجنائية، فإنني لا أملك إلا التوجه لله ربي الذي عنده يلتقي الخصوم فهو أدرى بالسرائر وما تُخفي الصدور وهو الأعلم بقدر إيماني به وبأنني أحترم الأديان كافة لأن إيماني العميق بالله يجعلني أحترم مشيئته بأن جعلنا أمما وقبائل نتحاب ونتواد، ونحن نعبده عبر دروب شتى تتوجه جميعُها إلى الله الواحد الأحد".
وأشارت "ناعوت"، إلى سوء إستخدام حرية تقديم البلاغات التي وصفتها ب" الحاقدة" من قبل الذين يهدفون إلى تعطيل مسار التنوير عن طريق إختصام مَن يعملون ويدعون للسلام والعمل، لافتة إلى أنهم يختصمونها بدلاً من إختصام، ممن وصفتهم بأنهم يقطفون الرؤوس ويركلون الجماجم ويقتلون الأطفال، في إشارة منها إلى جماعة الإخوان، مضيفة أنهم يودون أن يقصفوا كل قلم ويقطعوا كل لسان يدعوا للسلام والبناء والعلم والتنوير حتى يعم الظلام ويختفي لسان الحق لكي تخرج خفافيش الظلام من جحورها فيسود الظلم والبغضاء والدم.
القضاء المصري الوحيد الذي يحدد صحة تجاوزات الإساءة للإديان
فيما قال الدكتور أحمد دراج- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن تحويل الكاتبة الصحفية "فاطمة ناعوت" لمحكمة الجنايات هو أمر يرجع الي القضاء وحد، لافتاً إلى أن القضاء المصري هو الوحيد الذي يحدد هل هي تجاوزت في الإساءة للدين أم لا .
وأكد دراج في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الاعتداء على الدين سواء بالفكر أو الإيمان، يعد من الأمور الخطيرة لأنه ينتج عنه التشكيك للآخرين، مشدداً على ضرورة وضع حدود للحرية حتي لا يتعدى أحد على رأي الآخرين، ومناشداً الجميع بتوخي الحذر لأن لمشاكل حول التدخل في الديانات السماوية لن تتوقف .
قانون إزدراء الأديان "مائع"
فيما رأى حازم عبد العظيم- الناشط السياسي، أن الدولة عليها أن تواجه حرية الرأي بالرأي سواء كان خاطئًا أو صحيحًا، مؤكداً أنه لا يمكن مواجهته بالعقاب، معبراً عن تضامنه مع كل من يتهم بإزدراء الأديان مثل الكاتبة "فاطمة ناعوت"، وواصفاً قانون ازدراء الأديان ب"مائع وفضفاض" وأنه يكرس للسلطة الدينية، في حين أن الجميع يطالبون بمدنية الدولة.