العربية.نت- آخر ما يتمناه اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري هو فصل الشتاء الذي يعود عليهم هذا العام حاملاً ما تبقى من معاناتهم. وفي كل شتاء ينشغل اللاجئون بتصريف مياه الأمطار بعيداً عن أماكن إقامتهم ومحاولة درء البرد، الذي يهدد صغارهم قبل كبارهم، وإن كانت جهودهم فردية وبسيطة في مواجهة ذلك إلا أنها لا تسمن ولا تغني من برد. وفي جولة ل"العربية.نت" بين الخيام وداخلها، أبدى سكانه شكواهم من برودة الشتاء وتسريب مياه الأمطار إلى الخيام والكرفانات، بالإضافة إلى نقص في الأغطية والمدافئ. ويقول اللاجئ عبدالرحيم إن الوضع في الزعتري كما هو، وإنه يتناوب على منع المياه من دخول خيمته، مضيفاً: "الكهرباء تنقطع باستمرار في المخيم ولا نعلم كيف يمكننا تدبير الأمور". وليس ببعيد عن اللاجئ عبدالرحيم، ينشغل أبو أحمد بحفر قنوات لتصريف المياه الأمطار التي داهمت خيمة والدته، فيما تنشغل زوجته بتجفيف كل ما أتت عليه المياه. ويشكو أبو أحمد من قلة الخدمات المقدمة لهم خصوصاً خلال فصل الشتاء، قائلاً: "نحن نعيش في المخيم منذ سنة ونصف ولم نحصل على الخدمات المطلوبة، وما زالت الكهرباء تهدد الأطفال والمارة كونها ممددة على أرضية المخيم". ويضيف وهو حامل أدوات الحفر: "نحن نهرب من القذائف والقنابل وقصف الطائرات إلى خيمة تشتعل بسهولة خلال 7 دقائق، كيف يمكنني أن آمن على عائلتي ونفسي داخلها؟". وأما الأكثر تضرراً من العاصفة الماطرة هم الأطفال، خصوصاً الذين لا يملكون الأحذية أو الملابس التي تقيهم البرد، فيدوسون في الوحل والبرك المائية التي تتكون من مياه الأمطار بأقدامهم. وفي السياق، تروي الطفلة فتحية قصتها ل"العربية.نت" مع الشتاء وبرفقتها أخيها الذي لم يتعد عمره العامين، حيث تقول: "المياه داهمت خيمتنا ولا يوجد لدينا مدفأة، وتقوم والدتي بإشعال الغاز". وتضيف بخصوص أخيها: "هذا الصبي بردان ولا يوجد لديه ثياب". أكثر من 90 ألف لاجئ يعانون في المخيم من قلة وسائل التدفئة رغم ما تقدمه منظمات إغاثية لهم، كانت آخرها توزيع بطانيات وملابس شتوية شملت الكبار والصغار، جاءت من قبل الحملة السعودية لنصرة الشعب السوري في الأردن تحت عنوان "شقيقي دفؤك هدفي".