العمر يمضى بحلوه ومره، لن نتذكر منه شئ ولن يتذكرنا أحد . هذه هى سنة الحياة . و من سيبكى عليك اليوم لفراقك سينساك غدا . و من عشقك فى حياتك سيعشق غيرك بعد موتك . أنت كذلك ستنسى الأقربين و تمضى و لن تنظر وراء ظهرك . لن يبقى منهم فى ذاكرتك الا سراب . ستحاول أن تسترجع ملامحهم ولكن ستفشل و تساورك شكوك وتجلس لتبكى على نفسك لأنك الوحيد الذى سيبكى عليها. تلك هى الكلمات التى تربى عليها أكثرنا أصبحنا ننظر للأخرين كأعداء حاقدين يتربصون لكل نجاح حققناه لينتقدوك أو يحبطون عزيمتك كارهين لك النجاح الذى غالبا ما يكونوا قد فشلوا قى تحقيقه أو باﻷصح لم يطيقوا هذا اﻷلم الذى عانيته لتصل إلى هذه المكانة بل أرادوا الدنيا على طبقا من ذهب وليتها تكون كذلك . لكن ليس كل من ينظر إليك حاسد أو حاقد بل قد يكون معجب بك وبشخصك يجب أن تأخذ حذرك دون أن تجرح أحد بشكك الدائم حتى تتأكد فعلا من نظرته إليك وشعوره نحوك. فالله لم يقسم لنا أرزاقنا إلا بالعدل فمن كان نصيبه الغنى انتقصت منه الصحة بمقدار ومن كان الفقر قسمته أخذ من الرضا ما يكفيه و هكذا هو الحال كلا بمقدار متساو لم يميز الله عنك أحدا بشئ إلا ميزك بأخر . منا من فهم هذه المعادلة ورضى بها اقتناعا أنها الخير ومنا من سخط من قدره ونصيبه . وأخر من لم يفهم تلك النسبة حتى اﻷن . يجب أن تنظر إلى نفسك أن ترضى بما كتبه الله لك ولكن عليك أن تعمل وتتوكل عليه لا أن تتواكل ... فالله لم يخلق الشقاء وحده ولكنه خلق الراحة ولم يخلق الحزن دائم ولكن جعل الفرح والفرج هكذا هو حالنا لن يدوم أبداً. و أعلم أنك قادرا على أن تنتزع الفرحة حتى وأنت بين أنياب الحزن كفاك أن تعلم أنها دنيا مجرد دنيا وأنت فيها لتتمتع بكل لحظة فيها فى حدود يجب ألا نتخطاها فهى حدودك المشروعة والتى انتهاكناها قصدآ أو بدون مبررين ذلك بتفاهات لنحلل ما نعلم أنه حرام .مبررات واهية فى إطار البشر الشرعى المسمى "الحرية الشخصية " و ما أدراك ما يحدث تحت هذا المسمى الغير واضح فى تعريفه !! ولتعلم أنك وحدك المسئول عن اختيارك فأنت من يختار أصدقائك وأحبابك حتى من تكرهم فهم من اختيارك أنت أيضاً فأعلم أن من لم يغتم ويتألم فى مرضك وحزنك لن يبكيك بعد موتك .. ومن لم يعشقك بصدق وإخلاص فى حياتك فبالتأكيد سيعشق من يعوضه عن ما لم تستطع أن تعطيه له فى حياتك ، فأنت المسئول اﻷول فى حياتك وأنت من يختار من يقضى معك عمره غير عابئ بما سيحمله الغد له من مشاكل طالما سيكون بجانبك ،وأنت أيضا من يختار من يقضى معك عمره غير عابئ بما تحمله له من حب وأخلاص طالما ما تحمله فى جيبك سيكون كافى ﻷسعاده . أنت صاحب قرارك أما أن تعيش سعيدا أو تمضى رحلتك تعيسا حينها ستجلس لتبكى على نفسك لأنك الوحيد الذى سيبكى عليها.