قال تعالى إني جاعل في الأرض خليفة إنه الإختيار والإقتدار ليسطع في الوجود نور الأنوار ومعدن الأسرار عين أعيان الخلق وروح الأرواح الشاهد والمشهود طريق شريعة الله ، ونور الله ، أمر الله وأمانة الله التي غرسها الحق سبحانه على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملنها فحملها الإنسان ، فكان آدم البداية وعلمه الأسماء كلها ، وسجدت له الملائكة ، وابتلى إبليس بالغواية ، ووقع آدم بالنسيان ،إنها مشيئة الرحمن ، فتباينت الأرواح بتباين الإستعداد ، فكان التعارف والإئتلاف ، والتنافر والإختلاف ، وتناقضت الأضداد ، واستمرت الخلافة في ذريته ، من الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، حتى ظهر حتى ظهر النور المحمدي صلى الله تعالى عليه وسلم السر المطلسم الصادق الأمين الرحمة المهداة للعالمين أمي كريم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم ، يتلوعليهم آيات الله فتنشرح بالإسلام الصدور ويزكيهم بالنور والرحمة وتنحسر من نفوسهم الظلمة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويخرجهم من الظلمات إلى النور في الحياة الدنيا وشفيعهم عند القبر وعند الحشر والنشر وبانتقاله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى حقيقته النورانية انتقلت الأمانة إلى أهل بيته أبناء علي المرتضى بحر الأصول وبضعة المختار فاطمة الزهراء البتول وذريتهم الوارثون المحمديون الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم فكانوا أمرا من أمر الله وكلمة الله ونور الله وحجة الله أصحاب العلم المكنون وبحبهم وطاعتهم تطهر القلوب من الأدران وتعمر بالإيمان وتزكى النفوس فترنو إلى الفضيلة والإحسان وتطهر من النجاسات الأبدان وتتنور العقول فيكشف عن الأبصار الغطاء ويزول العماء وتتفكر في خلق الأرض والسماء ويذكرون الله كثيرا ويسبحون و قليلا من الليل ما يهجعون فينحسر الريب ويدركون عوالم الغيب إنهم أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين اتبعوا الوارث الروحي المحمدي وامنوا بالله وكانوا يتقون صادقين وأخيار محسنين وأبرار ويا ليت قومي يعلمون وسلام على أهل الله حين يمسون وحين يصبحون وصلى اللهم على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما بعدد قطرات الأمطار وأوراق الأشجار وذرات الرمال والحصى والأحجار وملائكة السماء والأرض والبحار وما خلق مولانا من أول الزمان إلى آخره والحمد لله رب العالمين .