"عين العرب" مدينة سورية تابعة لمحافظة حلب تسمى بالكردي "كوباني"، وتقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات وحوالي 150 كيلومتراً شمال شرق حلب، وتتألف منطقة عين العرب من 384 قرية صغيرة، ويتجاوز سكانها 460 ألف نسمة، أغلبيتهم من أكراد سوريا. وتعد "عين العرب" مدينة تاريخية هامة في سورية، حيث ينتشر بها الاوابد الأثرية التي تعود لحضارات سورية قديمة "ارامية واشورية" وغيرها، وفي عهد الانتداب الفرنسي في سوريا كانت عين العرب مركزا هاما اهتم بها الفرنسيون وخططوا شوارع المدينة وماتزال الكثير من المباني الفرنسية قائمة حتى اليوم مثل بعض الدوائر الحكومية الرسمية (السرايا)، إلا أن الكثير من التحف والآثار التاريخية القيمة نقلت إلى خارج المنطقة إما إلى خارج سوريا أيام الانتداب الفرنسي أو إلى متاحف سورية.
وتشتهر المدينة التي يتصارع عليها كل من تنظيم داعش الإرهابي، من جهة، وتركيا والتحالف الدولي من جهة أخري، بزراعة القمح والشعير والقطن والفستق حلبي والجوز واللوز، واشتهرت في الآونة الأخيرة بزراعة الكمون وبعض المحصولات الأخرى.
وقبل الحرب كان بالمدينة ومناطقها العديد من المنشئات الصناعية والمعامل والمصانع كصناعة الآلات وصناعة الألبان والصناعات الغذائية وغيرها، وتشتهر بحركة تجارية نشطة.
وتشهد المدينة حاليًا محاولات دامية لمقاتلي تنظيم "داعش" المتطرف للسيطرة على بلدة عين العرب لكنهم يواجهون مقاومة كردية شرسة، بحسب العربية.
وتقع المدينة على الحدود السورية التركية، وهي من ناحية إدارية تابعة لمحافظة حلب، تبعد عن مدينة حلب 150 كلم. ويعد الاستيلاء على المدينة يؤمن بلا شك تواصلا جغرافيا في المناطق الواقعة على الحدود بين سورياوتركيا، وقالت العربية نت إن أهمية كوباني الاستراتيجية في أنها ثالث مدينة سورية ذات أغلبية كردية بعد القامشلي وعفرين، وتعتبر عين العرب وقراها من مناطق الثقل للفصائل الكردية. وسيطرة المتطرفين على المدينة تمكنهم من ربط المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الحدود السورية التركية بداية من عين العرب وحتى أعزاز مروراً في الراعي بمسافة تصل إلى 136 كلم، وبالتالي تأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية.
وتعتبر عين العرب "عقدة" مواصلات إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب، سواء على الحدود التركية أو العراقية من ناحية معبر اليعربية وحتى في العمق السوري تتحكم في شبكة مواصلات لصلتها بالرقة وحلب. وأعلن موقع تركس، أن مسلحى داعش تمكنوا من دخول مدينة عين العرب السورية، بعد سيطرتهم على 360 قرية محيطة بالمدينة، التى يطلق عليها الأكراد اسم "كوبانى".
وأضاف الموقع ، نقلاً عن وكالة أنباء الأناضول التركية، أن قوات داعش دخلت المدينة ولا يزال القتال مستمرًا فى الأحياء الموجودة فى مدخلها بين مقاتلى داعش وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى.
وتواترت الأنباء عن أن قوات داعش دخلت المدينة من قرية "كازكان"، بشرق عين العرب، وسيطرت على بعض المناطق الإستراتيجية بها، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة الاشتباكات الدائرة بين داعش والمجموعات الكردية، حيث نفذت قوات داعش هجومًا بسيارة مفخخة عند مدخل المدينة، وهو ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر تابعين للمجموعات الكردية التى استهدفت بدورها مواقع داعش بالصواريخ.
ودارت معارك طاحنة، الأربعاء، بين مقاتلي تنظيم داعش والقوات الكردية على أطراف البلدة، وأسفرت المعارك التي دارت بين الطرفين، عن مقتل 9 عناصر من قوات الحماية الكردية وأحد متطرفي التنظيم، بحسب المرصد. وكان مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، قد أشار إلى أن "مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب ويدافعون بشراسة عن البلدة رغم قلة عددهم وعتادهم"، مضيفاً أنها "قضية حياة أو موت.
كما قامت قوات التحالف الدولي بتنفيذ 5 ضربات جوية على الأقل استهدفت فيها مواقع لداعش على خط المواجهة مع القوات الكردية في شرق وجنوب شرق البلدة.
وأصدر الائتلاف الوطني السوري بياناً حول ما يحدث في مدينة كوباني المحاصرة منذ عشرين يوماً على يد تنظيم داعش ، عبر فيه عن تضامنه الكامل مع أهالي المدينة جراء ما يتعرضون له من قتل وتشريد.
وأكد الائتلاف أن ما يقوم به داعش تجاه كوباني يأتي ضمن سلسلة من الجرائم الإنسانية التي تضاف إلى السجل الإجرامي للتنظيم بحسب تعبير البيان.
كما جدد الائتلاف تحذيره من مخاطر وقوع مجازر محتملة بحق المدنيين، داعياً المجتمع الدولي للتدخل واتخاذ تدابير عاجلة لحماية كافة المدنيين.
وطالب في بيانه التعامل مع الوضع السوري كما هو الحال في العراق، مشدداً على ضرورة تسريع عملية تسليح الجيش السوري الحر وتزويده بالأسلحة النوعية.
ووصفت الخارجية الأميركية، فجر الأربعاء، معركة عين العرب، التي اتبعها العالم "مباشرة" على شاشات التلفزيون ب"المرعبة"، واعتبرت أن هذه المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا يجب ألا تسقط بأيدي تنظيم "داعش" المتطرف.
من جهته، يزور الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأربعاء، البنتاغون، حيث سيجتمع مع قادة القوات المسلحة، ويطلع على سير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم "داعش" المتطرف في سورياوالعراق. وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جنيفر ساكي، على المحادثات الهاتفية، الاثنين والثلاثاء، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قائلة إن "الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر أمراً مرعباً".
وأضافت: "لا أحد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط"، في حين أعرب زميلها في البيت الأبيض جوش ارنست عن "القلق الشديد" حيال مصير المدنيين. وتابعت ساكي أن "هدفنا الأول هو منع داعش من تكوين ملاذات آمنة ".
وأضافت: "تركيا تحدد ما هو الدور الأكبر الذي ستلعبه في المضي قدماً وتلك المحادثات مستمرة. لقد أشاروا إلى أنهم منفتحون على فعل ذلك، لذا فإن هناك حواراً نشطاً يجري في هذا الصدد".
وقالت إن الجنرال المتقاعد جون آلين، المبعوث الذي كلفه الرئيس أوباما ببناء التحالف ضد "داعش"، ونائبه بريت مكجورك، سيكونان في تركيا في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات.
يذكر أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لم تنضم إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، قائلة إنه ينبغي أن تستهدف الحملة أيضاً الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وحذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، من أن كوباني "على وشك السقوط"، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين.
ودعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا المجتمع الدولي إلى التحرك فورا للدفاع عن المدينة عين العرب، التي باتت على وشك السقوط بأيدي تنظيم "داعش".
وقال في بيان إن "العالم، وجميعنا، سنشعر بأسف شديد إذا تمكن داعش من السيطرة على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة لكنها باتت أقرب إلى العجز عن مواصلة القيام بذلك. يجب التحرك الآن".