نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان المملكة العربية السعودية أغلقت سفارتها في القاهرة يوم السبت و استدعت سفيرها عقب الاحتجاجات علي اعتقال محامي حقوق الإنسان في تصعيد خطير للتوتر بين القوتين الإقليمية الذين يعانون بالفعل من توتر في العلاقات بسبب الانتفاضات في العالم العربي. وجاء الانقطاع الدبلوماسي السعودي الغير متوقع بعد ايام من الاحتجاجات من قبل مئات من المصريين خارج السفارة السعودية في القاهرة وقنصلياتها في المدن الأخرى للمطالبة بالإفراج عن أحمد الجيزاوي. وتقول جماعات حقوق الانسان و الأقارب انه اعتقل لما زعم بإهانة الذات الملكية. ونفت السلطات السعودية هذا وقالت انه اعتقل لمحاولته تهريب المخدرات المضادة للقلق في المملكة الغنية بالنفط المحافظة. فاجأ انهيار نظام حسني مبارك في العام الماضي في مصر الملكية في المملكة العربية السعودية، التي رأت فيه دلالة على نقاط الضعف المحتملة الخاصة وكيفية تحول الدعم الغربي فجأة بعيدا عن حلفاءه القدامى. واعتبر المسؤولون السعوديون ان مسار مصر بعد ثورة - ولا سيما تحقيق مكاسب سياسية من قبل جماعة الإخوان الإسلامية - يمثل اتجاهات مقلقة يمكن أن تشجع على قدر أكبر من المعارضة في منطقة الخليج. كما يبدو القطع الكامل في العلاقات بين القاهرة والرياض غير مرجح لجامعة الدول العربية التي تتعامل مع هذه المواجهة المعقدة بين المتظاهرين والنظام في سوريا. لكن الخلافات المتفاقمة تؤكد تغييرات عميقة في التسلسل الهرمي في المنطقة مع دول الخليج لاستخدام نفوذها والاستقرار النسبي لبذل المزيد من القدرة على التأثير على شؤون الشرق الأوسط على نطاق أوسع. حاولت مصر بسرعة لاحتواء ازدراء السعودية. و كان حاكم مصر العسكري، المشير حسين طنطاوي، على اتصال مع السعوديين ل "رأب الصدع الذي حدث في أعقاب القرار المفاجئ"، كما قالت وكالة الأنباء الرسمية المصرية. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان طنطاوي طلب الملك عبد الله لإعادة النظر في القرار, و ان الملك سينظر في هذه المسألة في الايام المقبلة، واستشهد ب"التاريخ الطويل من العلاقات الودية" بين البلدين. كما أصدرت الحكومة المصرية بيانا أعربت فيه عن "اسفها" لسلوك بعض المتظاهرين، وأشارت إلى أن الحكومة والشعب المصري يكنون للمملكة العربية السعودية "تقديرا كبيرا". و نشرت وكالة الأنباء المصرية أيضا نسخة من ما قالت انه اعتراف وقعه الجيزاوي بحيازة المخدرات، في محاولة واضحة لإسكات غضب الرأي العام المصري. لكن أيد الجناح السياسية لجماعة الاخوان المسلمين ، والذي يعاني من المناورات مع حكام مصر العسكريين على السلطة، المتظاهرين. وقالت الجماعة في بيان "إن المتظاهرين في الايام الماضية كانوا يعبرون عن رغبة المصريين لحماية كرامة مواطنيهم في الدول العربية و تجاهل كرامة المصريين في الخارج لم يعد مقبولا بعد الثورة". و يعد هذا أسوأ شجار دبلوماسي بين اثنين من القوى الإقليمية منذ قطعت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بعد ان وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل في عام 1979. تم استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما فى عام 1987.