زيارة السيسى إلى روسيا حققت أرباحا سياسية واقتصادية وعسكرية لايمكن حصرها، أهمها أن هناك توازنا جديدا فى منطقة الشرق الاوسط ولم تعد مصر تعتمد بالكامل على امريكا كحليف استراتيجى، مصر استغلت الحظر الدولى على روسيا، وعرضت على بوتين كسر الحظر من خلال تصدير المنتجات إلى موسكو، وتحديدا المنتجات الزراعية، السؤال هنا كيف تصدر مصر منتجات زراعية لروسيا وهى غير محققة للاكتفاء الذاتى؟ وهو سؤال انتشر مؤخرا وإجابته سهلة أن هناك بعض المنتجات مثل الموالح مصر تصدرها بالفعل إلى الخارج سيتم توجيهها إلى روسيا، وليس من الضرورى أن تصدر مصر كل المنتجات بل من الممكن أن تلعب دور المورد الغذائى لروسيا عبر انتاج دول اخرى، والاهم من ذلك أن مزارع الجيش يمكن توجيهها لتوفير طلبات روسيا من المنتجات الزراعية أو جزء منها.
السؤال الأهم ماذا تستفيد مصر؟
هذا السؤال هو الذى بحثه الرئيس السيسى مع الرئيس الروسى بوتين، وتوصلا إلى أن تصبح روسيا أكبر مصدر للقمح إلى مصر واستبدال القمح الروسى بالقمح الامريكى، بالإضافة إلى دعم مصر سياسيا لمواجهة الغرب وامريكا، هذا غير الاتفاق على صفقات عسكرية من النوع الثقيل أهمها توريد أكبر منظومة صواريخ دفاعية فى العالم وهى «إس 300 « وغير الموجودة فى أى دولة فى منطقة الشرق الاوسط، بالإضافة إلى تسليح الجنود بالاسلحة الخفيفة الروسية، والمشهور عنها الكفاءة فى القتال، ومن المعروف أن الجنود المصريين لديهم خبرة فى الاسلحة الخفيفة الروسية وبالطبع اشهرها «الكلاشنكوف»، والاهم من ذلك موافقة روسيا على إعطاء مصر أحدث دبابة قتالية فى الجيش الروسى، لتصبح مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تمتلك الدبابة الامريكية «إبرامز ام 1 ايه 1 و2» تقريبا 1200 دبابة بالإضافة إلى الدبابات الروسية.
ويسأل بعض المتخصصين فى الشأن العسكرى.. كل جيوش العالم الحديثة تتخلص من الدبابات لماذا تسعى مصر تحديدا لزيادة أسطولها من الدبابات؟
والإجابة إن أرض المعركة المتوقعة لمصر تحتاج أكثر إلى الدبابات نظرا للطبيعة الوعرة والصحراوية لسيناء، كما أن الدبابات هى حاملة الجنود الاهم للجنود فى سيناء والعبور أيضا، ومصر لا تمتلك إمكانيات نقل جيش بالكامل عبر الطيران الحربى، لذا فالدبابات هى السلاح الاهم والرئيسى للقوات المسلحة المصرية، وتمتلك مصر واحدا من أكبر اسطول الدبابات فى العالم، وطبقا للتصنيفات الدولية على مواقع الاسلحة الشهيرة تمتلك مصر ما لا يقل عن 3 آلاف دبابة حديثة منها 1200 دبابة «إبرامز ام 1» وهى تعتبر أحدث دبابة فى الجيش الأمريكى، كما اضافت القوات المسلحة المصرية تصميمات خاصة للدبابة إبرامز وطرق تسليح وتدريع مختلفة من الكتلة الشرقية والكتلة الغربية، وامتلاك مصر للدبابة «تى 90» الأحدث فى الجيش الروسى يمثل نقلة نوعية كبيرة فى منظومة التسليح المصرى.
