تلقى المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا هولاند الاربعاء دعما لم يكن متوقعا من القادة الاوروبيين الموافقين مثله على بحث استراتيجية للنمو كما عرض رؤياه بشان اعادة التفاوض بشان اتفاقية حول الميزانية. وقال هولاند الذي تشير استطلاعات الراي الى انه سيحقق فوزا عريضا امام منافسه في الدور الثاني للانتخابات في 6 ايار/مايو الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي "اذا حصلت على التفويض غداة الاقتراع ساوجه مذكرة الى قادة الدول لاعادة التفاوض بشان المعاهدة" الاوروبية للمالية العامة. وتم توقيع هذه المعاهدة في آذار/مارس بعد التفاوض بشانها برعاية نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وهي اتفاقية تنص على ضبط شديد في الميزانية بهدف انهاء ازمة ديون منطقة اليورو. ويدعو المرشح الاشتراكي الذي جاء في الطليعة في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الاحد بحصوله على 28,63 بالمئة من الاصوات مقابل 27,18 بالمئة لساركوزي، منذ اسابيع الى اعادة التفاوض حول اتفاقية ضبط الميزانية لارفاقها ببرنامج للنمو. وشدد هولاند "نعم للجدية في الميزانية ولكن لا للتقشف مدى الحياة". واعرب المرشح الاشتراكي عن ارتياحه للتصريحات التي ادلى بها رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي امام النواب الاوروبيين في بروكسل. وقال دراغي امام البرلمان الاوروبي في بروكسل "لدينا اتفاقية حول الميزانية (...) علينا ان نعود الى الوراء ونضع معاهدة للنمو". وعلق هولاند خلال مؤتمر صحافي بباريس "الامور تطورت اصلا (..) الافكار تتبلور وتصويت الفرنسيين اسهم في ذلك بلا ريب". الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في سيرميه في 25 نيسان/ابريل 2012 ومع ذلك فقد اكد البنك المركزي الاوروبي في توضيح ان تصريحات دراغي لا تشكل تغييرا في موقف المؤسسة. وقال متحدث انه رغم ان رئيس البنك استخدم عبارة "معاهدة نمو" فان دراغي "لم يغير رسالته". ويدعو دراغي الى اصلاحات هيكلية في منطقة اليورو مثل زيادة ليونة سوق العمل لتحسين تنافسية الدول وليس الى اعادة اطلاق النفقات العامة، كما اضاف المتحدث. ومضت ميركل في الاتجاه ذاته وقالت "نحن بحاجة الى نمو، نمو في شكل مبادرات دائمة وليس مجرد برامج ظرفية، من شانها تعميق الدين العام، لكن نموا في شكل اصلاحات هيكلية كما قال ماريو دراغي اليوم". ودعا رئيس وزراء لوكسمبورغ جون كلود يونكر من جهته الاربعاء الى "استراتيجية نمو" لاعادة تنشيط الاقتصاد الاوروبي. من جانبه فصل فرنسوا هولاند السبل التي سيعرضها في حال انتخابه رئيسا بهدف اعادة التفاوض على معاهدة الميزانية. وقال انه سيطرح "انشاء سندات اوروبية (يورو بوند) ليس للتضامن في الديون بل لتمويل مشاريع بنى تحتية صناعية" و"مزيد من تحرير امكانات التمويل من قبل البنك الاوروبي للاستثمار" و"انشاء رسم على المعاملات المالية". واكد انه ينوي اجراء "مباحثات حازمة لكن ودية" مع ميركل. واوضح "هل يمكن ان يؤدي ذلك الى صدام؟ لسنا هنا للتسبب في صراعات ولكن ايضا ليس لاخفاء التفسيرات المختلفة او المواقف غير المتشابهة". وكان القادة الاوروبيون المحافظون وعلى رأسهم ميركل رفضوا استقبال هولاند قبل الانتخابات بسبب معارضته للاتفاقية حول الميزانية. ومنذ بداية الحملة، حذر ساركوزي مهندس هذه الاتفاقية التي تهدف الى انقاذ اليورو مع المستشارة الالمانية، من البرنامج الاقتصادي لخصمه معتبرا انه يعتمد على الانفاق ويمكن ان يؤدي الى موجة من المضاربة في الاسواق. اما في مستوى السياسة الداخلية فقد استمرت الاربعاء هيمنة اليمين المتطرف على الحملة الانتخابية بعد النتيجة التاريخية الاحد لمرشحة اليمين المتطرف في الدور الاول مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية التي حصلت على 17,9 بالمئة من الاصوات. وفي هذا السياق حاول فريق ساركوزي استغلال احد وعود المرشح هولاند وهو تصويت الاجانب من خارج دول الاتحاد الاوروبي في الانتخابات البلدية، اي ما يعني في حالة فرنسا المهاجرين المتحدرين من دول افريقيا والمغرب العربي. واكد هولاند الذي ندد ب"سعي" نيكولا ساركوزي "منذ مساء الاحد" للفوز باصوات "ناخبي وطروحات وتعابير وجمل" اليمين المتطرف، الاربعاء تمسكه بمقترحه دون ان يجعل منه اولوية لولايته الرئاسية المحتملة. وقال انه سيتم تطبيق ذلك "في 2013".