الهلباوي : أزمة الكهرباء لا يمكن التغلب عليها الا ب"الصبر"
المتحدث باسم تمرد: محدش في ايده حاجة .. ها نجيب كهرباء في "أكياس" ونضعها في البيوت مثلاً
سكينة فؤاد : الكهرباء تنقطع 6 مرات يومياً.. وتعرضت لأزمة حينما انقطعت وانا في الأسانسير
بهاء الدين شعبان: مصنعي تعرض لخسائر كثيرة .. وأطالب الحكومة بالمصارحة
أبو شقة : "ان الله مع الصابرين" .. والمصريين على استعداد للتحمل شرط المكاشفة
أزمة الانقطاع المستمر للكهرباء كانت سبب ضمن العديد من الأسباب التي جعلت الشعب يثور ضد نظام الأخوان الفاشي وعزل الرئيس محمد مرسي، الذي اتهم ما أسماهم ب"الأيادي الخفية والأصابع" التي تلعب في الدولة من أتباع نظام المخلوع حسني مبارك بهدف زعزعة استقرار الوطن في ذلك الوقت وإفشاله. وتعد هذه الأزمة لُغز حير الجميع حيث توقع المصريون بعد عزل مرسي الذي اتهموه بإرسال الكهرباء إلى غزة على غرار الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان يبيعها لإسرائيل، أن لا تعود هذه الأزمة مرة أخرى لكن كان الواقع غير ذلك حيث تفاقمت أكثر من ذي قبل وازدادت عدد مرات انقطاع التيار الكهربائي وفتراته وظل الشعب يعاني من المشكلة ذاتها، دون أن يطرح أي مسئول بالحكومة حل لهذه المشكلة أو وضع سقف زمني للإنتهاء منها.
كذلك صمت السياسيون عن طرح أي حلول لهذه المشكلة، واكتفوا بالحديث عن الصبر فقط حيث أكد سياسيون ل"الفجر" أنه لا حل لمواجهة هذه المشكلة سوى الصبر عليها فليس في أيديهم شيئاً غيره، مؤكدين أنهم مثلهم مثل باقي المواطنين يعانون منها ويتعاملون معها بنفس الطريقة من خلال استخدام المولدات، وكذلك يتعرضون لمواقف كثيرة أثناء انقطاعها، مطالبين الحكومة بالكشف عن حقيقة الأمور ومصارحة الشعب بالوضع وكيفية حل المشكلة والفترة الزمنية التي تحل خلالها.
المواجهة بالصبر
فمن جانبه قال الدكتور كمال الهلباوي القيادي المنشق عن جماعة الأخوان المسلمين، أنه يواجه مشكلة انقطاع الكهرباء الدائم ب"الصبر"، حيث انها تنقطع بشكل يومى أكثر من 6 مرات. وأكد في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هناك أشياء لا يمكن مواجهتها الا بالصبر، وموضحاً أنه يصبر نفسه لأنه دائماً ما يقارن بين الوضع في مصر وبعض الدول الأخرى في المنطقة ، فإما أن تظل موحدة وبعيدة عن الحالة السورية والعراقية مهما عانينا، أو أن لا نعاني ويتفتت الوطن .
وأضاف الهلباوي أنه يصبر نفسه أيضاً على هذه المشكلة بأمل أن نحافظ على الوطن وان لا نصبح مثل الدول الأخرى.
كهرباء فى أكياس
وقال محمد نبوي، المتحدث الرسمي باسم حركة "تمرد"، انه يتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر باستخدام المولد الكهربائي، مُتابعاً بسخرية: " اللي بيحصل للناس بيحصل معايا، الكهربا بتقطع بنسكت هنعمل ايه يعني ها نواجهها ازاي ها رش عليها ماية مثلا " وأكد نبوي في تصريح خاص ل"الفجر"، أن حل مشكلة إنقطاع الكهرباء المتكرر في يد رئيس الجمهورية ورئيس حكومته ووزير الكهرباء، لافتاً أنهم إجتمعوا معاً ووعد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بعد هذا الإجتماع بأن تُحل هذه المشكلة قبل يوم الأحد القادم ووعد أيضاً بتحسن الأوضاع، وننتظر ذلك. واستطرد متسائلاً بسخرية أيضاً: "هل في حد في ايده حاجة تاني يعملها هل ها نبعت نجيب كهربا في "أكياس" ونضعها في البيت، مش هنعرف نعمل حاجة الأمر في أيد وزارة الكهرباء ورئيس الحكومة".
حبستنى فى الأسانسير
وقالت الكاتبة سكينة فؤاد، المستشارة السابقة لرئيس الجمهورية، أن الكهرباء تنقطع في منزلها أكثر من 6 مرات يومياً، وأنها تتغلب على هذه المشكلة باستخدام المولد الكهربائي ولكن حينما يتوقف يكون الأمر صعب التغلب عليه. وأضافت في تصريح خاص، أن هناك مواقف تعرضت لها بسبب هذا الإنقطاع حيث أنها في مرة من المرات انقطعت الكهرباء وهي داخل الأسانسير وكان المولد قد توقف فكانت عودتها شبه مستحيلة.
وأوضحت أن مشكلة الانقطاع الدائم للكهرباء هي لتراكم الإهمال وعدم تقوية المحطات منذ سنوات، وأن المحطات أصبحت متهالكة وفقدت 30% من قدراتها ، في حين أن النظام الأسبق وصلته مليارات وكان دائما ما يقول انها كانت تصرف على البينة الأساسية، التى أصبحت منهارة، ومؤكدة أن هذه المشكلة ليست وليدة لثورة 30 يونيو لكنها وليدة سنوات من ميراث فساد وإدارة فاشلة وفاسدة تركت البنية الأساسية من مياة شرب ومحطات كهرباء ومستشفيات .
وأضافت أن المشكلة أيضا تفاقمت بسبب خطط التخريب وضرب أبراج الكهرباء ومراكز التحكم، ووجود عناصر أخوانية داخل غرف التحكم في وزارة الكهرباء، متسائلة : " لماذا سكت وزير الكهرباء ولم يتصرف وهو يعرف أن البنية الأساسية متهاوية، ولماذا تأخر في اتخاذ الاجراءات".
وطالبت الحكومة الحالية باتخاذ الإجراءات العاجلة التي تبدأ في ايجاد حلول تخفف الضغط على المواطنين، بالإضافة إلى المصارحة، ومحاسبة كل مسئول ترك من يعبثون من عناصر الجماعة داخل مراكز التحكم، مؤكدة أن الهدف من زيادة نسبة الضغط هي أن يضج المواطن وأن يفقد قدرة احتمالة تدريجياً.
خسائر ضخمة
وقال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الإشتراكي المصري، والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، أن مشكلة الانقطاع الدائم للكهرباء قد تسببت له بخسائر كثيرة في عمله، موضحاً أن الكهرباء تنقطع 3 مرات يومياً على أقل تقدير، مُتابعاً: " الشغل تأثر كثيرا اشتغل خمس دقائق والكهربا تنقطع بعض الماكينات تحتاج تجهيزات ومواد خام كل ما تبدأ تشتغل تنقطع فابدأ انقذ ما يمكن انقاذه بعدين تقطع ولما تشتغل اقول يا هادي يحصل نفس الموقف فأصبحت الخسائر كثيرة جدا".
وأضاف شعبان في تصريح خاص، أنه تعرض لموقف كاد ان يتسبب له في أزمة حينما كان ينزل من مكتبه، موضحاً :" كنت في المكتب نزلت من الاسانسير وانقطعت الكهرباء، لو تأخرت دقيقة واحدة كنت اتحبست خاصة أن حارس العمارة غير موجود".
وأوضح أن أزمة الكهرباء متوارثة ومتراكمة عبر عشرات السنوات، حيث تم اهمالها إلى أن وصلت في هذه اللحظة الى شبكة غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً أن هذه المشكلة تحتاج إلى قدر عالي من المسئولية ومصارحة المواطنين بحقيقتها، مشدداً على ضرورة ايجاد حل حقيقي والا ستكون أكبر منذ ذلك.
وأكد على ضرورة أن يضع المسئولون في اعتبارهم أن هناك قوى تستغل هذه الفرص لخلق أزمات في المجتمع وتقوم بتحريض المواطنين على النظام، مشددا على ضرورة حل هذه المشكلة حتى لا يتم اعطاء هذه القوى المعادية فرصة لإستغلال المشاكل.
وناشد المسئولين أيضا بمصارحة الشعب، وتوضيح أبعاد المشكلة، كأول أبواب الحل، مؤكداً أن طبيعة الشعب المصري تجعله يتفهم الأمر ويتحمل.
وأكد المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير حزب الوفد، أنه لا حل للتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء في يد الجميع سوى الصبر، قائلاً :" لابد أن نصبر قليلاً ونتحمل ، ربنا قال (ان الله مع الصابرين)"، مطالباً المصريين أن يتكاتفوا ويتحملوا لاجتياز المرحلة .
وقال أبو شقة في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الحكومة الحالية أمام عدد من المشاكل المستعصية التي كانت قائمة من قبل، لافتاً أن ثورة 25 يناير قامت بسبب وجود تلك المشاكل، واستمرت بعد ذلك 4 سنوات في حالة من الفوضى.
وأوضح أن مشكلة الكهرباء سببها الرئيسي نقص عدد محطات الكهرباء بالإضافة إلى وجود مستجدات كثيرة وبناء مجتمعات عمرانية جديدة على نطاق كبير، حيث شكلت أعباء كبيرة على هذه المحطات ، بالإضافة إلى وجود عمليات تخريب.
وطالب الحكومة بمكاشفة المواطنين في أقرب وقت وتحديد موعد حل المشكلة وكيفية حلها، لافتاً أن المواطن لديه الوعي والإدراك الوطني والحس السياسي وانه على استعداد ان يتحمل، مستطرداً:" الشعب الذي لن ينحني لهزيمة 67 واصر على ان يزيل كل الآثار وينتصر في 73 بداخله التحدي وبإرادته يستطيع ان يحقق ما يريد".
