الشرق الأوسط- أكد السفير السعودي لدى لبنان على عواض عسيري، أن المملكة العربية السعودية غير مسؤولة عن توقيت تسليم السلاح الفرنسي للجيش اللبناني في إطار مكرمة قدمها خادم الحرمين الشريفين للجيش اللبناني تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار أميركي، يطالب لبنان بتسريعها لمساعدة الجيش الذي يخوض منذ السبت الماضي مواجهات شرسة مع آلاف المتشددين السوريين الذين احتلوا بلدة عرسال اللبنانية وجرودها. وقال السفير عسيري ل«الشرق الأوسط»، إن «المملكة تقف إلى جانب لبنان في كل الظروف، ودعمها له هو بالأفعال لا بالأقوال». وأشار إلى أن «المكرمة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتقديمها للجيش اللبناني تؤكد دعم المملكة لهذه المؤسسة التي هي درع للوطن، وهذا دليل إضافي على أننا نقف إلى جانب الدولة ومؤسساتها». وقال السفير عسيري، إن «المملكة قامت بدورها في موضوع تأمين الأموال لتسليح الجيش، أما متطلبات الجيش ونوعية السلاح، فهذا شأن يخص الجيش اللبناني ويبحثه المسؤولون اللبنانيون مع الفرنسيين مباشرة، فنحن لا نتدخل في تفاصيل العملية ولا في نوعيات السلاح». وشدد عسيري على أن «أي تأخير في تسليم الهبة ليس سببه المملكة، فنحن قمنا بدورنا والكرة الآن في ملعب الفرنسيين واللبنانيين الذين يتباحثون جديا في هذا الموضوع وتوقيته أمر عائد لهما». من جهة ثانية، أبدت فرنسا أمس استعدادها «لكي تلبي سريعا احتياجات لبنان». وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني: «نحن على اتصال وثيق مع شركائنا من أجل تلبية احتياجات لبنان سريعا»، مؤكدا أن بلاده «ملتزمة بالكامل بدعم الجيش اللبناني».وقال إن «فرنسا ملتزمة تماما في دعم الجيش اللبناني الذي هو ركيزة استقرار لبنان ووحدته»، مذكرا بأنها كانت «وراء مبادرة المجموعة الدولية لدعم لبنان ويتعلق أحد شقوقها الثلاثة بتعزيز القدرات العسكرية للبنان». وجاءت التصريحات الفرنسية بعد نداء وجهه أمس قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أكد فيه ضرورة تسريع تسليم الأسلحة التي من المقرر أن يحصل عليها لبنان بموجب هبة سعودية، لأن الوضع بات خطيرا جدا. إلى ذلك، أدان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي تشنها «مجموعات متطرفة» على الجيش اللبناني في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا، معربا عن دعمه «للجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية لمكافحة الإرهاب». وكان مجلس الأمن، وفي بيان رئاسي صدر بإجماع أعضائه ال15، جدد ليل الاثنين - الثلاثاء «دعمه الكامل للحكومة اللبنانية»، مطالبا مجلس النواب اللبناني «بالعمل على أن تجري الانتخابات الرئاسية من دون مزيد من التأخير». ودعا أعضاء المجلس كل الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد، مشددين على ضرورة أن يعمد جميع اللبنانيين إلى «احترام سياسة لبنان في النأي بالنفس» عن النزاع الدائر في سوريا و«الامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية». وفي إطار المواقف الداعمة للجيش اللبناني، وصفت وزارة الخارجية الروسية أحداث عرسال ب«التحدي الجدي للأمن والاستقرار في لبنان»، وأكدت موقفها المبدئي من ضرورة الحفاظ على استقلال ووحدة الأراضي اللبنانية. وأكدت موسكو، في بيان صادر عن خارجيتها الاثنين الماضي دعمها للقوات المسلحة وقوات الشرطة اللبنانية التي تواجه الخطر الإرهابي، داعية شركاءها الدوليين إلى تقييم موضوعي للظواهر الخطرة للغاية التي ظهرت في سوريا والعراق ولبنان. وقالت إنه «من الضروري التخلي عن سياسة المقاييس المزدوجة وتجنب اتخاذ خطوات لا تؤدي إلى الردع، بل بالعكس إلى زيادة الخطر الإرهابي والمتطرف في منطقة الشرق الأوسط»، معربة عن اعتقادها أن «السلطات في دمشق وبغداد وبيروت تواجه الخطر المشترك وهو انتشار الإرهاب الدولي الذي لا يعترف بوجود الحدود بين الدول ويسعى للسيطرة على المزيد من الأراضي». وأشاد السفير الأميركي ديفيد هيل بشجاعة القوى الأمنية اللبنانية، والجيش على الأخص، فيما يواجهون تهديدات غير مسبوقة. ولفت بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى أن «برنامج مساعداتنا للجيش اللبناني يعود إلى فترة طويلة، وهو مستمر، ويساعد الجيش اللبناني على مواجهة هذا التحدي، ويستطيع لبنان الاعتماد على الدعم الأميركي المستمر للجيش اللبناني». وقال: «لقد أعدت تأكيد دعمنا للجيش وجميع الأجهزة الأمنية اللبنانية في عملها لتأمين حدود لبنان وحمايته من الإرهاب»، داعيا إلى «عزل لبنان عن الصراعات الإقليمية من خلال سياسة النأي بالنفس».