ربما كان باراك حسين أوباما الأبرز بين صناع التاريخ الأميركي والعالمي لكونه أول أسود يجلس في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. لكن هذه الحقيقة كانت وستظل كابوسا يجثم على صدور قطاعات واسعة في بلاد تعتبر موطن العبودية السوداء ولاتزال بحكم الأمر الواقع تعاني التمييز المدني السافر على أساس اللون والعرق. من هذا المنطلق، على الأرجح، ظل أوباما طوال سنوات حكمه الثلاث حتى الآن هدفا لكل ما من شأنه التشكيك في مقدرته على إدارة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية في العالم. وضمن ما قيل في هذا الشأن إنه «ليس وطنيا مواليا لأميركا بما يكفي». وبلغ هذا الأمر حدا أجبر معه أوباما في العام الماضي على نشر شهادة ميلاده من أجل إسكات أولئك الذين يقولون إنه لم يولد على الأراضي الأميركية (وتاليا لا يحق له بالمنصب الأعلى بموجب الدستور). وكأن التاريخ يعيد نفسه... فقد طفح على الصحافة الأميركية والبريطانية الإلكترونية مساء الخميس أن مخاوف مماثلة نشأت بشأن والده الكيني، باراك حسين أوباما الأب. فقد طالته مع آخرين الشكوك الأميركية إزاء أنه معاد للولايات المتحدة وللبيض عموما لدى هجرته إلى البلاد في العام 1959. من جهة أخرى ذكرت وكالة المخابرات السرية الأميركية أن ثلاثة عناصر آخرين استقالوا منها بسبب فضيحة دعارة في كولومبيا. وارتفع عدد المستقيلين إلى ستة عناصر تركوا الخدمة بالوكالة بسبب سلوكهم قبيل زيارة الرئيس باراك أوباما إلى كولومبيا لحضور قمة الأميركيتين الأسبوع الماضي. وقال المدير المساعد لجهاز الخدمة السرية الأميركي بول موريسي في بيان إن العناصر التي تخضع للتحقيقات الجارية أصبح عددهم 12 عميلا «متورطين» في الفضيحة. وأوضح موريسي أن خمسة عناصر تشملهم القائمة وضعوا في إجازة إدارية كما أن التصاريح الأمنية الخاصة بهم لاتزال معلقة انتظارا لنتائج هذا التحقيق. واتسع نطاق الفضيحة في الأيام الأخيرة، مع تسرب أنباء عن تورط ما لا يقل عن 10 عسكريين أميركيين أيضا في الفضيحة التي شاركت بها نحو 21 عاهرة في فندق العملاء. وكان الرجال يقيمون في قرطاجنة ضمن وفد مسؤول عن تسيير العمل قبيل زيارة أوباما للمشاركة في قمة الأميركيتين في قرطاجنة. ويجري كل من الجيش الأميركي ووكالة المخابرات السرية الأميركية تحقيقات في الفضيحة. وعلى الرغم من أن الدعارة قانونية في أجزاء من كولومبيا، فإن مثل هذا السلوك يتعارض مع قواعد سلوك العاملين بوكالة المخابرات السرية وأثار مخاوف لأنه كان من الممكن أن يشكل خطرا أمنيا. وطفت الفضيحة على السطح إثر نشوب مشادة بين أحد العناصر وامرأة أحضرها معه إلى الفندق حول طلب دفع أموال، مما دفع بالمرأة إلى تقديم شكوى رسمية للشرطة، حسبما ذكرت تقارير إخبارية.