أكد خبراء عسكريون وأمنيون في تصريحات ل”العرب اللندنية” أن الهجوم الذي وقع في محافظة الوادي الجديد المصرية مساء السبت إرهابي بامتياز، وليس اشتباكا بين مهربين للسلاح وقوات الأمن، كما روج البعض، وشددوا على أن الجريمة البشعة التي راح ضحيتها 23 جنديا تقف خلفها أجهزة مخابرات دولية خططت واستخدمت متطرفين للتنفيذ. ولم تستبعد بعض المصادر الأمنية انتقال الثقل الإرهابي من سيناء إلى الصحراء الغربية، القريبة من الحدود مع ليبيا، حيث تنشط بالقرب منها جماعات متشددة، تريد الانتقام من قوات الأمن المصرية.
وربطت المصادر بين توقيت استهداف الجنود المصريين في واحة الفرافرة بالقرب من الحدود مع ليبيا، واستهداف جنود في توقيت مقارب من اليوم ذاته برفح المصرية، وتهديدات رصدتها قوات الأمن على الحدود مع السودان دفعت إلى رفع درجة الاستعداد، ما يعكس وقوف أجهزة مخابرات محترفة خلف العمليات، ساعية إلى تحقيق أهداف سياسية، تنال من النظام المصري بعد نجاحه في إحباط مخططات مختلفة.
وعقب الحادث الإرهابي طرح الرأي العام المصري عدة تساؤلات، حول مدى التأمين المتوافر للقوات العاملة في المناطق الحدودية، خاصة مع تكرار الجريمة الإرهابية بطريقة مشابهة لتلك التي تمت بها في رفح في شهر رمضان 2012، والتي استشهد فيها 21 مجندا مصريا لحظة تناول وجبة الإفطار، بينما تمت عملية السبت قبل ساعة من توقيت الإفطار.
وحول توجه الجماعات المتشددة لنقل عملياتها إلى المنطقة الغربية – الجنوبية القريبة من شريط الحدود مع ليبيا بعد تلقيها ضربات موجعة في سيناء، قال اللواء عبدالمنعم كاطو مستشار الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية ل”العرب اللندنية”: نحن متوقعون استهداف مصر من جميع الجبهات الحدودية، الشرقية في سيناء، والغربية مع ليبيا، والجنوبية مع السودان، إضافة إلى استهداف الجبهة الداخلية، وهذا الاستهداف يزداد مع تحقيق الجيش المصري نجاحات أمنية، خاصة عقب ثورة 30 يونيو.
وأضاف “كاطو” أن عملية الوادي الجديد إرهابية دون أدنى شك، وليست اشتباكات مع مهربين، فالمهاجمون تركوا قبل فرارهم سيارتين مفخختين معدتين للتفجير، واستخدموا في الهجوم أسلحة ثقيلة وقذائف (آر بي جي)، والمعروف عن جماعات التهريب أنها تعتمد على البدو في السير في ضروب وطرق بعيدة عن قوات الأمن وتتجنب الاشتباك، وما حدث عملية مخطط لها مسبقا، وتقف خلفها أجهزة مخابرات دولية، مستفيدة من الوضع الأمني المتردي في ليبيا.
وفسر اللواء كاطو ارتفاع عدد الشهداء في صفوف القوات المصرية، بإصابة قذيفة (آر بي جي) لمخزن الذخيرة.
وشدد كاطو على أن الأهم الآن هو “توجيه رد قاطع ورادع وسريع ضد من يقف خلف تلك الأعمال والمحرض عليها، مضيفا هناك أساليب وطرق عدة للرد على المتطرفين، لا مجال للإعلان عنها في وسائل الإعلام”.
وقال كاطو إن هناك تنسيقا بين الجماعات الإرهابية وأجهزة المخابرات التي تحركها، في تزامن العملية التي استهدفت قوات حرس الحدود في الفرافرة بمنطقة الواحات، واستهداف جنود بالجبهة الشرقية على الحدود بسيناء.
من جهته، أوضح اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري ورئيس مركز الخليج للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه من السابق لأوانه القول إن العمل منظم، لأن هناك ارتباطا بين جماعات تهريب السلاح والمخدرات والجماعات الإرهابية التي تقوم بشراء الأسلحة.
وحول أهداف العملية، قال اللواء إبراهيم عبدالمنعم الخبير العسكري والاستراتيجي إن الإرهابيين سعوا إلى زعزعة ثقة الشعب المصري في جيشه، خاصة بعد أن التحم الشعب معه، بعد موقفه من ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن الهدف الثاني موجه للعالم وغايته ضرب الاقتصاد وإظهار مصر في حالة عدم استقرار بعد إعلان عدد من دوله رفع الحظر عن سفر السياح لمصر، وتحسن الوضع الأمني وتراجع قدرة جماعة الإخوان عن الحشد.