اتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري كلا من قطر وتركيا وحركة حماس بالعمل على إفشال المبادرة المصرية للتهدئة في غزة والتخفيف عن سكان القطاع. وقال في كلمة ألقاها خلال مأدبة إفطار أقامها مساء الأربعاء لرؤساء تحرير الصحف المصرية إن قطر وتركيا وكذلك حركة حماس “تحاول إفشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة”.
واستشهد الوزير بما يحدث حاليا في ليبيا والعراق وسوريا والسودان، لافتا إلى أن المحور المذكور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الإسرائيلي الذي يدرك جيدا أهمية دور مصر في المنطقة.
وكانت مصر اقترحت الثلاثاء الماضي خطة لوقف دائم لإطلاق النار رفضتها حركة حماس بحجة أنه تم تجاهل شروطها، لتُعلن إسرائيل عن عملية برية واسعة.
وأعربت دوائر سياسية عربية عن استيائها البالغ من التحركات القطرية والتركية لإفشال المبادرة المصرية.
واعتبرت أن هذه التحركات كشفت عن محور ثلاثي يشمل الدوحة وأنقرة وتونس تشكل ضمن إطار خطط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لمحاصرة القاهرة التي بدأت تستعيد دورها في المنطقة بعد أن فقدته خلال فترة حكم الإخوان.
وقد استغل هذا المحور العدوان الإسرائيلي على غزة للعودة إلى دائرة الضوء بعد أن تراجع دور الإخوان في المنطقة، حيث كثف من تحركاته تحت عنوان مُخادع هو دعم الشعب الفلسطيني.
ورأى مراقبون أن تحركات هذا المحور بدت في ظاهرها مرتبطة بسعي إلى دعم الفلسطينيين، ولكن في واقع الأمر، فإن جوهرها هو إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على غزة، والتشويش على دور مصر.
وبدأ هذا المحور تحركاته عندما قام أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة لأنقرة واجتمع خلالها مع الرئيس عبدالله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وقالت مصادر تركية نقلا عن العرب اللندنية، إنه تم خلال هذا الاجتماع “التطرق إلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والأزمة السورية، والتطورات الجارية في العراق بعد زيادة نفوذ تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش”.
غير أن اللافت هو أن الاجتماع المذكور ترافق مع الإعلان عن اتصالين هاتفيين أجراهما الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي عبدالله غول، خُصصا لبحث تطور الأوضاع في قطاع غزة.
وقالت مصادر قطرية إن المرزوقي وتميم بحثا مستجدات الوضع في غزة، فيما ذكرت الرئاسة التركية أن غول والمرزوقي “شددا على ضرورة خلق الظروف الملائمة، من أجل وقف إطلاق النار في غزة”.
ولفت مراقبون إلى أن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي الذي لا يخفي تعاطفه مع جماعة الإخوان، وعلاقاته الوطيدة مع قطر، قد اصطف مع هذا المحور، ما يعني إحراج الدبلوماسية التونسية التي تسعى في ظل حكومة مهدي جمعة إلى النأي بتونس عن أي اصطفافات لا تخدم مصالح البلاد.
وكانت اجتماعات أمير قطر والرئيس التركي، واتصالات المرزوقي الهاتفية، قد تزامنت مع اجتماعات مطولة عقدها مسؤولون قطريون وأتراك مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تلقى هو الاخر اتصالا هاتفيا من الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، أعلنت بعدها حماس رفضها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
وربط مراقبون ذلك الرفض بالتحركات القطرية والتركية والتونسية التي اتضح أن الهدف الحقيقي منها كان إفشال المبادرة المصرية، والحيلولة دون عودة الملف الفلسطيني إلى مصر، والإبقاء عليه بيد قطر التي سعت إلى استخدامه في السنوات القليلة الماضية كورقة ضغط إقليمية ودولية كثيرا ما وُظفت لصالح المشروع الإخواني في المنطقة.