اكد رئيس الوزراء المالي الشيخ موديبو ديارا الاربعاء انه يفكر في اقامة ممرات لتزويد الماليين في الشمال بالمواد الغذائية والادوية، معتبرا انهم "اسرى حرب" لدى المتمردين الذين يسيطرون على هذه المنطقة الواسعة من البلاد. وقال ديالا لمحطة التلفزيون الحكومية "او ار تي ام" بعد اول لقاء له مع الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري ان "مواطنينا (...) اسرى حرب حاليا" في الشمال حيث "يحتجزهم اشخاص قد لا يملكون في بعض الاحيان وسائل تأمين الغذاء لهم ولا وسائل العناية بهم". واضاف انها "مشكلة انسانية (...) وعلينا ان نتمكن من استقبال هؤلاء المواطنين الذين يواجهون هذه الظروف بسرعة لنتمكن من معالجتهم (...) وفي الوقت نفسه محاولة فتح ممرات لتزويد مواطنينا بالادوية والمواد الغذائية". ويفترض ان يشكل ديارا حكومة "وحدة وطنية" ستكون اولويتها حل الازمة الخطيرة في شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة عدة من الطوارق والاسلاميين الى جانب عصابات اجرامية. ويجري رئيس الوزراء الانتقالي الجديد مشاورات لتشكيل حكومته وسط اجواء من التوتر بعد حملة اعتقالات لقادة سياسيين وعسكريين قام بها منفذو انقلاب 22 اذار/مارس الذين ما زالوا ناشطين. الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في لوكسمبورغ في 17 نيسان/ابريل 2012 وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بموجة الاعتقالات الجديدة في صفوف المسؤولين الماليين "ودعا الى اطلاق سراحهم فورا"، حسب ما اعلن متحدث باسمه في بيان. واوضح البيان ان بان "طلب من النظام العسكري الامتناع عن القيام باي عمل من شأنه ان يعرض العودة الى النظام الدستوري في البلاد للخطر". وحسب الامين العام، فان هذه الاعتقالات الجديدة "تتعارض مع التطورات المشجعة الاخيرة" مثل تعيين ديونكوندا تراوري رئيسا بالوكالة وتعيين الشيخ موبيدو ديارا رئيس لحكومة انتقالية. واشار البيان الى ان بان "دعا النظام العسكري الى تسليم السلطة سريعا للسلطات المدنية". واعتقل عشرات الاشخاص المؤيدين للرئيس المالي السابق امادو توماني توريه منذ مساء الاثنين من قبل العسكريين الحاكمين. ومن بين المعتقلين رئيس وزراء سابق ووزيرة سابقة. من جهة اخرى، اعلن مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوشا) الاربعاء ان اكثر من 268 الف شخص فروا من منازلهم منذ منتصف كانون الثاني/يناير في مالي ولجأوا الى مناطق اخرى في البلاد او الى الخارج. وجاء في نشرة اعلامية لمكتب اوشا في غرب افريقيا والوسط ومقره دكار "هناك اكثر من 268 الف نازح بسبب الازمة في شمال مالي من بينهم اكثر من 161 الف لاجىء في النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا والجزائر. وحسب هذه الوثيقة، فان "حركات السكان" المسجلة في 15 نيسان/ابريل تتعلق تحديدا ب268561 شخصا. ومن اصل هذا العدد نزح 107 الاف داخل مالي. وتستقبل النيجر اكثر من 29 الف لاجىء وبوركينا فاسو اكثر من 46 الفا وموريتانيا اكثر من 56 الفا والجزائر 30 الفا. وبدأت العمليات الاولى للنزوح بعد الهجمات التي شنها في 17 كانون الثاني/يناير متمردو الطوارق ومجموعات اخرى ضد الجيش في عدد من المناطق بشمال مالي.