اكدت الاعمال السينمائية الوثائقية الخليجية تقدمها على الاعمال الروائية المشاركة في المسابقة الرسمية للاعمال الطويلة بعدما قررت ادارة المهرجان هذا العام دمج الاعمال الوثائقية والروائية في مسابقة، لتفوز افلام تسجيلية ثلاثة بجوائز المسابقة. فانتزع فيلم قوي ومؤثر عالج موضوع اطفال حلبجة العراقية المفقودين والذي انجزه المخرج السوري الكردي الذي يعيش في المانيا اكرم حيدو ارفع جائزة في ختام الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي. وفضلا عن الجائزة الاولى منح الفيلم جائزة افضل مخرج خليجي في المهرجان. ويتطرق "حلبجة- الاطفال المفقودون" لقصة فريدة عن شاب يعود الى حلبجة ليجد قبره بانتظاره وايضا اسمه بين لائحة الضحايا اذ اعتقده الجميع ميتا بعدما تم نقله الى مستشفى ايراني ومن ثم تبنته عائلة ايرانية طوال سنوات. ويصور الفيلم خصوصا بساطة الناس وحياتهم اليومية بعد كارثة حلبجة ومن خلال عودة هذا الابن المفقود. وقال المخرج لوكالة فرانس برس عقب فوزه بالجائزتين "صورت الناس الحقيقيين ونقلت عواطفهم وحقيقتهم. انه عمل خرج من القلب ويذهب الى القلب". وعبر عن امتنانه لمهرجان الخليج الذي سبق ومنحه جائزة عن عمل سابق له. واستحوذت المخرجات الخليجيات على جوائز عدة فحصلت الاماراتية نجوم الغانم على الجائزة الثانية للفيلم الطويل عن عملها الوثائقي "امل" الذي تناولت فيه غربة فنانة سورية تعيش في الامارات وتصبح نوعا ما رهينة الهامش. وقالت الغانم لوكالة فرانس برس حول فيلمها الذي سبق وحاز جائزة افضل فيلم خليجي في مهرجان دبي السينمائي ان "الجانب الانساني المتمثل في المعاناة الشخصية والذاتية ربما يكون هو ما حرك الآخرين تجاهه وجعلهم ينظرون اليه من هذه الزاوية لانه يلتقي مع معاناة كل هؤلاء المغتربين الذين يتركون حياتهم ويذهبون لفرص جديدة في حياة جديدة ويواجهون صعوبات وتحديات الاغتراب بكل اشكاله." وحصل فيلم "تورا بورا" للمخرج الكويتي وليد العوضي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة كما حصل الممثل الفلسطيني في الفيلم قيس ناشف على تنويه عن دوره كمصور صحافي في افغانستان. وافتتح "تورا بورا" المهرجان وهو يصور معاناة ابوين ذهبا الى هناك للعودة بابنهما الذي اجتذبه التطرف الاسلامي. وفاز فيلم وثائقي آخر عن العراق بعنوان "انا مرتزق ابيض" بالجائزة الثالثة للفيلم الطويل في المهرجان والفيلم من اخراج طه كريمي العراقي الذي درس السينما في طهران وهو تعقب فيه محاكمة سعيد جاف الذي كان قائد مجموعة مرتزقة تأتمر باوامر حزب البعث ويمثل امام المحكمة العراقية الجديدة بتهمة الضلوع في مذبحة الانفال. وفي مسابقة الفيلم القصير حصل فيلم "بايسكل" العراقي للمخرج رزكار حسين على جائزة افضل فيلم وايضا على جائزة افضل سيناريو. وتدور احداث الفيلم في اوساط صبية من طبقات اجتماعية مختلفة وتصور طبيعة العلاقات فيما بينهم. وحصلت الكويتية دانة المعجل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وعلى جائزة افضل مخرجة عن فيلمها بلاد العجائب- قصة واقعية" الذي يحكي من خلال الخيال وعبر استيحاء لقصة اليس في بلاد العجائب واقعا فانتازيا لشباب الكويت اليوم وهذا هو العمل الاول للمخرجة. وحصل فيلم وثائقي من اليمن الذي تمثل هذا العام في مهرجان الخليج بثلاثة اعمال للمرة الاولى، على الجائزة الثانية عن فيلم بعنوان "اسرار خفية" للمخرج سامر النمري بينما فازت البحرين بالجائزة الثالثة عن فيلم "هنا لندن" للمخرج محمد راشد بو علي. ونال كل من المخرج العراقي هادي ماهود والمخرجة الاماراتية نايلة الخاجة شهادة تقدير عن اعمالهما. وقال عضو لجنة التحكيم لهذا العام المخرج المسرحي العراقي جواد الاسدي لوكالة فرانس برس "ركزنا في اختياراتنا على عمق الفيلم وارتباطه بالمجتمع وتركيبه بنسبة معينة من الجماليات والتمثيل ليمس وجدان المشاهد وفكره وعقله". واعتبر الاسدي ان الافلام الوثائقية في المهرجان كانت "اكثر جرأة وقوة وتاثيرا وصدقا". اما في مسابقة افلام الطلبة التي تعرض اعمال التخرج للطلبة الخليجيين في المجال السينمائي فقد فازت العراقية رانيا توفيق بجائزة افضل فيلم قصير عن فيلمها شريطها "نسمة هوا".