*أهالى القرى:نعانى تبوير الأراضى وإجهاض الحيوانات وإعاقات الأطفال مع مسكنات الحكومة *قرارات بإغلاقها لم تنفذ من جانب المحافظة وقرارات البيئة بنقلها لم تبدأ
*محافظ القليوبية: نقوم بعمل محاضر للمخالفين وفى انتظار تنفيذ قرار وزيرة البيئة
مكامير الفحم التى تمثل مكامير الموت والإبادة والملوثات لمواطنى محافظة القليوبية والتى تصل لأكثر من 400 مكمورة وسط مجمع سكنى يبلغ اكثر من ربع مليون نسمة، وسط تصريحات رنانة من المسئولين بإغلاقها ، ووعود بنقلها إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية ولم تنفذ .
وعلى جانب اخر أكتفت وزيرة البيئة الدكتورة ليلى إسكندر، خلال زيارتها للقرى المتضرره بعبارات الشجب والأدانة ان ما يحدث استباحة للقانون والإنسانية دون إيجاد حلول جذريه لحماية المواطنين من تلك المكامير وسط اصابة العشرات من الأطفال والشيوخ بأكثر من 60% من أهالى القرى بالحساسية والربو والسرطانات.
حيث تنتشر المكامير فى محافظة القليوبية بنسبة تصل الى 400 مكمورة والتى تنتج الواحدة منها 15 طن من الغازات الملوثة،خاصة مناطق طوخ وشبين القناطر فى قرى :" أجهور الكبرى، قرنفيل، عزبة الصغير، كومباتيس، إمياى، العمار ، الصدقية ، الديوانى" التى يقطن بها أكثر من ربع مليون مواطن يتعرض للأبادة نتيجة الملوثات، بجانب عشرات الأفدنة التى تم تبويرها الى جانب الحيونات التى تتعرض لآمراض الإجهاض والنفوق .
فعلى بٌعد 48 كيلو متر من محافظة القاهرة، فى قرية أجهور الكبرى، التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، يتم قطع الأشجار وتحويلها للفحم فى أماكن شاسعة بداخل الرقعة السكانية ، حيث قال "عبد الرحمن علام" من أهالى قرية أجهور الكبرى، بإن المكامير مشكلة أذلية ، تمثل 450 مكمورة بنسبة 80% من المكامير المتواجدة فى القاهرة الكبرى ، وهى عبارة عن أخشاب يتم تحويها لفحم نتيجة الاحتراق ويتم تنقيتها من المواد الغازية السامة من ثانى أكسيد الكربون وغيرها ، وأن مساحة قرية أجهور 480 فدان من أجود الأراضى والتى تم تدمير أشجارها بالكامل من موالح نتيجة الغازات المدمرة كما أثرت على الزراعات التقليدية من محاصيل القمح والذرة التى قلت حصيلتها الأنتاجية لنصف.
وقال"علام" للفجر "أنه تم اصابة أطفال وشيوخ القرى بالأمواض الصدرية بنسبة تزيد عن 60%، وأن مسئولين المحافظة بداية من عدلى حسين المحافظ السابق، ومروراً بالمهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية الحالى لم يفعلوا شيئاُ فى هذه القضية ويرددوا وعود بلا تنفيذ ، مؤكداً أنهم على مدار السنوات الماضية يخشون سطوة رجال الحزب الوطنى على المكامير ويتم إصدار قرارات بوقف المكامير وإغلاقها من المحافظ ولكن بلا تنفيذ وأخرها كان فى شهر فبراير الماضى، مؤكدا أن مكامير الفحم تقوم بالتصدير لأسرائيل بشكل كبير وتركيا، قطر ، ويتم كتابة ذلك على شجاير التصدير لإسرائيل من تحذير المواطن الاسرائيلى من استخدام الفحم قبل تنقيته فى مصرعلى حساب صحة المواطن المصرى وصحة أبنائنا.
كما أكد وجود جمعية أهلية لأصحاب مكامير الفحم يتم من خلالها دفع "الأكرامية" لمنع تنفيذ قرارات المحافظة ، متسائلا : كيف يتم إنشاء جمعية أهلية لأصحاب نشاط مخالف، مشيرا إلى أن اضرار المكامير تصل ل100 قرية وتصل الاصابات لأعداد كبير وسط اهمال المسئولين، وأنها تصل الأضرار للقاهرة.
كما قال "محمود سعيد حافظ" من أهالى قرية قرنفيل، التابعة لمركز القناطر الخيرية، والتى تتعرض هى الأخرى للأضرار نتيجة المكامير، بإن مشكلة مكامير الفحم من أكبر مشاكلنا التى تتعرض لها أكثر من 10 قرى من عملية إبادة جماعية، والمسئولين على علم بالمشكلة من المحافظة ووزارة البيئة مدير الأمن لديهم قرارات حظر وإلغاء وغرامات ولكنها حبيسة الأدرج ولم يتم تنفيذها .
كما أكد "حافظ " أن مكامير الفحم تسببت فى اصابة العشرات من أهالى القرية بالسرطانات ، وأن الأطباء أكدوا أن اضرار الفحم تصل إلى سرطان المسامة والكبد والصلع وأمراض أخرى خطيرة يتعرض لها المواطن مع صمت المسئولين، وترحيلهم للقضية للحكومات القادمة، وأنهم ألتقوا بالمسئولين ووزيرة البيئة منذ ثلاثة شهور وأقرت نقل المكامير خلال عام لأماكن بعيدة عن الكتلة السكانية ولم يتم البدء فى أى اجراءات حتى الآن .
وفى سياق متصل أوضح حسن عفيفى، من أهالى المنطقة، بإن ملوثات المكامير الفحم التى يتم إحراقها بدون فلاتر او مداخن، ويتم أنتاجها ليلاً تصل للعديد من الغازات السامة والتى تسببت فى أبادة الأشجار والمزروعات، وتبوير للعديد من الأراضى ، بجانب اصابات حادة للمواطنين ، وذلك لتواجدها وسط الكتلة السكانية والمدارس والمستشفيات ، مما تسببت فى وفيات للأطفال وولادة أطفال مشوهين، وهناك العديد من الشهادات الصحية التى تؤكد ذلك،وأن قرارات الإزالة التى تصدرها الحكومة لم يتم تنفيذها من جانبهم بل مكسنات للمواطنين.
كما أكد للفجر بأن كلام أصحاب المكامير بأنها أكل عيشهم وعملة صعبة فى محلُة ولكنهم واقفوا على رأى وزير البيئة بنقلهم لمكان أخر ، وذلك ما أقرته الوزير أثناء لقائها معنا منذ ثلاثة شهور وتأكيدها على نقلهم خلال سنة ولم يتم تنفيذ شىء حتى الآن، مؤكداً أن محافظ القليوبية يلقى بالأزمة على قوات الأمن وعدم تنفيذها قرارات الإغلاق والغرامات ، وأن لجميع يلقى بالمسئولية على الآخر ، ويجمدوا الموضوع بالوعود لحين تولى وزارة جديدة لتكرار نفس السيناريو على حساب حياة المواطن المصرى التى بلا قيمة.
ورداً على ذلك قال المهندس محمد عبد الظاهر ، محافظ القليوبية قى تصريحات خاصة " للفجر "، بإن المحافظة أصدرت قرارات بغلق مكامير الفحم وعمل محاضر للمخالفين ، ولكنهم يقوموا بالعمل خلسة ليلاً ، ويتم عمل محاضر وإغلاق لبعض المكامير بتفاعل قوات الأمن ، الذى يجب أن يزيد. مؤكدا أن خطة نقل مكامير الفحم التى أكدتت عليها وزارة البيئة وذلك من خلال نقلها لخارج حدود محافظة القليوبية فى منطقة 200 فدان على طريق بلبيس بمحافظة الشرقية ما بين القاهرةوالشرقيةوالقليوبية بعيداً عن الكتلة السكانية كمنطقة مخصصة للأنشطة الملوثة تتم بقرار من الوزراة ولسنا لنا دخل بها، وذلك بإنشاء مكامير صديقة للبيئة بدون ملوثات شديدة بقروض من الصندوق الاجتماعى لتنمية بمعايير الجودة، وسوف تكون التكاليف عالية ونحن فى انتظار قرار وزيرة البيئة.
كما أشار إلى أن وزيرة البيئة أكدت نقل المكامير منذ 3 شهور فى ظل موافقة اصحاب المكامير على النقل إذا توفرت الأماكن، وإلى الآن لم يبدأ التنفيذ ولم تظهر الملامح ونحن فى أنتظار التنفيذ.
كما أضاف بأن مكامير الفحم ليست متواجدة فقد بالقليوبية بل منتشرة فى محافظات أخرى كالدقهلية والشرقية ، كصناعة لتصدير والاستيراد، ولكن لا بد من نقلها بعيداً عن الكلتلة السكانية ونحن فى انتظار تنفيذ قرار وزير البيئة د/ ليلى اسكندر ببدء إجراءات النقل وتوصيل المرافق للمنطقة .
ومن الناحية الطبية أكدت الدكتورة هناء عامر، بإن إستخدام الفحم خطير على صحة المصريين و يؤدي لانتشار الأمراض المختلفة الناتجة مثل الربو والوفاة المبكرة وتغير الرئة والسرطان وغيرها تتسبب في قتل 17 شخص من كل 100 الف شخص، من السكان المتوسطي والمنخفضة الدخل، إلى جانب إصابة 110 – 120 شخص لكل 100 الف بالسرطان بحسب إحصائية أعدت في عام 2012، مؤكدة بأن حرق الفحم يحمل الهواء ذرات تسمى رماد الفحم، والذي به كميات كبيرة من المعادن الثقيلة والتي تؤدي إلى تلف وإنخفاض القدرات العقلية، إلى جانب التأثير بشكل ملحوظ على وظيفة الجهاز العصبي المركزي، ومستويات الطاقة بالجسم، وتدمير مكونات الدم والرئتين والكلى والكبد، ويؤدي إلى الوفاة.