يُشكّل الغذاء الصحّي والرياضة المنتظمة الطريقة الأهمّ لخسارة الدهون المُتراكمة. لكن في الوقت ذاته يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى ثبُت أنّها تُعزّز القدرة على تحقيق هذا الهدف. لن نُسلّط الضوء اليوم على دور الشاي، أو النكهات الحارّة، أو خلّ التفاح، أو المياه... في تسريع عمليّة حرق الدهون وخسارة الوزن. فهذه النتائج أضحت واضحة عند الجميع. اليوم سنُطلق "قنبلة" غذائيّة لا يزال دويّها خجولاً في لبنان والوطن العربي، إلّا أنّها ستُصبح في المستقبل القريب مادة غذائيّة أساسيّة لمختلف أطباقنا اليوميّة... إنّها البولينتا (Polenta). عُرفت البولينتا خصوصاً في إيطاليا منذ السبعينات، ووُصفت بطعام الفقراء نظراً إلى شيوعها وثمنها البخس. وبعد التأكّد من أهمّية إدخالها إلى نظامنا الغذائي، انتشرت بسرعة في بلدان عدّة، بما فيها أوروبا وأميركا. فما هي هذه المادة وماذا تُقدّم للإنسان؟ طريقة تحضيرها تعليقاً على هذا الموضوع الشيّق، أفادت إختصاصيّة التغذية عبير أبو رجيلي، من عيادة "Diet Of The Town"، ل "الجمهورية"، أنَّ "البولينتا تُصنع تحديداً من دقيق الذرة الأصفر، كذلك يمكن إستخدام الدقيق الأبيض. يمكن إيجادها في السوبر ماركت أو حتّى تحضيرها في المنزل بواسطة سبعة أكواب من المياه الباردة، وكوب و1/3 من دقيق الذرة، وملعقة صغيرة من الملح. تُخلط هذه المقادير جيداً وتوضع على النار ما بين 45 دقيقة إلى ساعة، وبذلك نحصل على البولينتا"، مُشيرة إلى أنّ "كلّ نصف كوب منها يحتوي 73 وحدة حراريّة، والخبر الجيّد أنّها عادةً قليلة الدهون". قيمتها الغذائيّة وأضافت: "في حين أنّ البولينتا تحتوي فيتامينات ومعادن عدّة، إلّا أنّها غير مُصنّفة كمصدر جيّد لأيّ منها، بحسب قاعدة بيانات وزارة الزراعة الأميركية. فهي تتضمّن معادن كالكالسيوم، والحديد، والماغنيزيوم، والفوسفور، والصوديوم، والزنك. أمّا الفيتامينات الموجودة بنسبة ضئيلة فتشمل ال A، وB، وC، وE". ولفتت إلى أنّ "البولينتا المُتوافرة في السوبر ماركت تكون أغنى بالفيتامينين A وC". وإستكملت حديثها: "بحسب "Journal of Agricultural and Food Chemistry"، إنّ الأطعمة المصنوعة من دقيق الذرة الأصفر، بما فيها البولينتا، تُشكّل مصدراً طبيعياً وجيداً للكاروتينات واللوتين والZeaxanthin، وهي المواد المُضادة للأكسدة التي تحمي من أمراض القلب والسرطان". مرضى السيلياك وأكّدت عبير أنّ البولينتا مُفيدة لجميع الناس، قائلة: "حتّى مرضى السيلياك بإمكانهم الإستفادة منها وإدخالها إلى نظامهم الغذائي! فهذا المرض الذي يُشير إلى عجز الجسم عن هضم مادة الغلوتين الموجودة تحديداً في القمح ومنتجاته، لا يقف عائقاً أمام رغبة المريض في تناول البولينتا المصنوعة من دقيق الذرة الأصفر". تتصدّر لائحة النشويّات أمّا الفائدة الكُبرى التي تتحلّى بها البولينتا، فمُرتبطة بعالم الرشاقة. وفي هذا السياق، كشفت عبير أنّ "نسبة كبيرة من الأشخاص لديهم دهون مُتراكمة في مختلف أنحاء أجسامهم، كالبطن واليدين والساقين والوجه والوركين والأرداف. وفي حين أنّهم قد يتخلّصون منها في منطقة مُعيّنة، إلّا أنّ البولينتا تُحقّق نتيجة أوسع وأفضل في عمليّة خسارة الوزن". وأردفت: "إستناداً إلى أحدث الأبحاث العلميّة، تبيّن أنّ تناول البولينتا لفترة زمنيّة معيّنة، يساعد في خسارة الدهون المُكدّسة في مختلف أنحاء الجسم بطريقة أسرع مُقارنة بمصادر أخرى. في الواقع يمكن القول إنّها تتصدّر لائحة النشويّات". وشدّدت على "ضرورة إستهلاكها بطريقة صحّية بعيدة كلّياً من القلي، للإستفادة منها إلى أقصى درجة مُمكنة". سُبل تناولها كيف يمكن إدخال البولينتا إلى غذائنا؟ "في الواقع إنّها تُعدّ مادة غذائيّة مُذهلة يمكن تناولها على الفطور أو الغداء أو العشاء، وتُقدَّم ساخِنة أو بارِدة، ليّنة أو صلبة، ما يجعلها من بين الأطعمة الأكثر تنوّعاً. يمكن إضافة البولينتا إلى مختلف أطباقنا الغذائيّة، فتكون بديلاً ممتازاً من الخبز أو الباستا أو الأرز أو رقائق الذرة. كذلك يمكن إستخدامها في وصفات غذائيّة متعدّدة مثل الشوربة، والبيتزا، والصلصات، والحلويات...". لا تتخلّوا عن... وخِتاماً نصحت عبير قرّاء "الجمهورية" بتناول البولينتا بما أنّها مادة صحّية بكلّ ما للكلمة من معنى، تُسهّل عمليّة الهضم، وتقضي على مختلف دهون الجسم، والأهمّ أنّها تُشكّل حلّاً سهلاً وفعّالاً لمرضى السيلياك الذين يواجهون صعوبة إلى حدّ ما في اختيار موادهم الغذائيّة، خصوصاً وأنّ المنتجات الخالية من الغلوتين تكون عادةً باهظة الثمن مُقارنة بتلك العاديّة. غير أنّها أوصتهم في المُقابل ب"عدم الإستغناء كلّياً عن مصادر النشويّات الأخرى خصوصاً إذا كانت صحّية، كالأرز أو الخبز الأسمر، والباستا السمراء... فقد ثبُت أنّ هذه الأطعمة تحتوي جرعة عالية من الألياف التي تساعد في خفض معدل الكولسترول السيّئ (LDL) وبالتالي تحمي القلب. علاوة على أنّها تُعزّز وظائف الأمعاء وتؤمّن الشعور بالشبع وقتاً أطول، وتمنع التقلّبات المُفاجئة للسكّر في الدم فتحمي من السكّري".