أصبح عميد الحقوقيين العرب المناضل والمجاهد الكبير الأستاذ عبد الهادي الخواجة أسطورة صمود ودوار لؤلؤة آخر ، حيث جدد الروح الثورية في حياة كل مواطن بحراني ، وأصبح الشارع السياسي في البحرين في حالة غليان مستمر وعادت الروح والأمل من جديد لأبناء شعب البحرين بأن الإنتصار على الطاغوت بات قريبا ، حيث فضح الخواجة الطاغية حمد ونظام حكمه الديكتاتوري القمعي الفاقد للضمير والإنسانية. أصبح الخواجة ميدان شهداء آخر ، ودوار لؤلؤة ومحور للنضال والجهاد والدفاع المقدس والمقاومة المدنية ، ولقد أحياء بصموده وإضرابه عن الطعام لأكثر من شهرين الثورة والروح الثورية وجسد بصموده وثباته وإستقامته من أجل الحرية أو الشهادة، صمود الجماهير الثورية التي إحتشدت وإعتصمت في دوار اللؤلؤ بصورة سلمية وحاملة للورود والمرددة لشعارات مطلبية تطالب بحقوقها السياسية والإجتماعية والإقتصادية المغتصبة. ولأكثر من سنة وثلاثة أشهر والثورة الشعبية العارمة في البحرين مستمرة من أجل هدم قواعد الحكم الخليفي الديكتاتوري الشمولي المطلق وإقامة نظام سياسي تعددي على أنقاضه ، وكلنا أمل بأن الحكم الخليفي سوف يرميه شعبنا في مزابل التاريخ ، فإرادة الشعب البحراني هذه المرة هي غيرها عن الإرادات السابقة في الإنتفاضات الشعبية التي مضت ، فهذه المرة كل الشعب يطالب بإسقاط النظام ورحيل آل خليفة ورفض البقاء تحت حكمهم الفاقد للشرعية. نعم عبد الهادي الخواجة المناضل الكبير الذي عرفته ساحات الجهاد والنضال لأكثر من خمسة وثلاثين عاما ، ها هو يصبح رمزا وطنيا نضاليا ، وأحد أبرز قادة الثورة والمعارضة في البحرين ، وإن صموده وإضرابه عن الطعام عزز قناعات قادة الثورة في السجن وفي طليعتهم الشيخ حسن مشيمع والأستاذ عبد الوهاب حسين والعلامة الشيخ محمد علي المحفوظ بضرورة الإستقامة والإستمرار في نهج الثورة وعدم مهادنة الطاغوت والخضوع لإملاءته وإملاءات بسيوني وإملاءات وإغراءات الأمريكان الذين يطالبون القادة والرموز بالإعتذار للطاغية حمد والقبول بالحوار مع السلطة. إن صمود وإستقامة الخواجة أعطت ضمانة للثورة من الإنحراف ، فأصبح عبد الهادي قدوة للقادة في السجن فلم يهادنوا ولم يبيعوا الثورة والأهداف بإعتذارات جوفاء للديكتاتور ولم يقبلوا بالإملاءات الأمريكية للجلوس على مائدة حوار فاشلة ومعروفة نتائجها سلفا. أيها الشعب البحراني العظيم يا شباب ثورة 14 فبراير إن في البحرين اليوم حرب بين الحق والباطل ، بين الفقر والغنى ، بين الإستضعاف والإستكبار وحرب الضعفاء والحفاة ضد المرفهين والمترفين ، وقد بدأت من جديد في ثورة 14 فبراير ، ونحن نقبل أيادي كل الشباب والثوار الأعزاء في مختلف قرى ومدن وأحياء البحرين وفي مختلف أنحاء المعمورة وكل من ثاروا على الطغاة والجبابرة في تونس ومصر واليمن. إننا نقبل أيدي كل من تحمل مسئولية الجهاد والنضال والعمل الثوري ، والذين عقدوا العزم على إعتلاء كلمة الله في الأرض وعزة شعبنا في البحرين والمسلمين في العالم. إننا نقبل أيادي شباب المقاومة المدنية والدفاع المقدس الذين يقامون الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة ، ويقامون التواجد العسكري الأمريكي البريطاني الصهيوني في البحرين ، وصنعوا الملاحم والأسطورات بضربهم قوات المرتزقة وقوات الإحتلال من أجل ردعهم من دخول القرى والمدن والأحياء وإستباحتها. إننا نؤيد كل أعمال وفعاليات المقاومة المدينة والدفاع المقدس ولا نعتربه أعمال عنف ، وإنما يأتي هذا ضمن حق الشعب والثوار والمقاومة الشعبية في مقاومة قوات الإحتلال السعودي الغازية وقوات المرتزقة التي تستبيح القرى والمدن والأحياء وتقوم بقتل المواطنين بالغازات السامة والقاتلة وتقتل المتظاهرين بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة ، وإن مواجهة قوات المرتزقة المدعومة بقوات الإحتلال السعودي هي من حق شعبنا وشبابنا الثوري وإن الإستمرار فيها هو عمل مقدس للدفاع عن الأعراض والحرمات والدفاع عن النفس في مقابل قوات مرتزقة تدفع بها السلطة الخليفية لإرتكاب أبشع الجرائم ضد شعبنا المطالب بحقه في تقرير المصير وحقه في إنتخاب نوع حكمه السياسي القادم. إننا نطالب شعبنا المجاهد في البحرين أن يحتضن الثوار الأحرار لشباب الإئتلاف وشباب فصائل التغيير في البحرين وحمايتهم وتقديم الدعم لهم ، لأنهم قد تحملوا مسئولية الجهاد والنضال والدفاع عن الحرمات والمقدسات والأعراض ، وتحملوا مسئولية الدفاع عن العزة والكرامة والشرف ، ومقاومة الغزو السعودي للبحرين. إننا نثمن كل عمليات المقاومة المدنية وعمليات الدفاع المقدس ، ونطالب الشباب بتصعيد المقاومة والعمل الثوري ضد قوات المرتزقة وقوات الإحتلال ، فإننا اليوم نعيش فيتنام جديدة في البحرين. فكما وقع الجيش الأمريكي في وحل ومستنقع فيتنام قبل عقود من الزمن وخرج منهزما ، فإن قوات الإحتلال السعودي التي غرقت في مستنقع الوحل في البحرين سوف تخرجها سواعد الشباب الأحرار المجاهدين ، ولابد لمن يتعدى على شعبنا وحرائرنا وأعراضنا ونواميسنا من المرتزقة وجلاوزة السلطة الخليفية ومخابراتها أن يتلقوا الضربات القاصمة ، فإن شبابنا بعد اليوم سيواجهون كل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مرتزقة السلطة ومخابراتها المدعومة بقوات الغزو السعودي بعمليات المقاومة المدنية والدفاع المقدس ، وكلنا صمود وثبات أمام هذه السلطة الظالمة وبلطجيتها وميليشياتها المسلحة ، وعلى السلطة أن تعلم بأن شبابنا الثوري سيصعد من عملياته ومقاومته الرادعة ولن يخضع ويستسلم لإرهاب السلطة الإرهابية الفاسدة. إن أنصار ثورة 14 فبراير يطالبون الشعب بالإستمرار في الثورة والحضور في الساحات والثبات على المطالب والمطالبة بمحاكمة الطاغية حمد ورموز حكمه ورفض الحوار ورفض التعويضات التي تريد السلطة الخليفية أن تخفي وراءها جرائمها وجرائم الديكتاتور حمد وأبنائه ورموز حكمه ومرتزقتهم وجرائم قوات الإحتلال السعودي. إن شعبنا المجاهد وشبابنا الثوري في البحرين ومنذ تفجيرهم لثورة 14 فبراير لم يعولوا على دعم البيت الأبيض وواشنطن والإستكبار العالمي والصهيونية العالمية ، ولم يعولوا على دعم الدول العربية والجامعة العربية وإنما النصر من عند الله ، وإن إعتمادنا على الله سبحانه وتعالى وعلى صمود شبابنا وثوارنا ونساءنا المجاهدات الزينبيات الأبطال. إن أكثر من سنة وثلاثة أشهر من جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية التي إرتكبها الطاغية حمد وحكمه الديكتاتوري لم تحرك ساكنا من البيت الأبيض وواشنطن وبريطانيا ، وظلت أمريكا الشيطان الأكبر صامتة وقامت بإعطاء الضوء الأخضر لضرب وقمع الشعب والسماح بدخول قوات الإحتلال إلى بلادنا وقامت بتعتيم إعلامي واسع النطاق ومنعت محكمة العدل الدولية في لاهاي من القيام بواجبها تجاه الدعاوي القانونية والقضائية ضد الطاغية حمد ورموز حكمه والمتورطين معه من قوات الإحتلال ، إلا أنهم وبعد أن تصاعدت وتيرة المقاومة المدنية والدفاع المقدس وإستهدف الشباب الثوري قوات المرتزقة وقوات الإحتلال السعودي من أجل خروج قوات الغزو السعودي وردع قوات المرتزقة والقيام بفعاليات ثورية من أجل إطلاق سراح عبد الهادي الخواجة وحسن مشيمع ، فقد قامت قيامة البيت الأبيض وبريطانيا والجامعة العربية منددة بالعنف ولكأن السلطة الخليفية لم ترتكب جرائم العنف والإرهاب ضد شعبنا وسفك دمائه وزهق أرواح أبنائه حيث أستشهد أكثر من ثمانين شهيدا من أبناء الوطن ، وسقط الآلاف من الجرحى ولكأن لم يكن لدينا الآف من المعتقلين والآف من المفصولين عن العمل والمقطوعة أرزاقهم ، ولكأنه لم تهان مقدساتنا وتنتهك حرماتنا وأعراضنا ، وإن سقوط قتلى وجرحى من قوات المرتزقة التي أرادت إستباحة قرية العكر هو الشغل الشاغل لها والذي يكدر خاطرها ، بينما التعدي على الأعراض في السجون والطرقات والأزقة وداخل البيوت وإغراق القرى والأحياء والمدن بالغازات السامة والقاتلة لا يحرك ساكنا لقوى الإستكبار العالمي والجامعة العربية. إن الذي يقوم بالعنف وإستخدام القوة المفرطة وجرائم الحرب ومجازر الإبادة والتطهير العرقي هي السلطة الخليفية مدعومة بقوات الإحتلال ومدعومة سياسيا وأمنيا وعسكريا بواشنطن ، وإن شعبنا من حقه مواجهة قوات الغزو والإحتلال ومقاومتها ومواجهة قوات المرتزقة وضباط المخابرات الذين يستخدمون مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ويستخدمون الرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل ويغتالون شبابنا والناشطين الحقوقيين من أبناء شعبنا. إن شعبنا يرفض الحوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين كما عوائل الشهداء والجرحى والمعاقين والمتضررين يرفضون التعويضات ويطالبون بمحاكمة الطاغية حمد والقصاص منه ، كما يطالبون بإسقاط النظام والإستمرار في الثورة حتى هد أركان وقواعد الحكم الخليفي وإقامة نظام حكم جديد على أنقاضه ، وإن الحلول الدبلوماسية والسياسية التي تطالب بها بعض الجمعيات السياسية فإنها مرفوضة جملة وتفصيلا من شعبنا وشبابه الثوري ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال العفو عن الجلاد حمد وجلاوزته وأعوانه ، فإن عوائل الشهداء وشباب الثورة والشعب يطالبون بحقهم في تقرير المصير ورحيل آل خليفة عن السلطة وعن البحرين ومحاكمة كل من تورط منهم مع رموز حكمهم ومخابراتهم وميليشيات حكمهم في جرائم القتل ومجازر الإبادة والتطهير العرقي. إن الثورة قائمة ومستمرة وقد بدأت تتصاعد وترتفع وتيرتها وأصبح عبد الهادي الخواجة مشعلا وميدان لؤلؤة آخر من أجل الإستمرار في الثورة حتى الإنتصار والفتح الكبير والمبين القادم على طغاة آل خليفة الأقزام. إن آل خليفة أصبحوا لا يمتلكون زمام الأمور في البحرين وقد سحب الملف منهم وأصبحوا مجر أداة لقمع الشعب بيد الأمريكان علهم يستطيعون إخماد الثورة مع قوات الإحتلال السعودي ، ولأكثر من سنة لم تستطع السلطة وقوات الإحتلال إخماد الثورة والقضاء عليها ، بل إستمرت وهي عاقدة العزم على إخراج قوات الإحتلال وإسقاط الحكم الخليفي ، ولذلك فإن ملف البحرين أصبح بيد الأمريكان الذين يسعون بأن يوجدوا حلا للأزمة في البحرين ولكن ومع الأسف يريدون حل الأزمة ببقاء الديكتاتور وبقاء السلطة الخليفية وإفلات الطاغية من العقاب ، وإجراء إصلاحات سياسية قشرية لا ترقى لمستوى طموحات شعبنا وثورته العظيمة التي تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة القتلة والمجرمين. إن على واشنطن أن تدرك بأنها أمام ثورة شعب يطالب بإصلاحات سياسية شاملة ، وهذه الإصلاحات لن تتم إلا بسقوط الديكتاتور وسلطته الطاغوتية ومحاكمة كل من إرتكب جرائم قتل وإبادة بحق شعبنا. إن آل خليفة قد إنتهت مدة بقائهم في البحرين وعليهم أن يرحلوا إلى الزبارة والرياض ونجد شاؤوا أم أبوا ، وعلى الأمريكان أن يعرفوا بأن شعبنا لن يقبل ببقائهم ولن يقبل بهيمنة البيت الأبيض وبريطانيا وآل سعود ، وهو مصمم وعاقد العزم على التحرر من الهيمنة والغطرسة الخليفية السعودية الأمريكية وأن يحكم نفسه بنفسه في ظل حكم سياسي تعددي جديد. نتمنى أن قد وصلت الرسالة إلى الأمريكان والإستكبار العالمي والغرب ، فإن شعبنا لا يمكن أن يعيش حياة العبيد والرقيق والسخرة لآل خليفة الظلمة والمستكبرين.