قتل 17 شخصا في اعمال عنف في سوريا اليوم الثلاثاء، رغم الاعلان الروسي السوري من موسكو عن بدء تنفيذ السلطات السورية خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان من اجل السلام. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو انه تبلغ من الوزير السوري ان دمشق بدأت تطبيق الخطة التي تقضي بوقف العنف من كل الاطراف وسحب القوات والاسلحة من المدن السورية والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث الجارية والسماح بدخول وسائل الاعلام. ودعا لافروف المسؤولين السوريين "الى الالتزام بكامل واجباتهم طبقا لخطة كوفي انان"، مضيفا "نعتقد انه كان يجب ان تكون اعمالهم اكثر فاعلية واكثر حسما بالنسبة الى تطبيق الخطة". واعلن وليد المعلم من جهته ان بلاده قامت "بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا للبند الثالث من خطة انان. وسمحنا لاكثر من 28 محطة اعلامية بالدخول الى سوريا منذ 25 آذار/مارس اي منذ موافقة سوريا على خطة انان لغاية اليوم". وتابع "استقبلنا رئيس لجنة الصليب الاحمر الدولي ووصلنا الى تفاهمات في شان استقبال المساعدات وايصالها الى المحتاجين بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري. وتم الافراج عن عدد من المعتقلين بسبب احداث الشغب التي قاموا بها". واكد المعلم "ان وقف العنف المستدام يجب ان يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين" الذين تنيط بهم خطة انان مهمة مراقبة وقف اطلاق النار. وتابع "سنواصل خطوات حسن النية تجاه انان وسنعمل كل جهد لانجاح المحادثات مع وفده الفني (الذي زار دمشق اخيرا) للوصول الى بروتوكول (ينظم عمل المراقبين). ونامل ان يتمكن الامين العام للامم المتحدة من تشكيل فريق مراقبين دوليين توافق سوريا على الدول الممثلة به. ونرحب سلفا بالمراقبين الروس". واوضح المعلم من جهة ثانية ان بلاده لم تطلب من انان "ان يوافينا بضمانات مكتوبة من الجماعات المسلحة ولا ممن يدعمها من الاطراف الاقليمية". ارهابية مسلحة تمارس القتل والخطف واخذ الرهائن (...) ان توافينا بضمانات نحن طلبنا من انان ان يتصل بهذه المجموعات ويوافينا" بالضمانات. الا ان الاعلان عن بدء تنفيذ خطة السلام لم يترافق مع خطوات عملية على الارض حيث استمرت عمليات القصف واطلاق النار والمداهمات. المعلم (يسار) ولافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو الثلاثاء وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان قبل الظهر انه "لم تسجل اي تحركات او انسحابات للقوات السورية على الارض"، مضوحا ان 17 شخصا قتلوا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء. واوضح المرصد ان ستة مدنيين قتلوا في قصف على حي الخالدية في حمص، فيما قتل مدني سابع في اطلاق نار عشوائي في حي باب تدمر في المدينة، مشيرا الى مقتل اربعة اشخاص في حملة مداهمات في كفرزيتا في محافظة حماة. وكان ستة عناصر من القوات النظامية قتلوا في هجوم شنه مسلحون في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد. كما تعرضت بلدة مارع وقرية حور النهر المجاورة في ريف حلب (شمال) لقصف من قوات النظام. وقال الناشط ابو عمر الموجود في محيط بلدة مارع في ريف حلب في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب، ان "اعمدة الدخان تتصاعد من مدينة مارع"، مشيرا الى حصول حركة نزوح عائلات من البلدة. ووقعت الثلاثاء "اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام" في قرية طفس في محافظة درعا (جنوب)، بحسب لجان التنسيق التي اشارت في وقت لاحق الى "اقتحام جيش النظام" للمدينة بالدبابات والبدء ب"حملة دهم واعتقالات عشوائية". وقتل ستة عناصر من القوات النظامية في هجوم شنه مسلحون في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد. وبدا الناشطون المناهضون للنظام على الارض غير مصدقين لوعود نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما اظهرت اشرطة فيديو وزعوها على شبكة الانترنت لتظاهرات جرت في بلدة نامر في محافظة درعا وفي بلدة قطنا في ريف دمشق حيث رفع لافتة كتب عليها "قال بكرا آخر يوم بالعنف... كذاب". كما رفع متظاهرون في حي جوبر في العاصمة مساء لافتتين كتب عليها "بشار، كذاب، كذاب، كذاب"، و"أمهلوه، يوجد اطفال لم يقتلوا بعد". على صفحة "شبكة شام" على موقع فيسبوك الالكتروني، كتبت مواطنة سورية "اي مهلة؟... قبرت المهلة وغرقت في دماء شهداء الشعب السوري على يد عصابات النظام المجرم". وتعالت اصوات التشكيك من الخارج ايضا. فقد اكدت فرنسا الثلاثاء ان سوريا لم تبدأ تنفيذ خطة موفد الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية، واصفة تصريحات النظام السوري بانها "تعبير جديد عن كذب فاضح وغير مقبول". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه لم تصدر عن سوريا اي مؤشرات على نيتها تنفيذ التزامها بتطبيق خطة وقف العنف في سوريا، متهما النظام السوري بتصعيد الهجمات ضد المعارضة. ووصل كوفي انان الثلاثاء الى تركيا حيث من المقرر ان يتفقد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا، غداة اطلاق نار من الجانب السوري في اتجاه المنطقة الحدودية التركية تسبب بجرح اربعة سوريين وتركيين. موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان يصل الى مخيم للاجئين السوريين في هاتاي في 10 نيسان/ابريل 2012 ويوجه موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية "في وقت لاحق اليوم" رسالة الى مجلس الامن الدولي حول خطته للخروج من الازمة في سوريا، حسبما اعلن المتحدث باسمه الثلاثاء. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين في تركيا يشكل "انتهاكا واضحا" للحدود، مؤكدا ان بلاده "ستتخذ الاجراءات اللازمة"، و"ستستخدم كل حقوقها بموجب القانون الدولي". وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي يرافق اردوغان، قرر قطع رحلته والعودة الثلاثاء الى تركيا بسبب تصاعد التوتر فجأة على الحدود السورية التركية. واعربت الصين الثلاثاء عن "قلقها" ازاء اطلاق النار من الجانب السوري. وأمل المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين "في ان يلتزم الاطراف المعنيون بتعهدهم وقف اطلاق النار وانسحاب القوات العسكرية". وتسبب اطلاق نار من الجانب السوري في اتجاه الحدود اللبنانية الاثنين الى مقتل المصور الصحافي علي شعبان من تلفزيون "الجديد" اللبناني.