فى الوقت الذى يتصاعد فيه غضب العاملين بهيئة البريد من استمرار نفوذ من يصفونهم ب«فلول الوطنى» داخل المقر الرئيسى للهيئة فى العتبة، وهو ما أدى إلى اعتصام العاملين لمدة 13 يوماً متصلة، أمام مكتب مسعد عبد الغنى، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة. على خلفية الاستعانة بعدد من رموز الحزب الوطنى «المنحل»، من رؤساء مجالس الإدارة السابقين بالهيئة، فى اللجان الاستشارية، ومن بينهم على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى السابق، وأشرف زكى، بالإضافة لعدد من المديرين ورؤساء القطاعات، حصلت «الفجر» على مستندات تكشف صرف مكافآت شهرية لعدد من العاملين فى الإدارة العامة للشكاوى والمقترحات، فى رئاسة الهيئة، وهى مكافآت يصفها العاملون بأنها «كشوف بركة» جديدة، تحوى نفس أسماء عدد من «المحظوظين»، الذين وافق عبد الغنى بنفسه على صرف مكافآت لهم، بحجة إنجاز بحث شكاوى العاملين فى الهيئة، رغم تأكيد رئيس الهيئة أكثر من مرة، أن الهيئة تدار بشفافية تامة. المذكرة الأولى التى حصلت عليها «الفجر»، مرفوعة لرئيس الهيئة من عبده علوان، مدير الإدارة العامة للشكاوى والمقترحات فى يناير الماضى، يطلب فيها مكافأة للعاملين فى الإدارة عما تم إنجازه من أعمال خلال عام 2011، لقيامهم ببحث وتحقيق جميع الطلبات المقدمة لرئيس الهيئة من العاملين فى جولاته، بالإضافة إلى شكاواهم واقتراحاتهم، والبالغ عددها 3810 شكاوى، و122 مقترحاً، بالإضافة إلى ما قامت به الإدارة من عرض مذكرات بشأن العديد من الموضوعات المهمة، تضم المذكرة أسماء 20 موظفاً فى الإدارة، ما بين مفتش وباحث وسكرتارية وسعاة، وعلى رأس الأسماء علوان نفسه، وبجوار كل اسم، حدد رئيس الإدارة مبلغ المكافأة، والذى يتراوح من 650 جنيهاً إلى 200 جنيه. أما المذكرة الثانية، فرفعها علون أيضا إلى عبدالغنى، الذى وافق على ما جاء فيها من طلبات، والخاصة بصرف بدلات سهر للعاملين فى الإدارة، عن شهر فبراير الماضى، نظرا لعملهم فى أيام السبت، وبعد مواعيد العمل الرسمية، دون الحصول على بدل راحة، وتحمل المذكرة أسماء 9 عاملين فى الإدارة، من بين الأسماء التى تم صرف مكافآت لها عن إنجاز أعمال 2011 السابقة، وعلى رأسهم علوان، الذى وضع لنفسه مكافأة قيمتها 1150 جنيها، بينما تراوحت مكافآت باقى الأسماء من 700 جنيه إلى 275 جنيهاً. وكان الأسبوع قبل الماضى قد شهد اجتماعا عاصفا استمر لمدة 3 ساعات، بين مسعد عبدالغنى القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة، والمحاسب ماهر سليم رئيس النقابة المستقلة للعاملين فى هيئة البريد، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النقابة والعاملين المعتصمين فى المركز الرئيسى بالعتبة، وهو الاجتماع الذى انتهى بإعلان رئيس الهيئة موافقته على جميع مطالب النقابة المستقلة، وعلى رأسها التحقيق فى ملفات فساد ترقيات قيادات الهيئة المحسوبين على الحزب الوطنى «المنحل»، وأعضاء مجلس نقابة العاملين فى البريد، التابع لاتحاد العمال، والذين تم تصعيدهم لمناصب مديرى إدارات وعموم ورؤساء قطاعات، رغم عدم صلاحيتهم لشغل هذه الوظائف. السنة الخامسة - العدد 349 - الخميس - 5/ 04 /2012