أصبحت توكيلات الرئاسة هى العصا السحرية التى تدفع بالمرشحين إلى ماراثون الانتخابات. وهى الجولة الأولى لاختبار قدرة المتنافسين المحتملين، لذا يتسابقون على جمعها وتأمين رحلة وصولها إلى مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وهى رحلة ليست سهلة ولا تحتمل الأخطاء. لذا يخضع التوكيل الرئاسى لعملية تأمين تبدأ منذ لحظة العثور على مؤيد محتمل للمرشح وحتى لحظة تسليمه لمقر لجنة الانتخابات، ليخوض بعدها رحلة الكشف عن مصيره ومصير المرشح. تبدأ رحلة التوكيل بأولى محطاته فى الشهر العقارى حيث يقوم المؤيد بإحضار بطاقة الرقم القومي الخاصة بالإضافة إلى البيانات الخاصة بالمرشحين بمعرفة المؤيد وعلى مسئوليته وهى المعلومات التى توفرها حملة المرشح على موقعها الالكترونى أو من خلال مندوبى المرشح المنتشرين بالشهر العقارى. ليبدأ بعدها المؤيد فى ملء استمارة التوكيل ويجب أن يتم إثبات الرقم القومى المكون من أربعة عشر رقمًا كاملاً إن أمكن معرفته ويتم التصديق دون هذا البيان لأنه اختيارى يثبت الموثق بنفسه فى محضر التصديق اسم المؤيد كاملاً والمحافظة التى يقيم بها والرقم القومى كاملاً (14 رقما)، وذلك كله من واقع البيانات الثابتة ببطاقة الرقم القومى. يتلو الموثق الإقرار المدرج بنموذج التأييد على المؤيد ويخطره بعقوبة تأييده لأكثر من مرشح وذلك قبل توقيع المؤيد على نموذج التأييد أمام الموثق. يختم رئيس مكتب الشهر العقارى التوكيل بختم شعار الجمهورية وختم الشهر العقارى يقوم الموثق بتسليم التوكيل إلى المواطن المؤيد للمرشح ليقوم بتسليمه بدوره إلى أحد مندوبى المرشح أو إلى أحد مقاراته الانتخابية بالمحافظة. يخرج التوكيل من الشهر العقارى لينتقل إلى محطته التالية ترانزيت فى أحد المقارات الانتخابية للمرشح الرئاسى، ويحكى مالك عدلى مدير حملة خالد على مرشحا للرئاسة تفاصيل الدورة التى يسلكها التوكيل داخل مكتب الحملة قائلا: بعد استلامه من المؤيدين تتم مراجعة التوكيل للتأكد من صحة البيانات، ثم فهرسته وادراجه على قاعدة بيانات المرشح على الكمبيوتر الخاص بالحملة، وتتم أرشفة التوكيلات وفقا لكل محافظة وتخزينها فى كراتين بمكان أمين لحين نقلها الى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بعد استيفاء العدد المحدد للتوكيلات البالغ 30 ألف توكيل، ولا يستقر التوكيل كثيرا فى مكتب الحملة الانتخابية فما أن يكتمل عدد التوكيلات حتى يكمل رحلته الى وجهته للجنة العليا للانتخابات. ويؤكد المستشار عمر محمد سلامة عضو الامانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية أنه فور ان يقوم المرشح بتسليم التوكيلات الى اللجنة العليا للانتخابات فى كراتين عليها بيانات اسم المحافظة وعدد التوكيلات منها ويتم استلامها تبدأ مرحلة أخرى فى حياة التوكيل. المرحلة الاولى تسمى الفرز، حيث يتم اعداد التوكيلات وفردها وتنسيقها.. كل محافظة بشكل منفرد، ثم تأتى المرحلة التانية وهى وضع التوكيلات على اجهزة خاصة.. بها اعدادات اسكانر وبرانت ، حيث يتم سحب التوكيل عن طريق الاسكانر وتتم طباعة اسم المرشح والتاريخ ورقم مسلسل بالإضافة الى كود المحافظة فمثلا: 01 القاهرة و02 اسكندرية و021 الجيزة. والمرحلة الثالثة هى مرحلة التغليف حيث يتم تغليف كل توكيل على حدة وتفريغه من الهواء. والمرحلة الرابعة حيث يتم وضع كل 100 توكيل فى صندوق يتم اغلاقه بملصق عليه رقم مسلسل سهل الاتلاف لا يمكن لصقه مرة اخرى ويوضع على كل صندوق ثلاثة ملصقات بأرقام مسلسلة تطبع بالولايات المتحدة، الصندوق عليه اسم المرشح والمحافظة ورقم الصندوق وعدد التوكيلات و«سيلنج» معين. والمرحلة الخامسة هى التخزين، و يتم تخزين تلك الصناديق فى أحد مخازن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، واخيرا يتم اعداد محضر باستلام التوكيلات وطباعة اربع نسخ من السديهات عليها بيانات التوكيلات، وتوقع اللجنة على المحضر ليحصل مندوب المرشح على نسخه من المحضر و«السى دى». ويشرح المستشار حاتم بجاتو المرحلة السادسة الخاصة بالكشف على التوكيل وهى مرحلة الكشف عن التزوير والتزييف قائلا: اشكال التزوير متعددة.. فأولها ان يتم تقديم توكيل غير موثق فى الشهر العقارى، و الشكل الثانى ان يكون المؤيد غير مدرج على قاعدة بيانات الناخبين، والشكل الثالث ان يتم تحرير توكيل من نفس الشخص عدد من المرات، وأخيرا عمل توكيل من نفس الشخص لمرشحين مختلفين.. وهى الحالة التى يحال مرتكبها الى النيابة العامة ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تجاوز 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كما يترتب استبعاد تأييده لكل من أيدهم. عملية كشف التزوير تتم عبر برنامج كمبيوتر اعده مهندسو التنمية المحلية التابعون للجنة على الاجهزة الخاصة بمعمل اللجنة العليا حيث يدخل السى دى المعمل لمقارنة ارقام التوكيلات بأرقام التوثيق فى الشهر العقارى للمطابقة بين الارقام فى سجلات الشهر العقارى وارقام التوكيلات، ثم مقارنتها بقاعدة بيانات الناخبين للتأكد من قيده على قاعدة الناخبين، وأخيرا المقارنة بين المؤيدين لكل مرشح للتأكد من عدم تأييد المواطن لمرشحين مختلفين . وتعتبر مخازن اللجنة العليا للانتخابات هى آخر محطة فى حياة التوكيل حيث لا يتم استخدامه مرة اخرى الا فى حالة الطعن أو تقديم شكوى أو اكتشاف حالة تزوير مطابقة لتوكيل لمرشح آخر. وقد ترشح بشكل رسمى 9 مرشحين حتى الآن من بينهم 5 مرشحين عن احزاب و4 مرشحين بنظام التوكيلات والمرشحون هم: احمد عوض الصعيدى وابو العز الحريرى والدكتور محمد عيسى وحسام خير الله وعمرو موسى وابو الفتوح وحازم صلاح ابو اسماعيل والبسطويسى بالاضافة الى رئيس حزب البداية. السنة الخامسة - العدد 349 - الخميس - 5/ 04 /2012