قدم رئيس مالي امادو توماني توري استقالته رسميا من منصبه بعد ان اطاح به انقلاب عسكري في 22 اذار/مارس، مما يفسح المجال امام تنحي الانقلابيين وتسلم الرئيس الانتقالي الحكم ومن اهم اولوياته اعادة الهدوء الى الشمال الخاضع لسيطرة متمردي الطوارق والاسلاميين المسلحين. وتبنت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الاحد خطف القنصل الجزائري وستة من افراد بعثته في غاو بشمال مالي، المنطقة الخاضعة لمتمردين واسلاميين والتي سيشكل فيها ارساء السلام اكبر تحد للسلطات الانتقالية الجديدة في مالي. وصرح وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي للصحافيين عقب لقاء مع الرئيس المخلوع في باماكو "لقد تلقينا للتو رسالة الاستقالة". واضاف "وبالتالي فاننا سنبلغ السلطات المعنية" حتى يتم الابلاغ رسميا عن استقالته واتخاذ الاجراءات الملائمة. واجرى امادو توماني توري اتصالا قبيل تنحيه بديوكوندا تراوري الذي من المقرر ان يخلفه، وتمنى له التوفيق، على ما افادت اوساط تراوري. وبحسب الاوساط فإن توري ابلغ تراوري عن معرفته بعودته الى مالي بعد اسبوعين من الغياب، وحيا الخطاب الذي القاه السبت ودعا خلاله الى الوحدة. وتمنى توري التوفيق لخلفه في مهمته المستقبلية. رئيس مالي امادو توماني توري في 2010 ينص الاتفاق الاطار المبرم الجمعة بين الانقلابيين وممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، على تعيين رئيس للجمهورية ورئيس وزراء انتقاليين حتى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. وصرح وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي للصحافيين عقب لقاء مع الرئيس المخلوع في باماكو "لقد تلقينا للتو رسالة الاستقالة". واضاف "وبالتالي فإننا سنبلغ السلطات المعنية" حتى يتم الابلاغ رسميا عن استقالته واتخاذ الاجراءات الملائمة. وينص الاتفاق على ان يتولى رئيس الجمعية الوطنية، ديونكوندا تراوري، الرئاسة الانتقالية وامامه مع رئيس وزرائه والحكومة التي سيشكلها مهلة اربعين يوما على اقصى تقدير لتنظيم انتخابات لكن الاتفاق يشير الى "استحالة" اجراء الانتخابات خلال هذه المهلة "نظرا للظروف الاستثنائية" والازمة في الشمال، بدون ان يحدد مهلة المرحلة الانتقالية. اما رئيس حكومة الازمة التي ستشكل فغير مؤكد حتى الآن لكن طرحت اسماء عدة بينها عربي من الشمال يدعى ذهبي ولد سيدي محمد العامل لدى الاممالمتحدة في السودان. وتفاقمت الازمة في مالي اثر الانقلاب الذي اطاح في 22 اذار/مارس بالرئيس توري ونفذه انقلابيون اعلنوا انهم سيسلمون السلطة الى رئيس الجمعية الوطنية ديونكوندا تراوري. من جهتها، قالت حركة التوحيد والجهاد الاسلامية في رسالة مقتضبة لفرانس برس ان حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا "تعلن رسميا مسؤوليتها عن خطف القنصل الجزائري وستة من (افراد) فريقه في غاو". وكانت الحركة نفسها تبنت في كانون الاول/ديسمبر 2011 عملية خطف ثلاثة اوروبيين هم اسبانيان وايطالية في تشرين الاول/اكتوبر في غرب الجزائر ما زالوا محتجزين. وحذر مستشار الرئيس الجزائري لشؤون مكافحة الارهاب كمال رزاق بارة الاحد من ان الوضع في مالي يمكن ان تكون له "تداعيات كبرى" على منطقة الساحل. وقال بارة على هامش منتدى في العاصمة الجزائر حول "مكافحة التطرف في منطقة الساحل" انه "من الواضح ان ما يحدث على حدودنا سواء مع مالي او ليبيا يزيد من التوتر ويمكن ان يكون له تداعيات كبرى" على منطقة الساحل. سوق في مدينة غاووقال "هناك مجموعات ارهابية متطرفة تريد ضرب استقرار المنطقة والجزائر ستجد الوسائل الملائمة لمواجهة هذا الخطر". ويواصل رئيس الدولة الانتقالي الاحد في العاصمة مشاوراته مع الطبقة السياسية ويتوقع ان يلتقي قائد الانقلابيين الكابتن امادو سانوغو لكن اللقاء اجل حسب مصدر قريب من الانقلابيين. وتوجه العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الانقلابيين والدبلوماسييين الى الفندق الذي يعتبر المقر العام لتراوري ووزير خارجية بوركينا فاسو الذي يخضع الى حراسة مشددة. وقال مقرب من تراوري لفرانس برس ان "عديدين يتوافدون على هذا المكان وعلى كاتي (معسكر الانقلابيين قرب باماكو) وحيث يوجد توري (الرئيس المخلوع، الذي لم يكشف عن مكانه) لوضع اللمسات الاخيرة" مؤكدا ان "الامور قد تسير بسرعة كبيرة". وقررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا السبت "رفع كل العقوبات المفروضة على مالي منذ الانقلاب" ومنها الحظر الدبلوماسي والاقتصادي والمالي الذي كان يهدد بخنق البلاد بينما صدر عفو عن الانقلابيين. من جهة اخرى، اعلن تشكيل مجموعة مسلحة جديدة اطلق عليها اسم "جبهة التحرير الوطنية لازاد" وعدد اعضائها 500 شخص في شمال شرق مالي. من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت المجلس العسكري في مالي الى "التنفيذ السريع" لبنود الاتفاق الذي رحب به الاتحادين الافريقي والاوروبي والقوة المستعمرة سابقا فرنسا. وفي اجتماع عقد في نواكشوط دعا وزراء خارجية موريتانيا والجزائر والنيجر -التي تشكل مع مالي (التي غابت عن الاجتماع) بلدان +الميدان+- الاحد "بتطبيق فوري وغير مشروط" للاتفاق واعتبروا ان التمرد في شمال البلاد "تشارك فيه مجموعات مسلحة ارهابية". وفي حين كان الانقلابيون يتهمون توري "بعدم الكفاءة" في ادارة الوضع في الشمال، بات نصف شمال البلاد قبل اسبوع يخضع لسيطرة المتمردين الطوارق واسلاميين مسلحين وعدة مجموعات اجرامية. واعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد (طوارق) الجمعة استقلال شمال البلاد، حيث منطقة ازواد مهد الطوارق، في بيان رفضه المجتمع الدولي برمته. ميدانيا يبدو ان حركة الطوارق باتت لا تسيطر على الوضع حيث ان اسلاميي انصار الدين التي يقودها اياد اغ غالي، الشخصية البارزة في حركة تمرد الطوارق خلال التسعينيات مدعوما بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، الذي شوهد ثلاثة من قيادييه في تمبكتو الى جانبه واحدهم مختار بلمختار الذي وصل ليل الجمعة السبت الى غاو. ولوحت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا خلال نهاية الاسبوع مجددا باللجوء الى القوة لوضع حد لانقسام مالي وتنوي ارسال قوة قوامها ما بين الفين الى ثلاثة الاف جندي، لكن مهمتها ووسائلها ما زالت غامضة حتى الوقت الراهن.