يقدّم شيوخ القبائل في المجتمعات الجبلية أرواحهم على طبق من ذهب، ولنقل من عسل، عازمين على تسلق القمم الواقعة على سفوح الهيملايا النيبالية، منزلقين على حبال متقلقلة، وجلّ همهم حصاد العسل من خلايا النحل. ويرسم المتسلقون وينعطفون بمسارهم على جرف جبلي شاهق، مزودين بحماية دخانٍ أسود كثيف، بغية طرد النحل. ويراقب المشهد من الأسفل سكان القرية النائية التي تقع في مركز مقاطعة «كاسكي» النيبالية، حيث يستخدم شيخ القبيلة في مرحلة حصاد العسل عصى أخرى لموازنة سلة يجمع فيها المحصول الدبق الوفير، على بعد مئات الأقدام من الأرض. وتشير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى أن معظم خلايا النحل تقع في أماكن يتعذر الوصول إليها، مثلاً في مواجهة المنحدر الصخري للجبل لتجنب افتراسها، ولزيادة تعرضها لضوء الشمس المباشر.
وبالعودة لطرق جني العسل المعروفة، فإنه خلال هذه العملية، ينتظر جامع العسل بشكل صبور لينتشر الدخان الكثيف، ويؤدي لتشتيت النحل حول الخلية. وعن الوسيلة الطاردة للنحل، يتم استخدام أوراق نباتية لإضرام نيران هائلة. وأشار النيباليون إلى أن أصعب مهمة تقع على عاتق ما يسمى ب «القاطع»، وهو رجل يرتدي رداءً يحميه، ويتسلق أكثر من 50 كيلومتراً من الجبل، ويتحمل مهمة المحافظة على سلامته عند قمة وأسفل السفح الجبلي.
وبعيداً عن تلك المخاطر، تواجه تلك القبيلة النيبالية خطر خسارة مصدر رزقها، جراء التغير المناخي وانخفاض أعداد النحل، وهي أمور تضع كلا مخزون طعام القبيلة والنظام البيئي في خطر محدق. وبحثاً عن حل، بدأت نيبال بالاستفادة مادياً من العديد من السواح الذين يرغبون بخوض تجربة حياة جامعي العسل على سفوح الهيمالايا.
الدفق السياحي شجع جامعي العسل النيباليين على حصاده في غير مواسمه، ما يؤدي لإتلاف خلايا النحل، فضلاً عن جلب بعض السواح لمهاراتهم الحديثة في تسلق الجبال، ما يعجل من خطر انقراض نحل العسل النيبالي.