أدى تمزيق مصاحف في أحد مساجد نواكشوط إلى خروج تظاهرات عنيفة في المدينة، أقدم الأمن على قمعها بالغاز المسيل للدموع، ما أودى بحياة متظاهر على الأقل. إيلاف من بيروت:على تمزيق مصاحف في أحد مساجد مقاطعة تيارت بالضاحية الشمالية للمدينة.
الغاز المسيل للدموع
وانتشرت قوات من الحرس الرئاسي في محاولة للسيطرة على الجموع الغاضبة وإعادة الحياة إلى طبيعتها، مستخدمة قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع.
وخرجت المسيرات الاحتجاجية من عدد من الأحياء والأسواق نحو قلب نواكشوط، للتنديد بتمزيق المصحف الشريف، ما أدى إلى شل حركة المرور. فتدخلت الشرطة للتصدي للمتظاهرين الغاضبين وإبعادهم عن وسط المدينة، خصوصًا أن تظاهرات انطلقت من أمام ساحة كارفور مدريد باتجاه القصر الرئاسي.
وقال شهود عيان إن أحد المتظاهرين توفي اختناقًا بالغازات المسيلة للدموع، التي أطلقتها قوات الأمن أثناء التصدي للمتظاهرين، وقد توفي لدي وصوله إليى أحد مراكز الإسعاف.
بانتظار التحقيق
كما طلب سيد محمد ولد محم، وزير الإعلام الموريتاني والناطق باسم الحكومة الموريتانية، من المتظاهرين الانسحاب من الشوارع، والعودة لمنازلهم ومدارسهم وأعمالهم، وترك مهمة التعامل مع الحادثة المؤسفة للأمن والقضاء الموريتانيين.
وقال ولد محم، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الإسلامية: "تكثف الأجهزة الأمنية تحقيقاتها حول حادث تدنيس المصاحف، وحين يثبت الجرم سيتم التعامل معه بتطبيق شرع الله تعالى في الجناة، والحكومة لا تخفي شيئًا، وستقوم بكل واجباتها في التحقيق في الحادث، في تكثيف البحث عن الجناة، في معاقبتهم".
وأشار ولد محم إلى أن الحادث قد لا يكون بقصد جرمي، مستعيدًا حادثة تدنيس المصحف في مدينة الزويرات قبل أسابيع، والتي اتهم فيها مختل عقليًا.
شائعات
وكانت تقارير إعلامية نقلت عن شهود عيان قولهم إن شبانًا دخلوا مسجدًا في حي تيارت بنواكشوط، ومزقوا أربعة مصاحف، ورموها في باحة المسجد، وفي المكان المخصص للوضوء. وقد أثار ذلك موجة من الاحتجاجات وصلت إلى مناطق مختلفة من العاصمة.
وبعد ذلك، غرقت نواكشوط وضواحيها في موجة من الشائعات، أججت المشاعر، ودفعت بالشبان إلى الخروج في التظاهرات الغنيفة. ودعت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا وسائل الإعلام الموريتانية، مرئية ومسموعة ومكتوبة وإلكترونية، إلى استحضار روح الوطنية والمسؤولية في تغطيتها للأحداث.
وقالت في بيان أصدرته ظهر الاثنين: "إن التعاطي مع المنكر العظيم الذي اقدم عليه بعض المجرمين في مسجد في العاصمة نواكشوط، يتطلب التحلي بالقواعد المهنية في التعاطي مع هذه الواقعة، والابتعاد عن الشائعات المغرضة، وكل ما من شأنه تأجيج الوضع أو إثارة النعرات من أي نوع كانت".
