أكد الشاعر فاروق جويدة ان البابا شنودة كان كتلة شعرية وقولت له ذات مرة الحمد لله انك طلعت رجل دين فقد كنت ستصبح منافسا لى . جاء ذلك خلال الندوة التي استضافه فيها المركز الثقافي القبطى ، وفى بداية الندوة قال الأنبا رميا بان قداسة البابا جلس على الكرسى المرقسى أربعين عاما وأربعه شهور و3 أيام . وقال بان البابا كان فى مركز الأحداث. فقد كتب عنه محمد حسنين هيكل فى كتابه خريف الغضب بان قداسه البابا شنودة كان يمتلك الكثير من المقومات – كان شابا متعلما وكان كاتبا متمرسا وكانت شخصيته قوية الى جانب كثير من صفات الزعامة الى جانب مركزه وكان قداسته قداسة البابا مصريا عربيا ووقف بصلابة ضد اى تدخل اجنبى فى شئون مصر . أحب اللغة العربية والشعر العربى . كما احب الكتاب المقدس وأحب مصر بمسلميها ومسيحييها. ترك لنا قداسة البابا ارث من التسامح والتاخى بين اتباع الشعب الواحد وسيظل ماثلا أمام المصريين وكلنا نتطلع الى مرحلة جديدة بكل ما تنتظره من حياة ومن التمدن ومستقبل ننهال منه. وتكلم الشاعر الكبير فاروق جويدة قائلا بان قليلون هؤلاء الذين نحفظهم فى قلوبنا حتى وان رحلوا نكون اكثر احساسا وكانوا معنا فى كل الحالات. فالبابا بعيدا عن العقيدة ، فهو رمز دينى عظيم من رموز هذا الوطن ، وقبل هذا فهو انسان احببته بكل معنى الكلمة ، فقد كان كتلة شعرية . وقال الشاعر الكبير بان اول لقاء مع قداسة البابا كان فى 1986 وكانت لى مسرحية تعرض فى المسرح القومى وكانت الحكومة ضد هذة المسرحية .فقولت اعمل لها حشد فاتيت بمحمد عبد الوهاب والاستاذ هيكل والاستاذ بهاء والشيخ الشعرواى واتوا كلهم لمشاهدة المسرحية. المسرحية كانت تحكى عن تاريخ الطغيان فى العالم العربى من خلال شخصية الحجاج . فكلمت البابا وقولت له انى اريدك ان تشاهد المسرحية وانا ايضا اريد ان اشاهد حضرتك، فوافق . وفى بدايه الكلام تكلمنا عن الشعر ، وتكلمنا عن الاديان والتوحيد وموضوعات كثيرة. وأضاف الشاعر الكبير بأنه منذ هذه اللحظة احببته ، أحببته فى صفاء نفسه أحببته فى شفافيته أحببته فى ثقافته احببته فى تنوعه. ويومها تكلم البابا بإعجاب شديد عن شخصية الخليفة عمر بن الخطاب كنموذج للعدل الانسانى. ووصف الشاعر الكبير قداسه البابا شنودة بالطائر الذى يحب ان يحلق بعيدا وعاليا حتى ترى الصورة واضحة ومجرده ، يرها على حقيقتها . وانا اضع البابا فى هذا السياق فقد حلق بعيد وراى العالم بعينين اكثر شفافية ونقاء فتجرد من محبة العالم واضاف بان جنازة البابا كانت تجمع جميع المصريين ، فالكل لم ينظر له على انه رجل دين – بل كانسان – كل التوجهات اجمعت عليه لانه اختار منطقة الكل مجمع عليها وعندما تدخل هذة المنطقة .البابا شنودة عاش فى المنطقة التى نتفق عليها جميعا .حتى فى كلامه كان بليغا وحتى فى صمته فقد اكان ابلغ من اى كلام،حتى فى غضبه كنت تشعر بالغضب الرحيم . وقال الشاعر الكبير فاروق جويده بان الجانب الثانى لقداسه البابا بانه كان يحب الثقافة العربية . فالبابا جزء من هذا النسيج ولذلك فقد كان قداسه البابا يفضل الثقافة العربية على الثقافات الاخرى. كان ممكن ان ينبهر بثقافة اخرى .فقد كان قارئ للثقافة الغربية وقارئ لطاغور .لكنه كان يحب احمد شوقى ومتاثرابه. وبالرغم من التناقض الشديد بين جبران واحمد شوقى ، لان جبران تربى فى مناخ اخر فى المهجر وعاش تجربة مختلفه عن احمد شوقى لكن البابا جمع الاثنين وتاثر بمدرسة الشعر فى المهجر ايليا ابو ماضى وجبران خليل جبران .وتاثر ايضا بابراهيم ناجى .فقد عمل البابا تركيبه مصريه عربية وانسانية . وأضاف بان امثال البابا شنودة لا يموتون فهذه الرموز تظل فى الوجدان وعن الشعر فى حياةقداسة البابا فقال ( ضاحكا ) بان البابا كان يمكن ان يكون منافسا لى لو لم يكن رجل دين .واشار الى ان وداع البابا لم يكن وداعا مسيحيا بل كان وداعا مصريا وعربيا واسلاميا ، ودعنا جسدا ولكنه سوف تبقى روحه معنا. وطالبت احدى الحضور الشاعر الكبير بان يكون له دور فى غرس القيم والمبادئ فى المجتمع. فرد عليها الشاعر الكبير بانه لا يدخر وسعا فى ذلك. وانه دائما ما يكتب عن ذلك فى مقالاته ومسرحياته . واضاف بان معاركه مع النظام الراحل وايضا الحالى من اجل هذه القيم والمبادئ . وأضاف بأنه منذ سنوات كتب مقاله تم تحويله على اثرها الى النيابة وأصبت بأزمة قلبية وان الأطباء بالبعد عن الانفعال لان فى حياتى فى خطر وخرجت من المستشفى 2005 ولكن خرجت اكثر ضراوة وحده ضد الفساد ولم اكن ضد أشخاص وأضاف بان لديه يقين باننا بلد محترم جدا وعظيم جدا ولكن للأسف فان بعض الذين حكمونا وبعض المهرجين من الشعب لم يستطيعوا ان يفهموا حقيقة هذا الوطن. وتعجب الشاعر لكبير فاروق جويدة من الذين يدعون الى الحوار مع الاخر وقال اذا كان الآباء لا يتحاورون مع ابناءهم فكيف يتحاورون مع الأسبان او الأمريكان؟! واشار الى ان اختياره ضمن اعضاء اللجنة المؤسسة للدستور والى انه فى الاجتماع الاول حاول لم الشمل . ولكن وجد ان البعض انسحب وطالبه البعض الاخر بالانسحاب ورديت بانه لم يتعود على الانسحاب . وتسال فى حاله ما انسحب الجميع ..وبعدين؟ . ودعى الجميع الى التجرد قليلا وان يفكر فى جاره او زميل العمل واضاف بان الانانية المفرطة التى اصابت المصريين خربتنا داخليا واكد بانه لا يسعده الى السكنى فى قصر جميل جدا وسط خرابة واعطى مثال لذلك للقطامية والتى تحيط بها العشوائيات الفقيرة جدا مثل منشية ناصر . واشار الشاعر الكبير الى انه مستعد للمشاركة فى اى ندوة خاصة بالبابا شنودة او اى شئ يتعلق بهذ الوطن .اى شئ يخص المسيحيين والمسلمين . وعن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين قال بانه فى الماضى لم يكن هناك حاجة اسمها مسيحى ومسلم وانه ايام الجامعة لم نكن نعرف ديانة الاخر . وانه كان لديه صديق مسيحى ، ساعات كان بيقول لى انا رايح الكنيسة فكنت اقوله خدنى معاك وايضا كان يذهب معاى الى الحسين وادخله معايا .مكنش عندنا البعبع ده ( فى اشارة الى عدم قبول الاخر والتعصب).وتسال الشاعر الكبير ، ايه مسيحى وايه مسلم؟ كلنا مصريين .كلنا شربنا من مياه واحدة ومالناش قبر غير ده ومالناش وطن غير ده . واضاف بانه يفكر فى كتابة مقال بعنوان العقل المصرى يحتاج الى اعادة تاهيل لكى يعود مرة اخرى الى ثوابته ومحبته وفكره .وقال اقولها بكل صراحة وصدق وامانة بان المصريين فى حاجة الى اعادة تاهيل. واكد الشاعر فاروق جويدة بانه مستعد الى ان يسامح النظام السبق على الفلوس اللى نهبوها وفى الاخطاء التى ارتكبوها والبلاوى اللى عملوها ولكن لن اسامح فى تجريف العقل المصرى فتجريف العقل المصرى جريمة لا تغتفر. وتسال الشاعر الكبير قائلا ،هل يعقل باننا (مش لقيين ناس ) تحط لنا الدستور ؟ هل يعقل بان نصدق لما يقولوا دخلوس كنيستين وحرقوهم.؟ دى عصابة كانت بتضحك علينا. وانتقد الرئيس السابق قائلا بان الرجل الذى ينام على النقالة وحابينه للمحكمة والذى حكم مصر 30 سنه .مش عايز يقوم ويقول كلمتين للتاريخ ؟ دا لو انا بموت هقوم شامخ وافرد صدى واقول الكلمتين ووتسال بتعجب قائلا هل هذه هى مصر التى نعيش فيها ؟ ...كل شوية بنتخانق مع بعض ! .. فيه اية؟...فيه وحدة مسيحية تزوجت مسلم ...ما يتزوجوا.. مسلمة تنصرت..ما تتنصر ...اذا كان ربنا سبحانه وتعالى قال (لكم دينكم ولى دينى) و( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ....هل هى هذه الاديان؟ ....الاسلام 90 فى المائة معاملات و10 فى المائة عبادات. ..90 فى المائة معاملات .....هذه هى الاديان التى نحن فهمنها وتسال هل الديانة المسيحية ناقصه واحدة ؟. هناك اكثر من 85 مليون مصرى .هل هينغص حياتهم 5 او 7 او 8 او 10 ..هنا او هناك .... ما هذا التسطيح فى الفكر؟ . وقال بانه يتمنى بان نبتدى نفكر....وطالب باعادة تاهيل العقل المصرى. وتكلم السفير اسماعيل خيرت نائب وزير الاعلام ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات فقال عن البابا شنودة بانه عندما تتكلم عن رجل دين وصل الى اعلى مراتب الكهنوت انسان عظيم ببساطته فهو ليس انسانا عاديا فالحكمة تاتىى كل كلماته والبابا بحكمته جعل كل شعب مصر يريد ان يتقرب منه ووداعه كان لمصريين جميعا وليس للمسيحيين فقط . ويحتاج للكلام عن ما قام به سنيين كثيرة.فيجب التكلم عن الدور السياسى ويجب ان تدرس مواقف البابا الوطنية . واتمنى ان تكون هناك سلسلة من الندوات فهناك المواقف السياسية والدينية الى جانب مواقف الوحدة الوطنية.