يبدو أن أموراً رائعة تنتظر تايلور كيتش. فقد شارك هذا العارض السابق والممثل الثانوي في النسخة التلفزيونية من برنامج Friday Night Lights في اثنين من أهم أفلام الخيال العلمي لسنة 2012. يؤدي تايلور كيتش دور «جون كارتر» في الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه من إنتاج شركة ديزني، وهو نسخة مقتبسة وعالية الميزانية من قصص John Carter of Mars للكاتب إدغار رايس بوروز. في شهر مايو المقبل، سيكون من الأسماء البارزة في فيلم Battleship من إنتاج شركة Universal. ضمن سلسلة طويلة من المقابلات والأحداث الخاصة بالترويج للفيلم، قال كيتش: «يبذل الممثل قصارى جهده لبلوغ مرحلة مماثلة ويحاول إيجاد فيلم قوي والحصول على دور في ذلك الفيلم القوي. أما أنا، فقد وجدتُ فيلمين من هذا النوع!». من خلال هذين الفيلمَين وشركتَي الإنتاج، تراهن هوليوود بحوالى 450 مليون دولار على هذا الشاب الوسيم الذي يبلغ 30 عاماً. لكن يراهن كيتش على أمور أخرى أيضاً. فهو يسعى إلى ترسيخ نفسه كنجم سينمائي في فيلمين مكلفين تلقّيا انتقادات كثيرة قبل عرضهما من الخبراء في أعمال الخيال العلمي. يتساءل المعجبون في كل مكان عما إذا كان هذا الممثل سيصبح نسخة جديدة عن سام ورثينغتون (Avatar)، أو كريس باين (Star Trek)، أو غاريت هيدلاند (Tron). هل سيكون الفيلمان جيدين بما يكفي لترسيخ نجوميته؟ يقول جيمس أوهلي، محرر في الموقع الشهير SciFiMoviePage.com: «لم يصبح سام ورثينغتون نجماً من الصف الأول بعد مشاركته في أنجح فيلم على الإطلاق (Avatar)». اشتهر ورثينغتون بعدما شارك في أحد أجزاء فيلم Terminator ثم Clash of the Titans وAvatar، لكنه وجد صعوبة في تحقيق النجاح في أنواع أخرى من الأفلام. يبدو أن كيتش يتقبّل المجال الجديد الذي يبرع فيه. يمكن أن يقول الآخرون إن التمثيل يبقى تمثيلاً بغض النظر عن نوع الفيلم. لكن يدرك كيتش أن العمل أمام خلفية خضراء ووسط معدات ووحوش غريبة يضيف إليها فريق العمل التأثيرات اللازمة في مرحلة ما بعد الإنتاج يختلف عن التمثيل الحقيقي. لا يعترف كثيرون بذلك. يوضح كيتش: «عندما تتفاعل مع علامة تظهر على شاشة خضراء ضخمة يُفترض أن تحلّ مكان سفينة فضائية تتحرك باتجاهك من المريخ، لا يشبه الأمر مشهداً غرامياً في فيلم كوميدي. بل يجب أن تغوص في أعماقك وتستخرج الطفل من داخلك وتستعمل مخيلتك وتفكر كيف كان طفل في السابعة من عمره ليتصرف عند رؤية شيء خيالي لهذه الدرجة. يجب أن نثق دوماً بمخرج العمل وبقدرته على إظهار الممثل بصورة جيدة. ويجب أن تكون الثقة أكبر من ذلك عند تمثيل مشهد مع كيان مبهم لم يظهر في الفيلم بعد. يصور فريق العمل ما نفعله والطاقة التي نبذلها في المشهد على الكاميرا ثم يضيف التأثيرات اللازمة بعد وصفها لنا ويعدنا الجميع بأننا سنبدو مدهشين في المشهد». الحرب الأهلية في الفيلم، «جون كارتر» هو في الأصل من مقاطعة كولومبيا البريطانية وهو محارب شارك في الحرب الأهلية، لكنه يجد نفسه فجأةً على كوكب المريخ وسط حرب أهلية أخرى. كان يبحث عن الذهب في الصحراء الجنوبية الغربية. أما الآن، فيخوض مغامرة مميتة على كوكب أشبه بالصحراء ويواجه مشاكل مشابهة لتلك التي عاشها في بلده. يذكر كيتش: كان الكاتب بوروز سابقاً لعصره وكانت أعماله الخيالية العلمية تشمل عنصراً اجتماعياً مهماً. لكن لسوء الحظ، ما زلنا نتحدث حتى الآن عن معظم الأمور التي كان يتطرق إليها مثل العنصرية والدين والحروب الأهلية، وها نحن نحارب الصراعات نفسها بعد مرور مئة عام». لم يعترف كيتش إذا كان يترقّب نتائج إيرادات شباك التذاكر بشيء من التوتر بعد افتتاح الفيلم أم أنه يشعر بالقلق حتى يعرف إذا كانت المقتطفات الأولى من فيلم Battleship، حيث تظهر مواجهة بحرية مع الكائنات الفضائية، ستثير ضحك المشاهدين. بحسب أوهلي، لا داعي لأن يقلق كيتش «فهو يتمتع بمظهر جذاب ومهارة جيدة وسيجد حتماً أدواراً مستقبلية في أفلام أخرى مع أنها قد لا تحصد بالضرورة إيرادات بملايين الدولارات». يؤكد كيتش أنه يحاول بكل بساطة الاستمتاع بهذه التجربة: «يفكر الآخرون بالمرحلة المقبلة: هل سيصدر جزء ثانٍ أو ثالث من فيلم John Carter؟ هل سيصبح فيلم Battleship سلسلة من أجزاء عدة؟ شخصياً، أعيش الحاضر». يشارك كيتش في فيلم Savages للمخرج أوليفر ستون وقد يلعب دور جندي في البحرية في فيلم Lone Survivor للمخرج بيتر بيرغ (مخرج فيلم Battleship). يوضح كيتش: «فخور بمجموعة الشخصيات التي جسدتها في السنوات الأخيرة ولا شك أنني سعيد لأنني عملت مع أشخاص مدهشين مثل بينيسيو ديل تورو، وأوليفر ستون (Savages)، وبيتر بيرغ، وليام نيسون (Battleship)، وويليم دافو وأندرو ستانتون (John Carter). أخطط للقيام بدور جدي وشجاع للغاية في المرحلة المقبلة. كل ما أتمناه هو عدم الاضطرار إلى العمل أمام شاشة خضراء هذه المرة. لقد اكتفيت من ذلك راهناً».