بعيدا عن تكهنات جهابذة السياسة ومن يطلقون عليهم مجازا نشطاء السبوبة، وحسابات المكسب والخسارة على الأرض، يبقى حب المصريين للفريق أول عبد الفتاح السيسى غير قابل للمساس، لكن هنا لابد أن نتساءل لماذا يحب المصريون عبد الفتاح السيسى؟ الحقيقة، الإجابة تحتاج إلى تفكير، وربما كانت ناتجة عن العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام، مثل هل شغل السيسى نفس كم المشاعر التى كان يكنها المصريون للإخوان؟ فمشاعر خيبة الأمل والدهشة والكراهية التى كنها المصريون للإخوان، سرعان ما تحولت لحالة حب كبير للشخص الذى درأ عنا مفاسد الجماعة اللعوب.
هل يفوز عبد الفتاح السيسى إذا ما ترشح لانتخابات الرئاسة أيا كان خصمه؟..
- نعم يفوز .. وباكتساح، ولن يستطيع أى مرشح الصمود أمامه، فنجاح السيسى مضمون من الجولة الأولى؟؟..
لماذا؟؟..
- لأن رصيده لا يقارن بأى مرشح آخر ..
حتى وإن كان المرشح الآخر هو حمدين صباحى صاحب الأربعة ملايين صوت فى الانتخابات الرئاسية السابقة .. وهل حمدين يتمتع بحب من المصريين مثله مثل السيسى؟..
- نعم حتى وإن كان المرشح حمدين، أو غير حمدين.. وقصة الأربعة ملايين صوت لها أسباب بعيدة عن مسألة الحب أو الكره..
- ما هى أسبابها؟؟ ..
- عدم إنتاج النظام السابق، لذا ذهبت إليه أصوات معارضى الفريق أحمد شفيق .. علاوة على أصوات المرعوبين من مشروع الإسلام السياسى، فكان هو البديل التوافقى للفريق شفيق والدكتور مرسى، غير أن عددًا كبيرًا جدا من مؤيدى حمدين لم يكونوا تعرفوا على مشروعه أو برنامجه، فهو ليس أكثر من خيار ثالث، لخيارين أحلاهما مُر.
- وهل ينجح حمدين فى حصد نفس عدد الأصوات التى حصدها خلال الانتخابات الأخيرة؟؟
- الموضوع أيضا ليست له علاقة بحمدين، بينما له علاقة بالسيسى. وربما عبد المنعم أبو الفتوح.
- تانى السيسى؟
- نعم لأن جميع الأدوات تتعلق بقرار ترشحه، إذا ترشح لن يحصد حمدين الأربعة ملايين صوت التى حصدها من قبل، فالظروف التى ساعدت حمدين مرة، ستكون ضده هذه المرة، حتى أصوات تيار الإسلام السياسى لن ينجح حمدين فى حصدها، لأن الغالبية العظمى منها ستصب فى مصلحة عبد المنعم أبوالفتوح صاحب الألف رأى!.
- ماذا لو ترشح الفريق أحمد شفيق؟..
- فى حال ترشح السيسى لن يترشح الفريق، وفى حال عدم ترشح السيسى ستكون فرصته متساوية بحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح .
- وهل حظوظ أبو الفتوح كبيرة فى الفوز؟
- لا .. فهو أصبح كالأرض المحروقة التى لن ينتفع بها أحد، حتى الإخوان!
- وهل سيترشح السيسى لانتخابات الرئاسة؟؟ .. وكيف لا يترشح إذا كان يحب مصر وهو منقذها الوحيد فى هذه المرحلة؟؟..
- المسألة تخضع لرأيه الشخصى بنسبة كبيرة، علاوة على الضغوط الدولية التى تطالبه بعدم الترشح؟.
- وما الذى يدفعه للترشح؟؟..
- حبه لمصر وشعبها؟؟..
- وما الذى قد يدفعه لعدم الترشح؟؟..
- إذا شعر بأن ترشحه سيلحق بالبلد أضرارا بالغة ..
وهل سيلحق ترشحه أضرارا بمصر؟..
- مع الضغوط الدولية قد يحدث ذلك .
- والحل؟؟..
إما أن نسانده ونقف إلى جواره ونحتمل ظروفا اقتصادية صعبة، أو أن ننصرف عنه.
وفى حال انصرافنا؟؟..
- تكون كل مشاعر الحب التى نحملها له أشبه بمشاعرنا نحو باسم يوسف الذى اختفى فلم نشعر بأى فراغ فكأنه لم يكن.
- المصريون بشكل عام يعيشون فى ظروف صعبة، وربما لا ينجحون أصلا إلا فى مثل هذه الظروف، وحبهم للسيسى يجعلهم يحتملون ويقفون إلى جواره كتفا بكتف حتى تستعيد الدولة توازنها.