شهدت اليوم "الثلاثاء" محافظة بني سويف، أحداثاً عديدة فى أول أيام الإستفتاء على مشروع الدستور الجديد، حيث بدأ الناخبين التوافد على اللجان منذ الساعة الثامنة صباحاً قبل موعد بدء التصويت بساعة، وشهدت اللجان إقبالاً كثيفاً مع الساعات الأولي خاصة من كبار السن والسيدات.
ودقت الكنائس ببني سويف أجراسها - منذ الصباح - إحتفالًا بيوم الاستفتاء على الدستور طالب خلالها الإباء الكهنة شعب الكنيسة بالذهاب إلى لجان الاستفتاء للتصويت وإبداء رأيهم، فيما شاهدت لجان منطقة بني عطية التي تشاهد زيادة عددية لأصوات الناخبين من الأقباط إقبالًا ملحوظًا منذ الساعات الأولى من الصباح، وصرح القس "فرانسيس فريد" وكيل مطرانية بني سويف، بأنه قد طالب الأسر المسيحية بضرورة التوجه للمشاركة فى الإستفتاء لأنه واجب ديني ووطني .
وبعد مرور ساعتين تقريباً على بداية التصويت إنفجر بركان من مسيرات وتظاهرات أنصار جماعة الإخوان ومؤيدي الرئيس المعزول فى محاولة منهم لتعكير الصفو وإفساد العرس هذا الديمقراطي، وحاولوا إرهاب الناخبين ومنعهم من التوجه للجان تارة الهتافات المضادة للدستور وتارة أخرى بمحاولة إقتحام بعض اللجان، ولكن قوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين اللجان كانت لهم بالمرصاد، وأشتبكت معهم فى البداية بمحيط مدرسة "صلاح سالم" بمدينة ناصر شمال المحافظة، وأٍسفر الإشتباك عن مصرع أحد الشباب المشاركين فى التظاهرة ويدعي "محمود سيد جمعة 25سنة" بعد إصابته بطلق ناري، كم أسفر الإشتباك عن إصابة 2 آخرين تم نقلهم لمستشفي ناصر المركزى .
وفي قرية الميمون التابعة لمركز "الواسطي" شمال المحافظة ، حدثت إشتباكات أخري أمام لجنة المدرسة الإبتدائية بين متظاهرين ينتمون لجماعة الإخوان وقوات الجيش والشرطة ، حاولوا التظاهر أمام مقر اللجنة وأٍسفر الإشتباك عن إصابة "أمين شرطة" بطلق ناري فى البطن، وتم نقله لمستشفي التأمين الصحي بمدينة بني سويف.
وفى مدينة بني سويف، التى شهدت إقبالاً كثيفاً من المواطنين، فقد تمكنت فضت قوات الجيش والشرطة من فض تظاهرتين لأنصار الرئيس "المعزول" ، الأولى بميدان مولد النبي وسط المدينة والثانية بشارع صلاح سالم أمام مسجد على بن أبى طالب، وذلك بإستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع ، رداً علي محاولة تعطيل سير عملية الاسفتاء، مما أسفر عن إصابة 10 أشخاص بإختناق بسبب الغاز .
وبعد أن هدأت الأمور تدريجياً خرج المستشار "مجدي البتيتي" محافظ بني سويف، فى جولة تفقد خلالها عدداً من اللجان الإنتخابية، وأطمأن على إنتظام عملية التصويت، وفى نهاية الجولة التفقدية
قام المحافظ بالإدلاء بصوته الإنتخابي بلجنة مدرسة الخيرية الاعدادية بمدينة بني سويف والتي تم تخصيصها للمغتربين والوافدين.
ثم قام الدكتور "شعبان عبد العليم" الأمين العام المساعد لحزب النور, بالإدلاء بصوته فى لجنة مدرسة الإعدادية الحديثة بنات بمسقط رأسة بمحافظة بنى سويف، وأشاد "عبد العليم" عقب خروجه من لجنة الإستفتاء, وتواجد قوات الأمن سواء من الجيش أو الشرطة وتنظيمها لعملية الإستفتاء, مؤكداً أن نسبة التصويت بنعم على الدستور ستشهد نسبة مرتفعاً لنظراً لما لمسه من إقبال كبير للمواطنين على اللجان.
وفي جنوب المحافظة وبالتحديد فى مدينة ببا قام الأهالى بمعاونة قوات الجيش والشرطة فى فض مظاهرة لانصار جماعة الاخوان، المعارضة لعملية الإستفتاء، بعد مطاردة الأهالى للمشاركين فى التظاهرة فى شوارع المدينة، وتطور الأمر إلى إشتباك باطوب والحجارة بين الأهالى والمتظاهرين، أسفر عن إصابة 7 من أنصار جماعة الإخوان .
ومع تجدد أعمال العنف والشغب "الإخوانية" قامت قوت الجيش والشرطة، بإلقاء القبض علي 4 من جماعة الإخوان أثناء محاولتهم إلقاء قنابل المولوتوف أمام لجنة مدرسة سان مارك الخاصة بشارع عبدالسلام عارف في مدينة بني سويف بهدف أثارة الذعر بين الماره والناخبين،
وأكد اللواء ابراهيم هديب مدير الأمن أنه تم العثور بحوزة المقبوض عليم علي مجموعة من زجاجات المولوتوف لافتاً إلي أن اللجنة التي إستهدفها الإخوان لم تتأثر بالواقعة، حيث يواصل الناخبون توافدهم بشكل طبيعي بعد سيطرة القوات علي الموقف.
ومع إقتراب نهار أول أيام الإستفتاء من نهايته أكتشفت أدارة المفرقعات بالحماية المدنية قنبلة بأحدي السيارات القديمة أمام مجمع مديرية التموين والتجارة الداخلية بشارع عبد السلام عارف ببني سويف بعد قيام الأهالي بشكهم في أحد الأشخاص يقوم بوضع شئ غريب في السيارة الخردة الموجودة بجانب الطريق، هرعت ادارة المفرقعات بقيادة الرائد محمد عبد التواب، وقاموا باستخراج الجسم الغريب واتضح انه قنبلة عبارة عن زجاجة بها مواد ملتهبة شديدة الانفجار ومسامير وموصلة بمفجر للتفجير عن بعد .
ومع دخول ظلام الليل على مدينة سمسطا غرب المحافظة، وقعت إشتباكات بين أحد المواطنين وقيادي إخواني يدعى "علي. أ. ل"، إثر قيام الأول بتشغيل أغنية "تسلم الأيادي" أمام المحل التجاري الخاص به، مما أثار حفيظة الإخواني، وقاما بالتراشق بالألفاظ والاشتباك بالأيدي، وتدخلت قوات الجيش والشرطة لفض الاشتباك، وتدخل كبار العائلات بالمدينة بحل الخصومة بطريق ودية.
وقبل إغلاق صناديق الإقتراع بأقل من ساعة شهدت قرية أشمنت، التابعة لمركز ناصر شمال المحافظة ، دوي إنفجار قنبلة بدائية الصنع، بجوار مدرسة البنات بشارع صلاح سالم ، ولم يسفر الانفجار عن وقوع أي إصابات، بينما تسبب في نشوب النيران حولها بنحو متر، وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على النيران بمعاونة أهالى القرية.
ومع حلول الساعة التاسعة، وهو الموعد الذى حددته اللجنة العليا للانتخابات، أغلقت لجان الاستفتاء أبوابها وأستمر التصويت لحين إنتهاء الناخبين بداخل مقار اللجان من الإلاء بأصواتهم، ثم قام رؤساء اللجان بإغلاق الصناديق ، وقامت قوات الجيش بنقل الصناديق فى غرفة واحدة تمهيدًا لتشميعها بالشمع الأحمر من قبل القاضى المشرف على اللجنة, وأغلقت أبواب المدارس المتواجدة بها اللجان.
جدير بالذكر أن عدد المقيدين بالجداول الانتخابية بمحافظة بني سويف يبلغ مليون و 450 ألف ناخب يدلون بأصواتهم أمام 931 لجنة فرعية، ويبلغ عدد القضاة المشرفين على اللجان بالمحافظة 422 قاضي.
