تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الثلاثاء في سيول على العمل لانقاذ التحالف ضد الارهاب الذي اوشك على الانهيار بعد اكثر من عشرة اشهر على انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة بين بلديهما. والتقى الزعيمان على هامش قمة الامن النووي في سيول، في اول لقاء يجمع الزعيمين منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في هجوم اميركي في باكستان. وشهدت العلاقات المتوترة اصلا بين البلدين بعد مقتل بن لادن في عملية لفرقة الكوماندوس الاميركية في باكستان، تدهورا بعد مقتل 24 جنديا باكستانيا بغارات مقاتلات اميركية من افغانستان شنت هجوما على معسكرهم في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بالقرب من الحدود مع افغانستان. وصرح اوباما للصحافيين "يجب ان اقول بصراحة انه مرت اوقات خلال الاشهر العديدة الماضية شهدت فيها علاقاتنا توترا". واضاف "لكنني ارحب بقيام البرلمان الباكستاني وبعد دراسة مستفيضة بعملية مراجعة لطبيعة هذه العلاقات". وتابع "اعتقد انه من المهم ان تصوب الامور واعتقد انه من المهم بالنسبة لنا ان نجري حوارا صريحا ونعمل على حل هذه المسائل". واعرب الزعيمان عن رغبتهما في ان يحل الامن والاستقرار في افغانستان التي تمزقها حرب طويلة شهدت العديد من الانتكاسات من بينها مقتل مدنيين افغان برصاص جندي اميركي والهجمات على قوات الحلف الاطلسي من قبل جنود افغان. وقال اوباما "نحن مهتمان بافغانستان مستقرة وآمنة وفي منطقة مستقرة وآمنة". وقال جيلاني ان باكستان التي تشهد اعمال عنف اوقعت قرابة خمسة الاف قتيل منذ 2007 "ملتزمة مكافحة التطرف. نريد الاستقرار في افغانستانوباكستان". واضاف متوجها الى اوباما "نريد ان نعمل معكم". وطالب نواب البرلمان الباكستاني من الولاياتالمتحدة تقديم اعتذار ودفع ضرائب على قوافل الحلف الاطلسي وذلك في توصيات قدموها للبرلمان ومن المقرر مناقشتها تمهيدا لاعادة فتح خطوط امدادات الحلف الاطلسي للحرب الافغانية. وكشف تحقيق اجراه الحلف الاطلسي في الهجوم الذي وقع في 26 تشرين الثاني/نوفمبر على الحدود الباكستانية الافغانية عن ان القوات الدولية والقوات الباكستانية ارتكبت اخطاء في الحادث. الا ان باكستان رفضت نتائج التحقيق. وذكر مسؤولون اميركيون ان الرئيس الاميركي اعرب عن احترامه لسيادة باكستان، وسط مساعي الزعيمين لاستعادة الثقة بين حكومتيهما في الاجتماع الذي هدف الى تصفية الاجواء. وقال بن رودس كبير مساعدي اوباما "لقد كان هذا اجتماعا حقق تقدما مهما لدى الجانبين حيث تمكنا من الاستماع مباشرة الى بعضهما البعض حول ارائهما حول مختلف القضايا التي يتعاونان بشانها". غير ان رودس، نائب مستشار الامن القومي، رفض الكشف عن تفاصيل حول نوع العمليات المناهضة للارهاب التي ناقشها الزعيمان. ولم يكشف ايضا ما اذا كانا سيناقشان مسالة الغارات الجوية التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار. ولم يظهر اي مؤشر كذلك حول ما اذا كان جيلاني واوباما ناقشا مقتل بن لادن في ابوت اباد في باكستان في ايار/مايو الماضي في عملية شنتها قوات اميركية خاصة دون معرفة اسلام اباد. واعتبرت تلك العملية اهانة لحكام باكستان وجيشها. وهددت الازمة بشان الغارات الجوية التي تشن على المنطقة الحدودية تحالف مكافحة الارهاب. واغلقت اسلام اباد حدودها مع افغانستان بعد الهجمات التي شنها حلف الاطلسي، حيث انها اثارت غضبا في باكستان خاصة مع عدم تقديم الولاياتالمتحدة اعتذارا عليها. كما امرت الحكومة الباكستانية القوات الاميركية بالخروج من قاعدة يتردد انها تستخدم لانطلاق الطائرات الاميركية بدون طيار لشن هجمات ضد القاعدة وطالبان في افغانستان. ويتعرض جيلاني لضغوط سياسية مكثفة في بلاده زادها تهديد حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة اعضاء البرلمان اذا صوتوا لدعم استئناف الامدادات لقوات حلف الاطلسي في افغانستان. وينتشر نحو 130 الف جندي اجنبي في افغانستان التي ليس لها منفذ بحري، يشنون حربا منذ عشر سنوات ضد التمرد الذي تقوده حركة طالبان، ويعتمدون على امدادات الوقود والغذاء والمعدات من الخارج. ونصف جميع الشحنات المتوجهة الى القوات الاجنبية تمر عبر باكستان. كما يتعرض اوباما لضغوط سياسية في بلاده بسبب الحرب الاميركي ضد الارهاب التي يخوضها في جنوب اسيا مع استعداداته لخوض السباق على الرئاسة والفوز بولاية ثانية. واظهر استطلاع نشرته شبكة سي بي اس/نيويورك تايمز الاثنين ان الدعم الشعبي للحرب يتضاءل بشكل سريع حيث قال 69% من المشاركين في الاستطلاع انه يجب سحب القوات الاميركية من ارض المعركة. ويرغب اوباما في نقل المسؤولية الامنية في افغانستان الى القوات الافغانية العام المقبل، الا انه حذر من ان الولاياتالمتحدة "لا تستعجل الخروج" من افغانستان.