استمرت المعارك، الجمعة، ولليوم الثالث على التوالي، في مدينتي الفلوجة والرمادي، حيث تحاول القوات الحكومية مدعومة بما يعرف ب"أبناء العشائر" دحر مسلحي "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وعلى الرغم من تمكن القوات المشتركة من جيش وشرطة في استعادة بعض الأحياء في المدينتين الواقعتين بمحافظة الأنبار، لا تزال الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تسيطر على بعض الأحياء الاستراتيجية.
وفي الرمادي، يستعد الجيش العراقي مدعوما بالجان الشعبية من أبناء العشائر لاقتحام حيي البوفراج والخميرة شرقي المدينة، والذين يقعان على طريق تستخدمه القوات الحكومية لإرسال التعزيزات إلى الرمادي.
وفي حين تواصلت المعارك والمناوشات في شرق المدينة، قال مراسل "سكاي نيوز عربية" إن وسط الرمادي والمناطق الغربية والشمالية تشهد هدوءا حذرا، وذلك بعد أن اقتحمتها القوات الحكومية ودحرت المسلحين.
وتزايدت التوترات في محافظة الأنبار التي يشكل السنة غالبية سكانها منذ أن فضت الشرطة العراقية مخيم احتجاج بالرمادي أدى إلى سقوط 13 قتيلا، وسيطرة آلاف المسلحين على مباني الحكم المحلي بالفلوجة والرمادي.
وقال شهود، الجمعة، إن المسلحين لايزالون يسيطرون على معظم مناطق الفلوجة التي ينتشر على تخومها حشود عسكرية استعدادا لاقتحامها بالتزامن مع قصف الجيش العراقي لأحياء في المدينة.
وكان رئيس الوزراء، نوري المالكي، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني في الأنبار بعيد فض الاعتصام، دعا الثلاثاء الجيش إلى الانسحاب من المدن، لكنه عاد وتراجع عن قراره الأربعاء معلنا إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة.
وفي موازاة ذلك، استغل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض الاعتصام، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين.
يشار إلى أن اعتقال الجيش العراقي للنائب أحمد العلواني كان قد فجر غضب الشارع في محافظة الأنبار التي اعتبرت قياداتها السياسية أن العملية تأتي في سياق محاولة المالكي تأجيج النزاع المذهبي في بلاد تشهد تصاعدا في حدة العنف.