تشتهر قرية شنوان التى تبعد عن مدينة شبين الكوم 5 كيلو مترات بصناعة الجريد وتشكيله لأقفاص وكراسى وصناعة أثاثات كاملة وسرائر من الجريد ولكن تعانى مهنة " " القفاصين" تهمييش من جانب الدولة فلا يوجد أى شكل من أشكال الدعم أو التأمين الصحى والاجتماعى ولا نقابة تجمعهم وتدافع عن حقوقهم. على مسافات متقاربة توجد بقرية شنوان أكثر 40 ورشة لتصنيع الجريد عبارة عن "قطعة أرض فضاء محاطة بالخوص" لا تحتاج سوى خام الجريد وشاكوش وقطعة حديدية يمتهنها أكثر من ألف شخص منذ عشرات السنين يطلقون عليها أنفسهم "القفاصين" يصدرون صناعتهم لكافة أنحاء الجمهورية .
يقول ناصر فريد 50 سنة صاحب ورش إنه يعمل فى هذه المهنة منذ طفولته لمدة تزيد عن 40 سنة يحبها كثيرا ولكنه يخاف منها فى حالة عجزه عن العمل فلا يوجد له مهنة أخرى ولا تأمين يكفل باقى حياته قائلا " مهنتنا دى رزق اليوم بيومه رأس مالنا صحتنا".
وأضاف أن صناعة الجريد تعانى مشاكل منذ بداية الثورة أثرت على أسعار الخام بعدما كنا نشتريه من محافظات الصعيد بأسعار بسيطة زادت الخامات للضعف من نصف جنيه للجريدة الواحدة إلى جنيه خلال الثلاثة أشهر الماضية مشيرا إلى أنهم يعتمدون الآن على منطقة الجيزة " كرداسة والحوامدية" لتوريد الخام لهم .
وأشار إلى أن القفاص بعد وصوله للاحترافيه يستطيع صناعة 30 قفص وكرسى يوميا وهى إنتاجية عالية وعلى حسب الانتاجية يكون أجر القفاص قائلا " المهنة بتكسب ومبسوطين منها نحمد ربنا".
وأكد محمد أحمد 30 سنة -صانع أقفاص- أن المهنة تشهد هجرة لشبابها بسبب عدم وجود أى ضمانات إجتماعية لأصحابها وعدم الإعتراف بالمهنة من الاساس قائلا " فى ناس كتير متعرفش إيه مهنة القفاصين دى وتقولك يعنى أيه قفاص محدش معترف بينا".
وطالب صانع الإقفاص بإنشاء نقابة تحمل إسم " نقابة القفاصين " أسوة بنقابة الفلاحين والنجارين وغيرها تتحدث بأسم الالاف العاملين بهذه المهنة قائلا " أوعى تفتكر إننا بس اللى شغالين فى المهنة دى فيها الالاف على مستوى الجمهورية من الصعيد للاسكندرية".
وأكد محمود السيد أن مهنة " القفاصين" أحد الصناعات القليلة التى لم تدخل فيها الالات ولا تستطيع الالات إنجازها بسبب الحرفية الدقيقة لها كل ما تحتاجه شاكوش وقطعة حديدية تثقب الجريدة قائلا " نستطيع تشكيلة اى شىء تتخيله من الجريد "
فيما أكد محمد على إن غالبية "القفاصين " إذا أتيحت لهم فرصة أفضل للعمل فى اى مهنة أخرى لن يضيعون الفرصة وأتفقوا جميعا أنهم لا يتمنون توريث المهنة لابنائهم خوفا عليهم من التهميش والمعاناة التى يلقونها.