عاد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في الجزء الثاني من مذكراته المعنونة "الزمن الرئاسي" والصادرة عن دار "نيل" إلى الفترتين الرئاسيتين اللتين قضاهما على رأس السلطة بفرنسا، والعلاقات المتوترة التي طبعت علاقته بالرئيس الحالي نيكولا ساركوزي. فخلال السنوات الأربع التي تلت خروجه من قصر الإليزيه تفادى شيراك الحديث أو التعليق على إدارة الأعمال في أعلى هرم السلطة، تحفظ بدأ يتخلى عنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 2012، وقبل أيام من استئناف محاكمته في قضية الوظائف الوهمية الملاحق فيها والتي تعود وقائعها إلى المرحلة التي كان فيها رئيسا لبلدية باريس. ففي الجزء الأول من السيرة الذاتية لشيراك التي توقفت عند العام 1995، السنة التي تسلم فيها مقاليد الحكم، كان إدوارد بلادوير رئيس حكومة فرانسو ميتران (1993 – 1995) محط انتقادات شيراك، ليتحول نيكولا ساركوزي موضوع الانتقاد الرئيسي في الجزء الثاني التي نشرت أجزاء منه في بعض الصحف الفرنسية هذا الأسبوع.
نظرة مغايرة عن السياسة والحكم خرج شيراك من حالة الصمت حيال ساركوزي وفسر رفضه اقتراح بعض مساعديه تعيين نيكولا ساركوزي رئيسا للحكومة في 2002، "لوجود الكثير من الغموض والاختلاف" بينهما. في 2004 بعد خسارة الأغلبية الرئاسية في الانتخابات المحلية، رفض شيراك مجددا تعيين ساركوزي رئيسا للحكومة لأنهما "مختلفان في المسائل الجوهرية" كما يقول شيراك في مذكراته. ويضيف "هو أطلسي، وأنا لا، هو أكثر ليبرالية مني من الناحية الاقتصادية، هو مع التمييز الإيجابي وأنا أرفض ذلك بشكل مطلق، وليس من الممكن أن تنجح العلاقة بيننا". كما تطرق شيراك كذلك لتصريحات ساركوزي النارية عندما كان وزيرا للداخلية في 2005 بخصوص الضواحي الباريسية حيث وعد سكان مدينة "أرجنتاي" بتطهير الأحياء من "الحثالة" بفضل آلة "الكارشير" التي تستعمل عادة لتنظيف الأوساخ والقذارة، تصريحات وصفها شيراك ب"التصريحات الممنوعة".