بقدر ما كان إعلان منصور حسن ترشيح نفسه للرئاسة، مفاجئا للكثيرين، جاء إسراع حزب الوفد بإعلان تأييده لحسن، أكثر مفاجأة، فقبلها بأيام قليلة، كان دعم الحزب للمرشح عمرو موسى أمرا شبه محسوم، ولم يكن خاضعا حتى للنقاش، فموسى ينتمى لعائلة وفدية، كما أنه الأقرب فكريا وسياسيا إلى توجهات الحزب، لذلك فتح التغيير المفاجئ فى موقف الحزب، الجدل فى الشارع السياسى حول هذا التغيير، خاصة بعدما تسبب القرار فى انقسام حاد داخل الحزب، وصل إلى حد اعتصام شباب الحزب على مدار يومين كاملين. وكشفت مصادر مقربة من د.السيد البدوى رئيس الحزب، فى تصريحات خاصة ل«الفجر»، أن السبب فى تراجع الحزب عن دعم موسى، يرجع إلى تدخل مباشر من الفريق سامى عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أجرى اتصالا هاتفيا بالبدوى مساء الأربعاء الماضى، يطالبه بدعم منصور حسن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبحسب المصادر، وجه البدوى الدعوة لأعضاء الهيئة العليا للحزب، فى صباح اليوم التالى، لحضور اجتماع طارئ، دون توضيح جدول أعماله، وحضر الاجتماع 28 عضوا فقط من أصل 58 عضوا، وفوجئ الأعضاء بالبدوى يطلب منهم التصويت على دعم المرشح منصور حسن فى انتخابات الرئاسة، من بين عدد من المرشحين، وكانت المفاجأة فى حصول حسن على 12 صوتا، بينما حصل عمرو موسى على 7 أصوات، وعبد المنعم أبو الفتوح على صوتين، فيما امتنع 7 أعضاء عن التصويت. وأفادت المصادر بأن عنان عقد اجتماعا مطولا مع منصور حسن، قبل 48 ساعة فقط من إعلان الأخير ترشيح نفسه للرئاسة، فى إشارة إلى دعم المجلس العسكرى لحسن كمرشح توافقى، خاصة فى حالة ضمان المجلس له لتأييد جماعة الإخوان المسلمين له. الجدير بالذكر أن حسن حصل على دعم المجلس العسكرى فى السابق، لرئاسة المجلس الاستشارى للمجلس العسكرى منذ تأسيسه، وهو ما اعتذر عنه حسن فى البداية، بحجة أن هناك العديد من أعضاء المجلس الاستشارى أولى منه بالمنصب، وخص بالذكر د.عبد العزيز حجازى، رئيس الوزراء الأسبق، ود.أحمد كمال أبو المجد باعتباره شخصية عامة مرموقة، وتحظى باحترام الجميع، إلا أن عنان تدخل شخصيا لإقناعه، مؤكدا له أنه سيضمن له تأييد 18 عضوا من إجمالى 22 عضوا بالمجلس الاستشارى، وهو ما حدث بالفعل. وتشير مصادر أخرى إلى أن حصول منصور حسن على دعم المجلس العسكرى، يأتى على خلفية رفض حسن الاستقالة من المجلس الاستشارى، وقال وقتها «ليس من المعقول أن نستقيل وقت الأزمات»، وهو ما أعطى المجلس العسكرى انطباعا بأن حسن يتصرف كرجل دولة، بالإضافة إلى عدم وجود ملاحظات عليه فى الشارع المصرى. ورجحت مصادر أخرى فى حزب الوفد، أن يكون أحد أسباب دعم الحزب لمنصور حسن فى الترشح للرئاسة، ما يربطه من صلة نسب مع د.محمد كامل نائب رئيس الحزب، عن طريق ارتباط كامل بصلة نسب مع رجل الأعمال ياسين منصور، الذى يرتبط بصلة نسب مباشرة مع منصور حسن. وكانت أزمة دعم منصور حسن داخل حزب الوفد قد وصلت ذروتها، بتوجيه شباب الحزب الاتهام للبدوى بأنه ينصاع لأوامر المجلس العسكرى، وهو ما رفضه البدوى بشدة لهم، خلال اجتماعه معهم فى جلسه مغلقة استمرت لما يزيد على 4 ساعات بمقر الحزب، مع تهديدهم بالتصعيد فى حالة عدم التراجع عن دعم حسن. وأكد الشباب أن البدوى يتجاهل الرجوع إلى القواعد الحزبية، مستغلا فرصة حل اللجان النوعية للحزب فى المحافظات، لتمرير الأمر على الجمعية العمومية، خاصة أن الحزب ألمح أكثر من مرة على مدار العام الماضى، إلى تأييد عمرو موسى، باعتباره سياسياً بارزاً وذا جذور وفدية، كما اتهموا الهيئة العليا لقرار المكتب التنفيذى الذى اتخذ مسبقا بدعم موسى. وأعرب الشباب للبدوى عن دعمهم لفكرة الكابتن طاهر أبو زيد عضو الهيئة العليا للحزب، الخاصة بعقد اجتماع مشترك بين أعضاء الهيئة العليا والهيئة البرلمانية، بالإضافة إلى 50 شخصية من قيادات الوفد فى جميع المحافظات. ورغم تهديد الحزب لأعضائه بالفصل، فى حالة الخروج عن قرار الهيئة العليا، الخاص بدعم منصور حسن، خلال اجتماع البدوى وفؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب مع الهيئة البرلمانية للحزب، مساء الأحد الماضى، إلا أن عددا من أعضاء الهيئة البرلمانية، كان لهم رأى آخر، ربما يعمق الانقسام داخل الحزب، حيث شن النائب طارق سباق نائب رئيس الهيئة البرلمانية للوفد، هجوما حادا على البدوى، بسبب التراجع عن موقفه بدعم موسى، وهو ما أدى إلى ظهور الحزب بصورة غير مشرفة أمام الرأى العام