خرج مئات من ثوار ليبيا الذين أسقطوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي مساء الجمعة في مدينة بنغازي بأكثر من 50 عربة مدججة بمختلف أنواع الأسلحة تنديدا بما أسموه محاولات تقسيم البلد إلى أقاليم بحسب أحد قادتهم في تصريح لفرانس برس.
وقال محمد العريبي الشهير ب"بوكا" قائد القوة الثانية في لواء درع ليبيا إن "ثوار الجبهات القتالية الذين أسقطوا القذافي تنادوا اليوم لرفض محاولات تقسيم البلد".
وأضاف "بوكا" أن "جميع الثوار الذين بصحبته والبالغ عددهم قرابة الخمسمائة مسلح يرفضون رفضا قاطعا إعلان راس لانوف الذي يدعو إلى تطبيق النظام الفدرالي في حكم ليبيا".
وتتكون ليبيا تاريخيا من ثلاثة أقاليم فيدرالية هي إقليم طرابلس غربا وبرقة شرقا وفزان جنوبا توحدت على يد ملك ليبيا الراحل محمد إدريس السنوسي في ستينيات القرن الماضي.
وأعلن في راس لانوف في أغسطس الماضي عن تشكيل مكتب سياسي تكون مهمته تسيير الحكم في إقليم برقة الممتد من شرق مدينة سرت غربا، وحتى الحدود الليبية المصرية شرقا، وتم تسمية لأحد الثوار، وهو إبراهيم الجضران من مدينة أجدابيا رئيسا لهذا المكتب.
ومنذ ذلك الحين يفرض الجضران وهو كان يدير جهاز حرس المنشآت النفطية في المنطقة الوسطى إغلاقا تاما لموانئ الهلال النفطي أمام أي تصدير للنفط الخام للخارج بحجة أنه يسرق بعلم السلطات في طرابلس.
لكن بوكا وهو احد ابرز قادة الثوار الذين قاتلوا في الجبهة الشرقية لليبيا خلال الثورة قال لفرانس برس إن من معه من الثوار "يرفضون النظام المركزي الإداري للدولة" وطالب "بتوزيع عادل للثروات وتيسير الإجراءات الإدارية في مختلف مناطق البلد" لافتا إلى أن "تطبيق النظام الفيدرالي هو خطوة أولى نحو تقسيم البلد الى دويلات".
واعتبر "بوكا" أن "هذه المطالب هي مطالب الشعب الليبي وليس الثوار فحسب"، مشيرا الى ان "إبعادهم عن الساحة لن يثنيهم عن واجباتهم تجاه الوطن والمواطنين".
