ذكرت صحيفة الجارديان خبرا اوردت فيه وفاة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن عمر يناهز 88 عام بعد 40 عاما قضاها في قيادة الأقلية المسيحية في مصر خلال فترة من التوتر المتزايد مع المسلمين. و قد احتشد عشرات الآلاف من المسيحيين في الكاتدرائية القبطية الرئيسية في القاهرة مساء السبت على أمل أن يروا جسده. بكى نساءذور الثياب السوداء وصرخوا. و احتشد البعض غير قادرين علي الوصول الى البناء المكتظة بالخارج، يرفعون أيديهم في الصلاة. تأتي وفاته في الوقت الذي يشعر فيه في ما يقدر ب 10 مليون مسيحي انهم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى في ظل صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة السياسية بعد الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. زادت منذ أشهر سلسلة من الهجمات على المجتمع، معادية للمسيحية من قبل المحافظين المعروفين باسم السلفيين والمخاوف من أن الحكومة المقبلة ستحاول فرض صيغ صارمة للشريعة الإسلامية. وقال محروس مؤنس ، وهو مسيحي يعمل بمجال تكنولوجيا المعلومات في الثلاثين من عمره و كان من بين الحشود "تركنا في وقتا عصيبا للغاية. انظروا الى هذا البلد وما يحدث الآن, الأقباط في وضع أسوأ من ذي قبل. الله معنا". فقد كان البابا شنودة الثالث حارس العديد من الأقباط . وقد اشتكى المسيحيون لفترة طويلة من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، قائلين إنهم يتعرضون للتمييز وان الشرطة تفشل عموما في مقاضاة الذين يقفون وراء الهجمات ضد المسيحيين. و سعى البابا شنودة لاحتواء غضب المسيحيين وأعطى دعما قويا لحكومة الرئيس مبارك، مع تجنب الضغط على مطالب الأقباط جهارا أيضا في الأماكن العامة لمنع حدوث رد فعل عنيف من جانب المحافظين المسلمين. في المقابل سمح نظام مبارك بصلاحيات واسعة بين الكنيسة والمجتمع المسيحي. بعد سقوط مبارك، زاد نمو السلفيين ، واتهم المسيحيين بالسعي لتحويل النساء المسلمات أو حتى الانتشار في انحاء البلاد. تعرضت العديد من الكنائس لهجوم من قبل الغوغاء مما أوقد مزيد من الغضب المسيحي خاصة عندما اخمد الجنود احتجاج مسيحي في القاهرة، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا. في خطوة غير مسبوقة تهدف الى اظهار الوحدة الوطنية، انضم قادة من جماعة الاخوان المسلمين جنبا إلى جنب مع كبار قادة الجيش الحاكم الي البابا شنودة لتقديم خدمات لعيد الميلاد الارثوذكسي في يناير في كاتدرائية القاهرة. قال البابا شنودة "للمرة الأولى في تاريخ الكاتدرائية، يجتمع جميع أنواع الزعماء الاسلاميين في مصر. واضاف "انهم جميعا متفقون على استقرار هذا البلد وعلى محبته، فهم يعملون من أجله، يدا واحدة لأجل مصر". و قد قدم حزب الإخوان السياسي تعازيه "للشعب المصري وأشقائه المسيحي". وأشاد رئيس مجلس النواب سعد الكتاتني، وهو عضو جماعة الاخوان المسلمين، بالبابا في الجلسة المسائية، ووصفه بانه "رجل محترم بين المسيحيين الأقباط والمسلمين" بحبه لمصر ومعارضته لضم إسرائيل للقدس. ففي ظل النظام القديم منع شنودة أتباعه من الحج إلى القدس احتجاجا على سيطرة اسرائيل على المدينة.