اعتبر رئيس الوزراء اللبناني الدكتور سليم الحص أن الفساد يبلغ مداه في المجتمعات التي تفتقر للقدر الفاعل من المساءلة والمحاسبة وأخلاقيات وأدبيات المجتمع وخصوصاً منها القواعد الرادعة التي يأخذ بها المجتمع في التعاطي مع الفاسدين. وحذر خلال لقائه اليوم السبت الوفد البرلماني العربي المشارك في مؤتمر "برلمانيون ضد الفساد" الذي انعقد أمس في بيروت من أنه في حال كان الفساد مستباحا يتقبله المجتمع فإنه يغدو جزءا من ثقافة المجتمع ويشكل منتهى التردي. وربط مكافحة الفساد بقضايا الإصلاح معتبرا أن الإصلاح إما أن يكون شاملا أو يكون عبثا الحديث عن إيجاد جزر إصلاحية ، كما قد يوحي الحديث عن الإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي والسياسي والبنيوي ذلك أن الجزر الإصلاحية سرعان ما تتقوض بالعدوى من مظان آخرى في الحياه العامة. وشدد على استحالة مكافحة الفساد دون مساءلة ومحاسبة في إطار نظام ديمقراطي فاعل خصوصا وأن الفساد بات يعتبر آفة العصر وظاهرة استشراء الفساد في لبنان أضحت من المسلمات وأكثر اللبنانيين يدركون أن ثمة معاملات في الدولة لا يمكن إنجازها إلا بالرشوة بحيث آل استشراء الفساد في المجتمع اللبناني لتسليم عام بوجوده دون مساءلة أو محاسبة جدية. ورأى أن أية محاولة لمكافحة الفساد لن تجدي في بيئة لا تدين الفساد أو المفسد كما هى الحال في لبنان وسائر المجتمعات العربية .. داعيا لتصحيح واقع المجتمعات العربية التي لا تدين الفاسد أو المرتكب وتختلط لديها مفاهيم التجاوز والشطارة. وضم الوفد البرلماني العربي المشارك في مؤتمر "برلمانيون ضد الفساد" برلمانيين حاليين وسابقين من مصر ولبنان والبحرين والأردن والكويت واليمن والمغرب والعراق والجزائر والسودان وفلسطين بالإضافة إلى خبراء قانونيين تقدمهم رئيس المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد الدكتور ناصر الصانع ورئيس منظمة "برلمانيون عرب ضد الفساد" النائب اللبناني غسان مخيبر.