رجل الأعمال العائد من الاختطاف: عشت لحظات صعبة واستشعرت الموت فى كل لحظة أسرته: نشكر ضباط مباحث بلبيس على جهودهم
عاشت أسرة رجل الأعمال ابن قرية السلام بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية لحظات عصيبة على مدار عشرة أيام متكاملة بسبب اختطاف رب الأسرة الكبير على يد عصابة مُسلحة والتى قامت باختطافه تحت تهديد الأسلحة الآلية من أجل طلب فدية مقدارها "10" مليون جنيه مقابل تحرير الرجل، ولكن تدخلت الأقدار لتنقذ حياته من بين براثن العصابة الخطيرة وعادت الحياة من جديد إلى الأسرة المكلومة والتى قامت بنحر الذبائح وإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بعودة رب الأسرة والذى يعتبر القاضى العُرفى لقريته ويتدخل لحل الكثير من المشاكل بين أبناء القرية التى تردد نساؤها ورجالها على منزله لتهنئة أسرته بسلامة عودته.
البداية كانت بتلقى اللواء"سامح الكيلانى" مدير أمن الشرقية إخطارا من العميد" محمود إبراهيم " مأمور مركز بلبيس يفيد تلقيه بلاغ من "عطية حسان عطيه خليل 56 سنة مزارع ومقيم السعدية" بدائره المركز بأنه حال استقلاله السيارة رقم "4562 ر- و- ط مصر ماركه جيب شروكي فضى اللون" وبرفقته مالكها فهمى رياض محمد يماني الرماح 62 سنة عضو جمعية العادلية لاستصلاح الاراضى ومقيم غيته دائره المركز، عقب خروجهما من مقر الجمعية الكائنة بطريق رمسيس دائرة المركز بالمنطقه الصحراوية المتأخمة للطريق، وقام احد الاشخاص بإستيقافهم بغرض توصيله وطلب النزول بعد مسافه 500 م تقريبا، وأثناء ذلك فوجىء بسيارة رصاصى اللون " لايعلم رقمها " ترجل منها ثلاثة أشخاص اثنان منهما يرتديان جلباب والثالث يرتدى قميص وبنطال وبحوزة أحدهم سلاح نارى وطلبوا منهما النزول من السيارة وقاموا بإصطحاب مرافقه بسيارته وفروا هاربين.
وعقب ذلك، تلقت أسرة الضحية عدة اتصالات تليفونية تطالبهم بدفع مبلغ "10" مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه.
وعلى الفور، أمر العميد" رفعت خضر" مدير المباحث الجنائية بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى ضم العقيد" محمود جمال" رئيس فرقة جنوبالشرقية والرائد"عمروسويلم" رئيس مباحث مركز بلبيس والنقيب "محمد ربيع" معاون المباحث لتحرير الرجل وضبط الجناة.
وبتكثيف جهود البحث، دلت تحريات ضباط البحث الجنائى بأن المجنى عليه محتجز بالمناطق الجبلية وبتمشيط المنطقة وتضييق الخناق حول المتهمين تم تحرير الرجل وتمكن المتهمين من الفرار من قبضة ضباط البحث الجنائى. وداخل منزله، التقت"الفجر" بالحاج فهمى الرماح، والذى روى لنا تفاصيل اختطافه وعودته مرة آخرى، وقال فى البداية "أوجه الشكر إلى ضباط مباحث مركز بلبيس وعلى رأسهم العقيد"محمود جمال" رئيس فرقة جنوبالشرقية والرائد"عمرو سويلم" رئيس المباحث نظرا لجهودهم المبذولة وتواصلهم مع أبنائى وأشقائى بشكل مستمر".
وعن يوم الحادث، أشار قائلا: "أنا صاحب مكتب ومقاولات ومزارع وعضو جمعية العادلية الزراعية وأثناء مغادرتى الجمعية توقفت فى الطريق وكنت أقود سيارتى وذلك لتوصيل طبيب صديقى وعقب توقفى فى المكان الذى طلبه الطبيب عند كوبرى القرية، فوجئت بسيارة ماركة هيونداى تقف أمامى ونزل منها ثلاثة أشخاص ملثمين ويحملون أسلحة آلية وووجدت مسلح منهم يدفعنى بقوة داخل سيارتهم وقلت لهم خذوا سيارتى واتركونى لكن وجدت شخص يتحدث بلهجة بدوية وقال لى"إحنا عاوزينك أنت.. واركب أحسن نقتلك"، ولم يراعوا ظروفى الصحية وكونى رجل كبير فى السن، وقام أحدهم بقيادة سيارتى الخاصة وانطلقوا بسرعة جنونية بعد أن وضعوا غمامة على عيناى حتى لا أرى الطريق وقاموا بتفتيشى وأخذوا تليفوناتى ومبلغ "8 آلاف جنيه" وفى الطريق بدلوا السيارات وقال أحدهم لى "أنت ملياردير ونريد من أسرتك 10مليون جنيه وإلا سنقتلك ونرسلك جثة هامدة".
وأضاف قائلا: "بعدها قاموا بوضعى فى غرفة مغلقة ومظلمة بها مياه قليلة للشرب وقضاء الحاجة والوضوء، وكنت ألجأ للتيمم أحيانا بسبب قلة المياه، ووقتها قلت ساعدنى يارب وكان الطعام عبارة عن خبز وجبن ولانشون فى بعض الأحيان ووجبة واحدة يوميا وكنت لا أتناولها أحيانا، وبعد خمسة أيام من احتجازى، وجدتهم يقولوا لى "قريبك الذى يعمل فى جهة سيادية قالب الدنيا عليك وعلينا"، ومنعونى من التحدث تليفونيا مع نجلى "عبد الله" وأوهمونى بأننى بمحافظة سيناء لكنى علمت بأننى بمحافظة الإسماعيلية حيث شاهدت كيس الخبز الذى كانوا يحضروه لى مكتوب عليه مخابز الإسماعيلية وظللت طوال فترة احتجازى أقرأ القرآن وأدعو الله أن ينجينى من أجل أبنائى وأسرتى".
وتابع قائلا: "حدثت لى معجزة لن تصدقوها فأنا مريض بالسُكر، وسبق أن أجريت عملية قلب مفتوح ويدى بها غرغرينا وأتناول علاج بمعدل "24" نوع برشام يوميا بالإضافة إلى حقنة الأنسولين ولكن بفضل الله لم احتاج إلى العلاج مطلقا طوال فترة الاختطاف وتم شفاء يدى..ويوم إطلاق سراحى وجدت أفراد العصابة يخبرونى بأنهم سيطلقون سراحى لأن ضباط المباحث اقتربوا من تحديدهم وتضييق الخناق حولهم والقبض عليهم وبأن الدائرة ضاقت حولهم وقاموا بالفعل بوضع الغمامة فوق عيناى وتركونى بطريق رمسيس واتصلوا بنجلى عبد الله الذى جاء برفقة رجال الشرطة وقاموا بتوصيلى للمنزل" .