قال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة رائد فتوح، إن معبر كرم أبو سالم سيشهد إغلاقات كثيرة بعد منتصف شهر سبتمبر الجاري، وستتعطل الحركة التجارية ونقل البضائع إلى قطاع غزة.
وأضاف فتوح في تصريحات له، اليوم، أن معبر كرم أبو سالم سيغلق بعد أسبوعين لأربعة أيام متتالية، فيما سيشهد الأسبوع الأخير من الشهر الجاري إغلاقا جديدا لأكثر من ثلاثة أيام بسبب الأعياد اليهودية، الأمر الذي سيفاقم من وجع قرابة مليوني مواطن يعانون في هذه الأيام من حصارٍ مشدد ونقص حاد في الوقود والعديد من السلع ومستلزمات الحياة بعد إغلاق الأنفاق المنتشرة على طول الحدود الفلسطينية المصرية.
وكان المعبر قد أغلق لأربعة أيام متتالية الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم معاناة الغزيين، وزاد من صعوبة الوضع الاقتصادي المتردي بسبب إغلاق الأنفاق.
واعتمدت إسرائيل "كرم أبو سالم" والواقع أقصى جنوب القطاع (بين مصر وغزة وإسرائيل) معبرا تجاريا وحيدا بعد أن أغلقت المعابر التجارية في منتصف يونيو عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على غزة.
ويغلق المعبر يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، عدا عن إغلاقه لأيام أخرى بسبب الأعياد اليهودية، أو لذرائع أمنية.
وتحيط بقطاع غزة سبعة معابر، تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، والمعبر الوحيد الخارج عن السيطرة الإسرائيلية هو معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر.
وبعد أن فرضت إسرائيل على غزة حصارا مشددا أغلقت أربعة معابر تجارية رئيسية تتحكم بها وهي: المنطار (كارني) شرق مدينة غزة، وكان من أهم المعابر وأكبرها من حيث عبور السلع التجارية ، والعودة (صوفا) شرق رفح، والشجاعية (ناحال عوز) شرق مدينة غزة ، والقرارة (كيسوفيم) ويقع شرق خان يونس.
وفي وقت اعتمدت فيه على كرم أبو سالم لنقل البضائع إلى القطاع، أبقت على معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع بوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل.
ويؤكد مدير عام الدراسات والتخطيط في وزارة الاقتصاد بغزة، "أيمن عابد" أن إغلاق هذا المعبر سيؤثر على الحالة الاقتصادية والإنسانية لسكان القطاع، ويزيد من صعوبة أوضاعهم المعيشية.
وقال عابد إن لجوء سكان غزة للوقود الإسرائيلي يجعل إغلاقه ليوم واحد كارثة، مشيرا إلى أن المعبر يتعرض للإغلاق المتكرر بسبب الأعياد والإجازات اليهودية.
وبعد نفاد الوقود المصري عقب إغلاق الجيش المصري للأنفاق ومواصلة الحملة الأمنية المكثفة على الحدود مع غزة لجأ سكان القطاع المحاصر إلى الوقود الإسرائيلي بالرغم من ارتفاع ثمنه .
ويوميا يتم إدخال 120 إلى 150 ألف لتر بنزين إسرائيلي في حال فتح معبر كرم أبو سالم بحسب تقديرات لجنة إدخال البضائع لقطاع غزة، ويتم بيعه بسبعة شواكل للتر الواحد، على عكس البنزين المصري الذي كان يبلغ سعر لتره ثلاثة شواكل( ما يعادل دولار واحد).
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 400 ألف لتر سولار ونحو 200 ألف لتر بنزين، فيما كانت الأنفاق تضخ حوالي 500 ألف لتر يوميا من الوقود.
ولا يلبي معبر كرم أبو سالم المتطلبات الاقتصادية للقطاع والذي يحتاج من 700 إلى 900 شاحنة يوميًا ، ولا يتم إدخال سوى 300 شاحنة بما لا يتجاوز 30% من الاحتياجات وفق تأكيد عابد والذي طالب بفتح كافة المعابر التجارية، والسماح للسلع الممنوعة كمواد البناء من الدخول للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
ويرى خبير الاقتصاد الفلسطيني "محسن أبو رمضان أن ارتهان القطاع لمعبر كرم أبو سالم من شأنه أن يزيد معاناة الغزيين.
وقال أبو رمضان إن المعبر لن يغلق فقط بسبب الأعياد اليهودية بل سيكون رهن للعوامل الأمنية والسياسية، فأية احتكاكات على الأرض بين غزة، والجانب الإسرائيلي ستعرضه للإغلاق الطويل.