حققت هيئة مكافحة الفساد الأردنية مع صهر الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وذلك بعد تعهدات الملك بأنه لا أحد فوق القانون والمساءلة ولا حصانة لأحد، على إثر احتجاجات كبيرة شهدتها المملكة ضد الفساد. فقد كشفت مصادر أردنية رفيعة اليوم الأربعاء أن هيئة مكافحة الفساد حققت بأهم قضايا من اختصاصها مع وليد الكردي صهر الملك، والذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة المدير التنفيذي لشركة الفوسفات من عام 2006 وحتى قبل مغادرته مؤخرا إلى خارج المملكة. وقالت المصادر إن "إحدى هذه القضايا هي قيام الكردي بتلزيم عطاءات التنقيب والتعدين لشركات بعينها مثل شركة "مناجم " و"العون المتطورة" بأسعار مبالغ فيها، على أن يعود فرق الأسعار للكردي"، مستشهدة بعطاءات تقدر بعشرات الملايين من الدنانير، إحداها عطاء بقيمة 40 مليون دينار وتم إرسائه لإحدى الشركتين. وأضافت المصادر، أن "وليد الكردي استحدث شركات في دبي، ومن بينها شركة "إسترا غلوبال"، وأصبح يبيع الفوسفات من خلال هذه الشركة والشركات التابعة لها لأخرى هندية بسعر أقل بكثير من الأسعار العالمية"، وأشارت إلى أن الكردي أوقف عمل شركة أردنية كانت تنقل الفوسفات إلى المستهلكين الهنود، وتعاقد مع شركات شحن أخرى بأسعار أعلى بكثير معدل السعر العالمي. وكانت الهيئة قد حققت في قضايا كثيرة أثارت الرأي العام مثل قضايا سكن كريم لعيش كريم، وقضية موارد، وصندوق المشاريع التنموية، وجر مياه الديسي، ونادي الجزيرة، وعمولة مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، ومنتجع شاطئ سويمة، وقضية برنسلي حول استخراج الذهب من السودان بقيمة 5.7 ملايين دولار، فضلا عن قضايا الضرائب والجمارك، وغير ذلك من القضايا، وفقا لوكالة يونايتد برس إنترناشونال. ومنذ شهر يناير من العام الماضي وتزامنا مع العربية، يشهد الأردن احتجاجات وتظاهرات مستمرة للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة الفساد شاركت فيها الحركة الإسلامية وأحزاب المعارضة اليسارية والنقابات المهنية وحركات طلابية وشبابية، حتى قام الملك بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة برئاسة عون الخصاونة.