أعلنت روسيا عزمها على السماح للمرة الأولى بوجود عسكري أمريكي على أراضيها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "الحكومة الروسية ستبحث الموافقة على اتفاق يسمح للولايات المتحدة وقوات الناتو باستخدام قاعدة جوية روسية لنقل القوات والمعدات العسكرية إلى أفغانستان". وأضاف لافروف في تصريحاته أمام البرلمان الروسي: "سيضمن أمن روسيا نفسها من خلال المساعدة على استقرار أفغانستان المضطربة". وبعد سنوات من الاعتراض الروسي على الوجود العسكري الأميركي الضخم على حدودها في أفغانستان، ذكرت وكالة "أسوشييتد بريس" أن موسكو تتجه إلى منح الناتو حق استخدام قاعدة جوية في مدينة يوليانوفاسك، مما يعني تحسن العلاقات الدفاعية والاستراتيجية بين الولاياتالمتحدةوروسيا، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين توترا، وخصوصا بسبب الأزمة السورية. وعلى الرغم من أن موسكو وافقت عام 2010 للمرة الأولى على السماح للناتو باستخدام ممرات جوية للعبور إلى أفغانستان، كان التعاون محدودا للغاية حتى الآن. وقالت الوكالة: "هذا الاتفاق الجديد، الذي ما زال يحتاج إلى مصادقة نهائية من الحكومة الروسية سيسمح للمرة الأولى بتأسيس قاعدة لوجيستية للقوات والشحنات التابعة للناتو". وكانت روسيا قد وجهت تحذيرًا من الانسحاب المتسرع لقوات الاحتلال الأجنبية من أفغانستان, وعرضت السماح باستخدام قاعدة جوية في جنوب البلاد لنقل الإمدادات لقوات حلف شمال الأطلسي الناتو من آسيا الوسطى. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ضرورة تدريب قوات الأمن الأفغانية أولاً حتى تصبح قادرة على حفظ النظام بنفسها. وحذر لافروف من أن الانسحاب سيوفر ما سماها حالة فراغ على الحدود الروسية مع أفغانستان, حيث انسحبت قوات الاتحاد السوفيتي السابق بعد حرب استمرت من عام 1979 حتى 1989 بخسارة بلغت نحو 15 ألف قتيل. وقال وزير الخارجية الروسي: "على الرغم من أن بلادي لا تشارك عسكريًا في أفغانستان فإن موسكو تريد أن يسمع صوتها فيما يتعلق بالانسحاب". وحسبما نقلت عنه وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أضاف وزير الخارجية الروسي أن بلاده تشارك في تدريب قوات الأمن الأفغانية، لافتًا إلى أن مواعيد الانسحاب التي حددتها الولاياتالمتحدة تبدو "مصطنعة".